احتشد عشرات من سكان الأحياء الصفيحية لمدينة الدارالبيضاء مساء يوم السبت أمام مبنى ولاية المدينة ورفعوا شعارات غاضبة طالبوا من خلالها المسؤولين بحل مشاكلهم. وندد المحتجون بما أسموه ب« مسلسل التماطل، الذي ينهجه المسؤلون تجاه ملف السكن»، مطالبين بإيفاد لجن لتقصي الحقائق، خصوصا وأن العديد منهم لم يستفيدوا من مشاريع ملكية لإعادة إسكان قاطني أحياء القصدير بالمدينة، رغم أحقيتهم بذلك. واحتج المشاركون في الوقفة الاحتجاجية، التي نظمتها لجنة متابعة ملف السكن بالبيضاء، وفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، على «الوضعية الخطيرة والمزرية، التي تعيشها أسر وعائلات جراء انهيار منازلها أو التي تؤول للانهيار بالعديد من الأحياء الشعبية ك«عرصة بن سلامة، وحي بوطويل، والمقبرة اليهودية»، فضلا عن سكان كريان سنطرال، بالحي المحمدي، ودوار السكويلة، ودواوير أخرى بسيدي مومن وبعض كريانات عين السبع، مثل دوار الكريمات، وكذا سكان كريان باشكو، والوزازنة قرب ليساسفة، وعمارة ورثة أوعبد اللي، ودوار أمديكو بدرب غلف، ودواوير عديدة. وتساءل متحدثون إلى «الاتحاد الاشتراكي» عن مصير سكان الوزازنة المهددين بالتشريد، بعد 70 سنة من الاستقرار بالمنطقة، التي دخلت المجال الحضري مؤخرا. ولفت المحتجون من خلال شعاراتهم الانتباه إلى قاطني كاريان باشكو العريق في العاصمة الاقتصادية، في إشارة إلى أن مشروع إعادة إسكانهم الذي انطلق منذ 1992 أجهض في متصف الطريق رغم قول السلطات بعمالة أنفا أن هذا الملف انتهى، إذ لاتزال 300 أسرة تقطن بالكاريان. وحسب أرقام متوفرة لدى «الاتحاد الاشتراكي»، فإن 12 بالمائة من البيضاويين يحتمون بأسقف قصديرية، وهي النسبة التي تترجم ما يفوق سكن 98 ألف أسرة في الكاريانات بالمدينة، وهذا العدد أيضا يفيد بأن أفراد هذه الأسر يمثلون نسبة 38 بالمائة، من مجموع قاطني دور القصدير بالمغرب قاطبة. في مقابل ذلك، تفيد أرقام تقدم بها القائمون على المدينة، هدم ما ينيف عن 3400 كوخ صفيحي، خلال سنة 2008، رغبة في اجتثاث جذور «الكاريانات» التي عمرت لسنوات في المدينة، لكن محو حوالي480 حيا عشوائيا يبدو صعبا، وبعيد التحقيق. وكانت الحكومة قد خصصت حسب بعض الأرقام، مبلغ 8 ملايير درهم كغلاف مالي، تساهم فيه وزارة الإسكان والتعمير بنسبة 38 بالمائة، يغطي عمليات إزالة 480 حيا عشوائيا من الدارالبيضاء خلال مدة حدد أجلها في 5 سنوات. وحسب مصدر من الوكالة الحضرية للدار البيضاء، فإن حوالي 23 ألف سكن انتُهي من بنائه لحد الآن من بين 51 ألف وحدة سكنية مبرمجة، فيما تشير أرقام صادرة عن وزارة الإسكان والتعمير، إلى أن عدد الأكواخ التي هدمت في الدارالبيضاء وصل إلى 14900، بينما لا يتعدى عدد الوحدات السكنية الموجودة في طور الإنجاز 9 آلاف، وعدد الوحدات المتوفرة الشاغرة 3520 وحدة.