انطلقت أمس بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط أشغال الموتمر الوطني التاسع للاتحاد العام للشغالين بالمغرب تحت شعار «التنمية الحقيقية: تحديث ومسؤولية». وقال الأستاذ عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال في افتتاح أشغال المؤتمر إن تأسيس الاتحاد العام للشغالين جاء بعد ظهير الحريات العامة في 15 نونبر 1958 الذي أقر حرية التجمعات وحرية الاجتماعات وحرية الصحافة وحرية تأسيس الأحزاب والنقابات على يد الأمين العام لحزب الاستقلال الوزير الأول ورئيس الحكومة آنئذ المرحوم الحاج أحمد بلافريج. وأوضح أن تأسيس النقابة كان له هدفان، أولهما الدفاع عن الطبقة الشغيلة، وكرامة العامل والعاملة في المدينة والبادية وثانيهما يتجلى في الدفاع عن المقدسات الوطنية وثوابت البلاد والديمقراطية والحريات، مشيرا إلى أن عمل النقابة يمثل كفاحا مزدوجا ومستمرا، مستدلا بالقول إن الاتحاد العام للشغالين في الأول رٌفض من طرف الحكومة آنذاك وووجه بالنضال والشهداء من أجل الاعتراف به . وأضاف الأستاذ عباس الفاسي أن المعركة كانت قوية في الدارالبيضاء ومجموع التراب الوطني حتى انتزع الاتحاد العام للشغالين بالمغرب حقه في تأسيس نقابة شريفة تحرص منذ عقود من الزمن على تدعيم الديمقراطية والحريات العامة والخاصة من أجل التشبث بثوابت الأمة وهي الوحدة الترابية للبلاد والاسلام المبني على الوسطية و الملكية الدستورية، التي توحد المغاربة، وتضمن وحدة الأرض والحريات العامة والحريات الفردية. واعتبر الأستاذ عباس الفاسي أن كثرة الاضرابات تجهض المفهوم الحقيقي للإضراب، وقال إن الإضراب الناجح يكون مبنيا على مطالب نقابية صرفة . واستعرض الأستاذ عباس الفاسي الإنجازات التي تم تحقيقها تفعيلا للالتزامات الحكومية بخصوص الحوار الاجتماعي مع الفرقاء الاجتماعيين والاقتصاديين. وجدد الأستاذ عباس الفاسي تهنئته للاتحاد العام للشغالين بالمغرب لعلاقاته الطيبة مع النقابات الافريقية، وحيى بالمناسبة الحضور الافريقي المكثف، ونقابات المغرب العربي منها النقابة الجزائرية والنقابة الموريطانية، وأوضح أن حضورهم يؤكد وحدة المغرب العربي التي يتشبث بها الشعب المغربي والاتحاد العام للشغالين وحيى أيضا وفود بلجيكا وفرنسا وإسبانيا. وهنأ حميد شباط رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأستاذ عباس الفاسي على تجديد الثقة فيه بالإجماع أمينا عاما لحزب الاستقلال وأكد دعم الاتحاد العام للشغالين القوي لما يبذله الأمين العام لحزب الاستقلال قصد ترسيخ دولة المؤسسات والإصلاحات بتوجيهات ملكية سامية. وقال إن عقد المؤتمر التاسع يؤرخ لعهد جديد داخل نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب عهد الانفتاح والتحديث والشفافية والوضوح والحوار المنتج والشراكة. وأضاف أن الاتحاد العام يسعى ليؤسس حوارا اجتماعيا حقيقيا يجد كل طرف نفسه واعتبار الشغيل والمشغل وجهان للتنمية، مشيرا إلى أن الاتحاد حذر تجاه الظرفية المالية والاقتصادية العالمية التي تلقي بنتائجها السلبية على الرأسمال الوطني المالي والبشري. وتميزت أشغال المؤتمر أمس الجمعة بيوم دراسي توزع بين الحوار الاجتماعي وقراءة في الكتاب الأبيض والتنمية الاقتصادية والبعد الاجتماعي في القانون المالي لسنة 2009. وعرفت الجلسة الافتتاحية مشاركة 24 وفدا يمثل منظمات نقابية من دول اسبانيا وفرنسا وبلجيكا وغينيا والنيجر وبوركينا فاصو وموريتانيا والطوغو والكوت ديفوار والكونغو والسينغال وغانا. وفي إشارة قوية للتضامن مع غزة تم وضع وحدات للتبرع بالدم وصناديق شفافة للتبرع بالأموال. ويعرف اليوم الثاني من المؤتمر تقديم كلمة توجيهية لحزب الاستقلال يقدمها المجاهد امحمد الدويري، واستقالة المكتب التنفيذي وعرض تقارير اللجن وأعضاء المكتب التنفيذي، وفي الجلسة الختامية ستتم المصادقة على البيان العام وكلمة ختامية للكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب.