استعرضت مقدمة برنامج «الشارع العربي» زينة اليازجي على قناة دبي الفضائية، مع سهى عرفات أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات تفاصيل صغيرة من حياة أبي عمار، والتي يعرفها المشاهد العربي لأول مرة. ومن هذه التفاصيل، تلك التي تتعلق بذوق الختيار في مجال الموسيقى، فهو مثلا لم يكن يحب صوت أم كلثوم، وكان يعتبرها مسؤولة عن تخدير الشعب المصري والشعوب العربية، وهو لم يكن ينصت، وهذه مفاجأة من العيار الثقيل، لصوت فيروز، ولم يكن يستعذبها، كما أنه كان بسيطا في عيشه ومتقشفا في كل شيء، هو الذي كان يتصرف في أموال لا تحصى تحت يديه من أموال منظمة التحرير الفلسطينية. شيء آخر نتعرف عليه في هذا الحوار، المخدوم بعناية والمعد بحرفية عالية، هو علاقته بالشاعر الكبير محمود درويش، لقد أراده أن يكون وزيره في الثقافة، لكن إصرار محمود على رفض هذا العرض جعل صاحب الكوفية يحترم رغبته، هو الذي كانت ترتعد أمام يديه القيادات العتيدة، قبل أن تأكل لحمه ولحم زوجته، لما مات، كما تؤكد على ذلك سهى في حديثها الشفاف عن عرفات. لعل أهم شيء في هذا البرنامج، هو جانب الفرجة التلفزيونية فيه، وهو يؤكد على أنه لا سبيل لشد المشاهد والتأثير فيه إلا بالحرفية العالية وبالعمل المتقون وبفريق الإعداد القوي والمتمكن. لا أفهم شخصيا كيف يمكن أن يكون شخص واحد في البرامج التي تقدمها القناة الأولى والثانية مقدما ومعدا في الآن نفسه، في البرامج الحوارية أو الأسبوعية التي تتطلب عملا ووقتا وتنسيقا على مدار الساعة وبحثا واستقصاء واستعانة بمهتمين وخبراء ومتخصصين ومسؤولين في التواصل، وليس ب»التسلاك» يمكن صناعة الفرجة والتلفزيونية المرتجاة في زمن حرب الفضائيات المفتوحة.