بعد تداول وسائل الإعلام هذا الأسبوع، إشاعة مفادها وفاة عبد السلام ياسين، خرجت قيادات جماعة العدل والإحسان عن صمتها لنفي الخبر، قبل ان يخرج فتح الله ارسلان، الناطق الرسمي للجماعة، قبل يوم من وفاة الشيخ، ليقول إن مرشد الجماعة يعاني من نزلة برد شديدة.
وقال فتح الله أرسلان أن المرشد العام للجماعة عبد السلام ياسين عانى طوال أسبوع من نزلة برد شديدة ألزمته الفراش، فيما افادت بعض القيادات في الجماعة أن ياسين لم يغادر بيته إلى المستشفى، بل تكلفت الجماعة بإحضار فريق طبي متكامل، تابع حالته الصحية في بيته طوال الأسبوع المنصرم وبشكل منتظم.
وكانت وفاته، حسب بعض القيادات، بعد أن أدى صلاة الفجر، وبحضور عائلته وأبنائه، وفي فراشه المعتا.
وقال مسؤول بالجماعة إنه كان دائما يعاني من نزلات البرد، وأكد أن الأشهر الثلاثة الأخيرة عرفت فيها صحة المرشد تدهورا، نتيجة كبره في السجن.
ولم يخلف عبد السلام ياسين وصايا محددة تخص مستقبل جماعته، إلا أنه في آخر درس مسجل موجه إلى أعضائها، أوصى فيها ب"إقامة الدين والاجتماع عليه"، وسجل فيها أهم أفكاره الجديدة التي انتقلت بالصحبة "من صحبة الشيخ إلى صحبة الجماعة". وتقضي الصحبة بمصاحبة عضو الجماعة للشيخ، حيث تعتبر الصحبة إحدى الأسس التربوية ذات البعد التنظيمي التي قامت عليها جماعة العدل والإحسان.
وفي وصيته المؤرخة في يوم 25 ذي الحجة من السنة الهجرية الماضية، قال ياسين أوصيكم ب"الصحبة بالجماعة"، وقال إن صحبة الجماعة يجب أن تكون متلازمة تلازم "العدل والإحسان". وطالب أعضاء جماعته بالترحم عليه إذا استمعوا لوصيته تلك، مركزا على الجانب التربوي كما هي عادته في أغلب التسجيلات التي يوجهها لأتباعه، حيث أوصى كثيرا بالحفاظ على الصلاة.
وكان آخر إصدار للشيخ ياسين كتابه الذي طبع قبل شهر بعنوان "جماعة المسلمين ورابطتهم"، ركز فيه من جديد على "صحبة الجماعة" وهو ما رأى فيه مختصون في الجماعة تحولا في فلسفتها التنظيمية من التحلق حول الشيخ/المؤسس إلى فكرة الجماعة/المؤسسة.
يذكر ان مجلس إرشاد جماعة العدل والاحسان اعلنت عن خبر وفاة المرشد في بيان له، بعد ثلاث ساعات تقريبا من وفاته، صبيحة أمس الخميس ببيته في حي السويسي الرباط حوالي الساعة السابعة والنصف صباحا، إثر نوبة قلبية حادة، عن سن تناهز 87 عاما.
وذكر بيان مكتب الارشاد أن صلاة الجنازة على جثمان الراحل ستتم اليوم الجمعة بمسجد السنة وسط الرباط، ومن المنتظر ان يمر مسار جنازته من مسجد السنة عبر شارع محمد الخامس ثم شارع الحسن الثاني وبعدها شارع مصر إلى مقبرة الشهداء بالرباط، ويتوقع أن يحج الآلاف من أعضاء الجماعة إلى العاصمة للمشاركة في جنازته.