حسناء زوان «شهية ابني ضعيفة».. عبارة لا تخلو منها أحاديث جل الأمهات حين يُستفسَرْن عن شهية أطفالهن، مما يجعلهن يشعرن بخيبة أمل، خاصة حين ملاحظة إحداهن علامات معينة على طفلها، من قبيل اصفرار وجهه أو وجود هالات سوداء أسفل عينيه أو نقص في وزنه.. أسئلة حاولنا الإجابة عنها من خلال الحوار التالي مع محمد اليوسوفي، الأخصائي طب الأطفال. الأسباب أرجع محمد اليوسوفي فقدان الطفل شهيته في الأكل إلى عدة أسباب، في مقدمتها إصابة الطفل بالديدان، الطفيليات في الجهاز الهضمي أو قلة ساعات النوم، إلى جانب خوف الأم على طفلها بشكل مفرط، وخاصة أثناء تناوله الوجبات الرئيسية وإصرارها على تناوله كمية بعينها من الطعام، وهذا ما يجعل الطفل ينزعج ويرفض الأكل، بل وقد يتخذه بعض الأطفال وسيلة لتأكيد الذات والاستقلالية في سن مبكرة، حيث إنه كلما زاد إصرارالأم امتنع الطفل وأصرّ على رأيه. الأعراض نبّه الدكتور إلى مجموعة من الأعراض التي تبدو جلية على الطفل الذي يعاني من فقدان شهية الأكل، وأهمها: الإسهال، شحوب في الوجه، التقيؤ، ارتفاع درجة حرارة الجسم، مؤكدا في الآن نفسه أهمية تشخيص الطبيب للحالة الصحية للطفل، حيث يمكن أن يكون إحجام هذا الأخير عن الأكل إشارة إلى إصابته بمرض عضويّ آخر، لا تستطيع الأم تحديده. ومن ثمة فللطبيب الأخصائي وحده صلاحية تحديد إصابة الطفل بفقدان الشهية من غيرها من الأمراض العضوية. خطوات مهمة اعتبر اليوسوفي أن العلاج يبدأ بجملة من الخطوات، أولها عدم إجبار الطفل على الأكل، حيث يختلف الأطفال عن بعضهم البعض من حيث كمية الأكل وكذا نوعيته، فبعضهم يأكلون كثيرا والبعض الآخر بشكل أقل، كما أن شهية الطفل للأكل تختلف من وقت إلى آخر، ولذلك يجب احترام اختيارات الطفل في ما يُقدَّم له من أصناف الطعام: ما يحب منها وما يكره، وتقديمها بأشكال مميزة، تثير انتباهه، وهي الخطوة الأولى في طريق العلاج. كما يجب على الأم أن تمنح طفلها وجبته إما قبل الوجبة الجماعية للعائلة أو بعدها، وخاصة إذا كانت العائلة تعتمد وجبة الطبَق الواحد. كما يجب على الأم، لكي تتجنب الوقوع في رفض طفلها الطعام، اعتماد برنامج غذائيّ متوازن ومتنوع حين بلوغه الشهر الرابع من عمره، ليتعود بدوره على اختلاف الوجبات من حيث الذوق وكذا الشكل، وأخيرا الابتعاد عن تقديم جل أنواع الحلويات للطفل في الأوقات الرئيسية للأكل أو قبل تناول هذا الأخير بفترة قصيرة، مع الابتعاد عن أسلوب إجبار الطفل على ما يرفضه، تجنبا لنتائج عكسية تماما. وشدّد اليوسفي، في الحديث ذاته، على أهمية التغذية السليمة في مختلف المراحل العمرية للطفل، والتي تؤمّن له النمو العقليّ والجسدي السليمين وتقيه من مختلف الأمراض. وأشار اليوسوفي إلى أن نوعية الغذاء مهمة، بضرورة احتوائها على جميع عناصر التغذية الأساسية (فيتامينات، بروتينات ومعادن)... لبناء جسم سليم وقويّ.
نصائح : لعلاج فقدان الشهية عند الطفل يقدم اليوسوفي النصائح التالية للأمهات: عدم إجبار الطفل على أكل أنواع معينة أو كميات محددة من الطعام، احترام ميول الطفل في ما يُقدَّم له من أصناف الطعام، ما يحب منه وما يكره، ينبغي أن تقدم الأم أنواعا مختلفة من الأطعمة للطفل في سن مبكرة، يفضل ألا تقدم الأم للطفل الأكل بين الوجبات الرئيسية، الحرص على أن يكون الطعام الذي يقدم للطفل أنيقَ الشكل ولذيذ المذاق، يُفضَّل أن يُخصَّص للطفل صحن خاص به، بمعزل عن الأسرة، التي تعتمد وجبة الطبق الواحد.