سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاستعانة بالقوات المساعدة والجرافات لإخلاء «دوار السكويلة» في البيضاء الهدم طال مجموعة من العائلات المركبة التي مازالت تنتظر الاستفادة من إعادة الإسكان
تعرضت مجموعة من الدور العشوائية في «دوار السكويلة»، التابع لعمالة البرنوصي في الدارالبيضاء، لعملية هدم بالقوة، استُعمِلت فيها الجرافات واستعانت فيها السلطات المحلية بعناصر من القوات المساعدة للوقوف في وجه أي «مقاومة» من قِبَل الساكنة. وقال مصدر من السكان إن عملية الهدم تمت بدون سابق إشعار وبدون أي ضمانات، وتواصلت على مدى 15 يوما، دون أن يتمكن السكان الذين قضوا حوالي 30 سنة في هذا الدوار من الحصول على أي وثيقة تثبت إقامتهم فيه طيلة هذه المدة ودون أن تعين لهم السلطات المعنية مكان استفادتهم. وقد حضر إلى عين المكان كل من باشا المنطقة والقائد ورئيس أمن «أناسي»، وقال المصدر ذاته، والذي هدم منزله عن آخره، إنّ «من حسن حظه» أنه قام بترحيل أمتعته وزوجته وابنه، حيث اكترى منزلا ريثما يستفيد من السكن، بعدما عاين كيف أنّ منازلَ قد هُدمت بالجرافات فوق رؤوس قاطنيها ودون استحضار المقاربة الاجتماعية، حيث أكد أن السلطة انتهجت المقاربة الأمنية كوسيلة لإخلاء السكان من منازلهم بالقوة. وأوضح المتحدذث ذاته عن أنه راسل، ضمن من راسلهم، قائدَ المنطقة، الذي قال إنه يتهرب من لقائه، وتمكنت السلطات من خلال عملية الهدم التي نفذتها خلال الشهور الماضية من هدم 200 بناء عشوائي يضم 660 عائلة.. ومن الحالات أيضا حالة سيدة رفضت الخروج من منزلها فمُورس عليها العنف السلطويّ، حسب ما صرح به المصدر ذاته، الأمر الذي دفع أبناءها إلى التدخل، مستعملين السلاح الأبيض، ويقبع أحدهم حاليا في السجن ومازال لم يُحاكم بعدُ. وشكك مجموعة من السكان في الإحصاء الذي أجرته الشركة العقارية المكلفة بالمشروع، والذي استفاد منه -حسب تصريحهم- سكان قضوا عاما واحدا فقط في الدوار، كما هو شأن مشروعي السلام 1 و2، حيث استفادوا من نصف بقعة وكانت كافية بالنسبة إليهم، أما العائلات المركبة فيبقى مشكلها عالقا، ويطال التماطل ملفات الساكنة التي تجاوزت مدة سكنها هنا الثلاثين عاما، كما طال الهدم محلات تجارية وسط استنكار السكان لعمليات الهدم العشوائية. كما تحدث السكان عن أن بعضهم حين يريدون الحصول على شهادة السكنى فإن السلطة لا تمنحهم إياها، وسبق للسكان أن خاضوا مسيرات ووقفات احتجاجية أمام عمالة البرنوصي وأمام مقر ولاية الدارالبيضاء الكبرى من أجل ذلك. وأكد مصدر آخر أن أخبارا تروج في الدوار عن كون الشركة المسؤولة عن مشروع إعادة الإسكان تمنح مقابلا ماليا قدره 3000 درهم عن كل «برّاكة» يتم هدمها، موضحا أن الهدم طال مساكن مجموعة من الأسر المركبة التي تزوج أبناؤها بعد إحصاء 2004، متسائلا كيف يتم الاعتماد في إعادة إسكان قاطني دُور الصفيح على إحصاء قديم. وذكر المصدر ذاته أن حالة من الاحتقان تسود كلا من دوار السكويلة وطوما وزرابة، موضحا أن الإشكال سيزيد عند الاقتراب من كريان الرحامنة، الذي يضم 6000 «برّاكة»، بالنظر إلى مشكل الوعاء العقاري. يشار إلى أنه قد رُصدت للبرنامج الشموليَّ لإعادة إسكان قاطني الكاريانات في الدارالبيضاء اعتمادات مالية إجمالية بلغت 4.85 ملايير درهم وستستفيد من هذا المشروع -حسب المشرفين عليه- 45920 أسرة تسكن الكاريانات من خلال إحداث 55 ألفَ وحدة سكنية.