لم يكتب للجمع العام الاستثنائي الذي دعت إليه «اللجنة التصحيحية» لعصبة الغرب أن يمر في أجواء سليمة بعد الأحداث المأساوية التي شهدها يوم أول أمس السبت بقاعة سمية بالرباط. كلمات نابية يندى لها الجبين، وعد ووعيد، «بلطجية» يدخنون السجائر ويحتسون كؤوس القهوة وسط القاعة، صراخ وضوضاء عمت المكان وسلوكات تعود إلى زمن الجاهلية، مظاهر طغت على الجمع، قبل أن يسدل الستار على فصول الصباحية التي دقت مسمارا آخر في نعش التسيير، وأكدت، بكل جلاء، إلى أي حد وصل مستوى التسيير والمسييرين، بسقوط حسن الفزواطي مغشيا عليه على الأرض ليتم الاستنجاد بسيارة الاسعاف لنقله إلى المستشفى بعد اتهامه لأحد أعضاء مكتب الكرتيلي بالاعتداء عليه. موالو الفزواطي ولجوا القاعة ووجهوا وابلا من السب والشتم لجمال العظام، الكاتب العام لاتحاد تمارة وعصبة الغرب، بل وتعداها الأمر إلى التهديد بالتصفية الجسدية كما كان عليه الشأن بالنسبة لمسيرين آخرين امام اندهاش الجميع. بوادر الجمع لم تكن توحي بسير عاد للجمع الذي تضاربت الأنباء بخصوص شرعيته وقانونية، اتهامات مباشرة وغير مباشرة، الداعون إلى الجمع العام الاستثنائي اتهموا الكرتيلي ورفاقه بالاستحواذ على القاعة ومنعهم من ولوجها بهدف إجهاض الخطوة، في وقت تشبث فيه الكرتيلي بموقفه، مؤكدا أنه لم يمنع أحدا وأن حضوره عاد من منطلق أنه رئيس للعصبة ومن الطبيعي أن يشرف على تسيير الاجتماعات كيفما كان شكلها. مشاهد خدش الرياضة استمرت، بعدما تعذر على أعضاء «اللجنة التصحيحية» عقده في القاعة نتيجة تطاحنات لا حصر لها ترتب عنها التلفظ بالكلام النابي في موقف جعل الاستياء سيد الوضع والتحسر على ما آلت إليه أوضاع التسيير وعقلية بعض المسييرين الشعور المشترك لدى العديد من الحاضرين. فصول الإثارة تواصلت بعدما اضطر أعضاء « الحركة التصحيحية» إلى مغادرة القاعة والتأكد من النصاب القانوني خارجها، وتحديدا بالبهو، بعد جمع التوقيعات من الأندية والفرق التابعة للجنة التصحيحية لعصبة الغرب لكرة القدم. مشهد آخر كرس الصراع على المناصب، جسده اختيار حكيم دومو رئيسا جديدا للعصبة ورفعه فوق الأكتاف وسط الشارع المقابل لقاعة سمية، في وقت استمر فيه الكرتيلي رفقة أعضائه داخل القاعة، قبل أن يعمد بعدها إلى عقد اجتماع حضره الصحفيون، شرح من خلال بعض المعطيات ودعا أعضاء الحركة التصحيحية إلى مراجعة القانون، واصفا جمعهم ب»غير القانونية» وأنه لا تستوفي الشروط المنصوص عليها في مرسوم 1995 الذي جاء به المشرع. وأكد الكرتيلي في حديثه مع « المساء» أنه رغم افتقاد الجمع الذي وصفه ب» الجوقة» لشروط الشرعية فإنه سيدعو إلى جمع عام في القريب العاجل حتى يؤكد للجميع أن الأندية هي من تشبثت به رئيسا». وتابع الكرتيلي حديثه قائلا:» مازلت بقوة القانون الرئيس الشرعي لعصبة الغرب، ولن أخيب ظن من وضعوا ثقتهم في شخصي، بل الأكثر من ذلك سأضخ في ميزانية العصبة 20 مليون سنتيم من مالي الخاص وبعدها سأقدم استقالتي». من جهته، اعتبر نور الدين معنا، رئيس «اللجنة التصحيحية» الجمع العام الاستثنائي بكونه يستوفي شروط الشرعية، وتابع قائلا: «الجمع العام الاستثنائي استوفى جميع الشروط القانونية، وعليه فالكرتيلي لم تعد له الصفة القانونية للإشراف على التسيير وبات يفتقد للشرعية، لقد أنهى ولايته بعدما انتهت أربع سنوات بالتمام والكمال، ولم يعد يمثل أي فريق، وانتخاب حكيم دومو على رأس عصبة الغرب يبقى قانونيا».