خيمت علامات الصدمة والحزن على المئات من أعضاء جماعة العدل والإحسان الذين حجوا، صباح أمس الخميس، إلى «فيلا» الشيخ عبد السلام ياسين في الرباط لتقديم العزاء إلى أسرته بعد أعلنت الجماعة رسميا عن وفاة مرشدها. وعلمت «المساء» من مصدر مطلع داخل الجماعة بأن قياديين من مجلس الإرشاد حضروا اللحظات الأخيرة من حياة الشيخ عبد السلام ياسين؛ وأوضح المصدر ذاته أن عائلته الصغيرة وبعض قياديي الجماعة لم يفارقوا الشيخ بعد تعرضه لأزمة صحية نهاية الأسبوع الماضي وتدهور حالته. وذكر المصدر ذاته أن الراحل فارق الحياة صباح أمس الخميس على الساعة السابعة والنصف في بيته بالرباط بعد تدهور حالته الصحية نتيجة إصابته بنزلة برد حادة، أدت إلى مضاعفات عانى منها جهازه التنفسي، مضيفا أن فريقا طبيا من الجماعة ظل يتابع حالته الصحية عن كثب منذ إصابته بالوعكة الصحية بعد تجهيز ما يشبه عيادة طبية صغيرة داخل الفيلا التي كان يقطن بها. وأشار المصدر ذاته إلى أن الوفاة لم تكن مفاجئة على اعتبار أن الحالة الصحية للشيخ الراحل تدهورت بشكل كبير منذ نهاية الأسبوع الماضي، موضحا أن قيادة الجماعة عقدت اجتماعا بداية الأسبوع الجاري من أجل تدارس الوضع الصحي للشيخ والترتيبات التي سيتم اتخاذها في حالة وفاته. وأكد المصدر ذاته أن اجتماعا عقد بين قادة الجماعة صباح أمس الخميس مباشرة بعد وفاة الشيخ ياسين، تقرر خلاله تنظيم مراسيم الدفن اليوم بعد صلاة الجمعة لتمكين بعض قياديي الجماعة الذين يوجدون في مهام خارج المغرب وكذلك الوفود الأجنبية من حضور مراسيم الدفن. وكشف المصدر ذاته أن قيادة الجماعة تلقت التعازي من عدد من أعضاء الحكومة، غير أن مصدرنا شدد على أن تلك الاتصالات تمت من طرف الوزراء بصفتهم الشخصية وليس الحكومية على اعتبار أن بعضهم تجمعه علاقة جيدة بقيادة الجماعة. وتوقع المصدر ذاته أن تحضر وفود أجنبية تمثل أحزابا إسلامية من كل من مصر وتونس والجزائر وتركيا مراسيم الدفن وتقديم التعازي إلى قيادة الجماعة. وإلى ذلك، غصت جنبات سكن الراحل ببير قاسم في الرباط بحشود من أتباع الجماعة، إلى جانب القيادات التي حجت إلى منزله في الساعات الأولى من الصباح، وسط مراقبة أمنية، حيث رابطت عناصر تابعة لمختلف الأجهزة على بعد حوالي 100 متر من فيلا الشيخ من أجل متابعة ما يجري. وقال حسن بناجح، مدير مكتب الناطق الرسمي باسم الجماعة، إنه تم اختيار مسجد السنة المحاذي للقصر الملكي لإقامة صلاة الجنازة فيه بالنظر إلى مكانة الشيخ عبد السلام ياسين، من جهة، ولكونه، من جهة أخرى، أقرب مسجد إلى مقبرة الشهداء حيث من المنتظر أن يتم دفن جثمان الشيخ ياسين. وأكد بناجح ل»المساء» أن إرجاء الدفن إلى اليوم الموالي للوفاة أملته ضرورة إتاحة الفرصة لأعضاء الجماعة وعدد من الوفود من أجل توديع الراحل والمشاركة في جنازته؛ في حين أكد أن الحديث عن ترك الشيخ ياسين لوصية أخيرة هو أمر سابق لأوانه، وأن الأولوية الآن للحدث الجلل المتمثل في وفاته. وقد حضر الطبيب الشرعي في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا من أجل معاينة جثمان الشيخ للقيام بالإجراءات الإدارية، تمهيدا للجنازة التي ينتظر أن تكون مليونية، حيث ستعبر شارع محمد الخامس بالرباط من أجل الوصول إلى مقبرة الشهداء، حيث سيرقد جثمان الراحل إلى جانب عدد من الرموز والشخصيات المغربية. وكشف مصدر من الجماعة أن الشيخ ياسين كان تحت المراقبة الطبية، حيث واظب عدد من الأطباء على زيارته وتتبع وضعه الصحي الذي تدهور كثيرا في الأيام الأخيرة، مما جعل إشاعة وفاته تنتشر قبل حصول ذلك. ووصف حسن الكتاني -أحد رموز السلفية بالمغرب والذي كان من أبرز الوجوه التي حضرت في الساعات الأولى من الصباح لتقديم العزاء، إلى جانب محمد خليدي، الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة- حدث وفاة الشيخ عبد السلام ياسين بكونها مصيبة أصابت بلاد المغرب والعالم الإسلامي بالنظر إلى مكانته العلمية والدعوية؛ في حين قال الخليدي: «إن وفاة عبد السلام ياسين «تعد خسارة للإسلاميين بحكم أنه رجل كان له فكر حاضر على الدوام وكانت له عدة دراسات، لقيت اهتماما كبيرا من طرف الأمة الإسلامية، كما كانت له مواقف كرجل يقول الحق، وهو ما جلب عليه بعض المعاناة، ومنها الحصار الذي كان مفروضا عليه. وقد تصدر خبر وفاة الشيخ ياسين كل المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك»، في حين اختارت وكالة المغرب العربي للأنباء نشر خبر مقتضب عن حدث الوفاة -وصف الجماعة بغير المرخص لها- جاء فيه «توفي، صبيحة اليوم الخميس، عبد السلام ياسين زعيم جماعة العدل والإحسان غير المرخص لها عن سن يناهز 87 سنة٬ وذلك حسب ما أعلنته الجماعة على موقعها الإلكتروني».