انتقلت عدوى «الجنون» من حافلات النقل الحضري المهترئة إلى شاحنات نقل الأزبال، والتي تسببت إحداها، صباح يوم أول أمس السبت، في دهس مواطن وإدخال خمسة آخرين إلى قسم العناية المركزة في المستشفى الجامعي للجهة. وتتقاسم هذه الحافلات والشاحنات «المجنونة» تدبير نقل وأزبال المدينة في إطار ما يعرف ب»التدبير المفوض». وقد زرعت الحادثة الرّعب في صفوف ساكنة مقاطعة «جنان الورد»، ذات الكثافة السكانية الكبيرة، وخرج المئات من المواطنين إلى الشارع العامّ لمتابعة أطوار الحادث، بينما استنفرت السلطات الأمنية عناصرها خوفا من اندلاع احتجاجات غاضبة ضد شركة نقل الأزبال بالتدبير المفوض. وقالت المصادر إن الألطاف الربانية حالت دون وقوع كارثة إنسانية إثر هذه الحادثة، بالنظر إلى أنّ السائق قد فقد السيطرة على الشاحنة بسبب عطب في الفرامل، بينما كان يقوم بعملية هبوط في منحدر نحو حيّ آهل بالسكان وبالمحلات التجارية. وكان المواطن الذي أجهزت عليه الشاحنة يسير على الرصيف. واقتحمت الشاحنة وهي تسير بجنون عددا من المحلات، وخلّفت خسائر في مقشدات ومحلبات وسيارات كانت مصطفة في الطريق، قبل أن تسفر حصيلة «الجنون» على إدخال خمسة أشخاص إلى المستعجلات، ضمنهم السائق، الذي يوجد في وضعية صحية صعبة. وسبق للشركة أن تصدرت الواجهة في العاصمة العلمية، بعد أيام قليلة على حصولها على الصفقة من المجلس الجماعي، بعدما عمدت إلى إلصاق صور لرموز دينية عبارة عن مسجد القرويين في قمامات الأزبال في جل الأحياء.. ما أثار سخط المواطنين. وعمدت إدارة الشركة إلى سحب هذه الملصقات، وقال مسؤولوها إن الشركة وقعت في خطأ غير إراديّ بسبب التزامها بإلصاق «لوكو» المجلس الجماعي للمدينة في القمامات.