منذ فترة غير قصيرة وسكان حي سيدي مومن الصفيحي، ضواحي الدارالبيضاء، يخوضون وقفات احتجاجية للمطالبة بالسكن اللائق، والتنديد بما وصفوه ب "التماطل"، الذي ينهجه المسؤلون تجاه هذا الملف، خاصة بالنسبة للقاطنين في كاريانات طوما، ودوار اعريب، ودواوير أهل الغلام، ودوار فكيك.جانب من أحد مهرجانات الزواج العديدة بالبيضاء (أيس بريس) وفي الوقت الذي صعد المتضررون من لهجة احتجاجاتهم وهددوا باعتصامات أمام مقر مجلس المدينة وقناة "دوزيم"، وبساحة الراشيدي، وسط المدينة، جاء من طمأنهم بأن السلطات المحلية ستفتح مع المشتكين حوارا، من أجل إيجاد حل لمطالبهم. وعندما توقفت الاحتجاجات في انتظار توصل سكان الأحياء الصفيحية ببقع أرضية، كما وعدهم المسؤولون بمقاطعة سيدي مومن، فوجأ المتضررون بإعلان جمعيات، بتنسيق مع السلطات المحلية، عن تنظيم الدورة الأولى لمهرجان "زفاف سيدي مومن"، تحت شعار"دواير الزمان في الأحياء الشعبية"، من أجل الاحتفال بزفاف 10 زيجات، تتخله عملية إعدار 200 طفل معوز، وحملة طبية لتصحيح النظر، وحملات طبية لسكان الكاريانات. الشرارة الأولى للاحتجاجات بسيدي مومن لم تكن بسبب رغبة شباب الحي في الزواج، لأن المشكل الذي تعانيه هذه الفئة العمرية بسيدي مومن هو عدم توفرهم، أولا وقبل كل شيء، على عش الزوجية، "يعني بالعربية تاعرابت، خاصهم دار، ماشي مرا". مهرجان الزفاف بسيدي مومن، امتد أسبوعا كاملا، من 21 إلى ماي الجاري، دون أن يثير اهتماما إعلاميا واسعا، كما يحدث عندما يخرج سكان الحي في وقفات احتجاجية، أمام مقر مقاطعة أحمد بريجة. شباب سيدي مومن، الذي أنهكته ظروف العيش تحت أسقف براريك، تفيض بالقطرة في الشتاء، وتتحول إلى قطعة من جحيم في فصل الصيف، أدار بظهره للحفلات، التي أحياها الفنان فؤاد الزبادي، ومحمد رويشة، وفاطمة تيحيحيت، والفنان بوشعيب الزياني، وأوركسترا إبراهيم بركات، ومضى يسخر من مهرجان الزفاف، مرددا "آش خاصك العريان.. الزواج أ مولاي".