يعقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا الأسبوع المقبل لمناقشة الحقائق التي كشفها تحقيق الجزيرة بشأن مقتل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، في حين أن الكنيست الإسرائيلي رفض طرحه في جدول أعماله لمناقشته. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن مجلس الجامعة سيعقد اجتماعا على مستوى المندوبين الدائمين لمناقشة مقتل عرفات. وأوضح العربي أن موعد الاجتماع يأتي عقب مشاورات أجراها في باريس لافتاً النظر إلى أن نتائجه ستعرض على وزراء الخارجية العرب خلال اجتماع قادم لهم قريبا. وأكد العربي في مؤتمر صحفي بمناسبة مرور عام على توليه منصب الأمين العام، أن القضية الفلسطينية ما زالت هي القضية الأولى التي تهتم بها الجامعة العربية. وتأتي هذه الخطوة بعد عرض قناة الجزيرة تحقيقا تلفزيونيا استقصائيا أجرته كشف عن وجود إشعاعات سامة في ملابس عرفات قبيل وفاته. وكانت تونس قد تقدمت بطلب للجامعة العربية بعقد اجتماع وزاري ينظر في ملابسات وفاة عرفات وما ينبغي اتخاذه من قرارات في ضوء تحقيق الجزيرة. وفي هذا الإطار، من المقرر أن يكون الدكتور عبد الله البشير رئيس اللجنة الطبية للتحقيق في وفاة عرفات قد وصل أمس إلى رام الله للبدء بالتحقيق لمعرفة ملابسات وفاته. وقال البشير –الذي توجد عيادته في العاصمة الأردنية- إنه سيلتقي بالقيادة الفلسطينية، منوها بأنه بدأ بالفعل اتصالاته مع المختبر السويسري الذي كشف عن وجود مادة البولونيوم في ملابس عرفات، لترتيب القدوم إلى رام الله لفحص عينة من رفاته، غير أنه أشار إلى أن الوفد الطبي السويسري لن يتمكن من القدوم لرام الله بسبب ارتباطه بمواعيد وبرامج مسبقة. وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات قد أكد في وقت سابق أمس أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أوعز لأحد مستشاريه الطبيين بالاتصال بالخبراء السويسريين والتنسيق معهم للقدوم لرام الله وأخذ عينات من رفات عرفات، واستكمال فحوصاتهم للوصول إلى النتيجة الحقيقية لوفاته. بدوره ،قال رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية للكشف عن أسباب وفاة عرفات، توفيق الطيراوي، إن الدكتور البشير هو الذي يقوم بالاتصال بالمختبر السويسري، وبالتالي «عندما يأتي هذا الفريق ستتم الإجراءات حسب الأصول، بعيدا عن وسائل الإعلام، لا نريد أن نعمل كل شيء على شاشات التلفزيون والإعلام». وفي إطار المساعي الحثيثة للبحث عن حقيقة وفاة عرفات، قررت أرملته سهى عرفات رفع دعوى قضائية ضد مجهول في فرنسا حيث توفي زوجها قبل ثماني سنوات بعد إصابته بمرض غامض. وكانت سهى عرفات قد طالبت عقب تحقيق الجزيرة الاستقصائي –الذي اعتمد على فحوص دقيقة أجريت على مدى شهور في مختبر سويسري- بأخذ عينات من رفات زوجها، وأبدت السلطة الفلسطينية التعاون بهذا الشأن. أما في إسرائيل، فقد رفض الكنيسيت (البرلمان) اقتراحا تقدم به النائب العربي طلب الصانع لإدراج ما جاء في تقرير الجزيرة بشأن ملابسات وفاة عرفات، على جدول أعماله لمناقشته.