العثور على آثار لعنصر «البولونيوم 210» المشع في مقتنيات شخصية للرئيس الفلسطيني الراحل أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس الأربعاء، أن السلطة الفلسطينية تطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على غرار لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وقال عريقات لوكالة فرانس برس، «ندعو إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية على غرار لجنة التحقيق الدولية التي شكلت حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري»، مضيفا «ندعو العالم للتعامل مع هذا الملف بالجدية المطلوبة خاصة على ضوء ما كشفته قناة الجزيرة الفضائية والذي نثمنه عاليا». وأظهرت استنتاجات تحاليل أجريت في مختبر في سويسرا ونقلتها قناة الجزيرة القطرية الفضائية الثلاثاء في برنامج وثائقي، أن ياسر عرفات قد يكون قضى مسموما بمادة البولونيوم المشعة. وشدد عريقات على أن المسألة، «تتطلب التحقيق بشكل جدي وتوفير كل الإمكانيات المطلوبة للجنة التحقيق الدولية للوصول إلى نتائج وإعلان نتائج التحقيق بشكل علني ومعرفة من اغتال رئيس الشعب الفلسطيني الراحل ياسر عرفات». من جهته أعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة أول أمس الأربعاء، تعقيبا على التقرير الذي بثته قناة الجزيرة، أن السلطة الفلسطينية لا تمانع فحص رفات الزعيم الفلسطيني الراحل الذي توفي بمرض غامض حتى الآن. وأكد «أن الرئيس محمود عباس أصدر تعليماته للجنة التحقيق في استشهاد الرئيس ياسر عرفات عقب تقرير الجزيرة بمتابعة جميع المعلومات والتقارير التي تتعلق بهذا الموضوع، والاستعانة بالخبرات العربية والدولية العلمية للوقوف على حقيقة أسباب مرض واستشهاد الرئيس الراحل». وقال أبو ردينة، «إن السلطة وكما كانت على الدوام على استعداد كامل للتعاون وتقديم جميع التسهيلات للكشف عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى مرض واستشهاد الرئيس الراحل». موضحا انه «لا يوجد أي سبب ديني أو سياسي يمنع أو يحول دون إعادة البحث في هذا الموضوع بما في ذلك فحص رفات الرئيس الراحل من قبل جهة علمية وطبية موثوقة وبناء على طلب وموافقة أفراد عائلته». وأضاف «أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس عباس تعهدت بمتابعة موضوع أسباب مرض واستشهاد الرئيس الراحل، من اجل الوقوف على الحقيقة التي تقطع الشك باليقين بهذا الشأن، واتخاذ كافة الإجراءات لمتابعته». وأشار إلى انه «ما زال استشهاد الرئيس الراحل عرفات يشغل الرأي العام الفلسطيني والعربي والعالمي، لما له من أهمية قصوى نابعة من أهمية باعث اسم فلسطين ورمزها وقائد نضال شعبها على امتداد أربعة عقود على طريق الحرية والاستقلال». وكان معهد سويسري مختص، قد أعلن مساء الثلاثاء الماضي أن خبراءه عثروا على آثار لعنصر» البولونيوم 210 «العالي الإشعاع في مقتنيات شخصية للزعيم الفلسطيني الراحل ياسرعرفات. و»توفي» عرفات في مستشفى في فرنسا في نوفمبر 2004 بعد مرض مفاجئ٬ حير الأطباء٬ فيما يعتقد فلسطينيون كثيرون أنه تم تسميم الزعيم الراحل عرفات. وقالت أرملة الزعيم الفلسطيني ٬سهى عرفات لوسائل الإعلام أول أمس «أن المعهد أجرى اختبارات على مقتنيات شخصية لعرفات ٬أظهرت أن ملابسه وفرشاته للأسنان وكوفيته احتوت على مستويات غير عادية من البولونيوم وهو عنصر نادر عالي الإشعاع». وقال فرانسوا بوشو ٬مدير المعهد السويسري»أستطيع أن أؤكد لكم أننا قسنا كمية عالية من البولونيوم 210 في متعلقات للسيد ياسر عرفات ٬تحمل بقعا من سوائل بيولوجية».وأضاف أن الوسيلة الوحيدة لتأكيد النتائج ٬تكمن في تحليل عينة من رفات عرفات لمعرفة ما إذا كانت هناك آثار للبولونيوم 210 أم لا . وأردف بوشو «لكن علينا أن نفعل هذا بسرعة كبيرة ٬لأن البولونيوم يتحلل وعليه فإننا إذا انتظرنا طويلا بالتأكيد فإن أي أدلة محتملة ستختفى». وقالت سهى ٬أرمة عرفات في السياق ذاته أنها ستطلب من السلطة الوطنية الفلسطينية السماح بأخذ عينة من رفات زوجها الراحل المدفون في مدينة «رام الله» بالضفة الغربية لإجراء مزيد من التحاليل. ولم يتمكن أطباء فرنسيون عالجوا عرفات في أيامه الأخيرة من تحديد سبب الوفاة. وفي رام الله، أعلن جبريل الرجوب ٬عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» أن الكشف عن حقيقة وسبب وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات٬ مصلحة فلسطينية في ضوء الاكتشاف الذي أعلنه المعهد السويسري٬ مؤكدا أن القيادة الفلسطينية جاهزة للتعاون مع أية جهة للوصول الى الحقيقة. واكتشف أن البولونيوم كان السبب في وفاة الجاسوس الروسي السابق أليكسندر ليتفنينكو بلندن عام 2006 وأشارت افتراضات الى أنه تم تسميمه عن عمد.