إذا كنت تعاني عادة من آلام غامضة ومتكررة في البطن وإذا كانت تكثر عندك الغازات وكنت تجد صعوبة أثناء التبرز، فإنها أعراض إصابتك بمرض القولون العصبي. فما هو القولون العصبي؟ وما هي أسبابه؟ وكيف نتجنبه؟ أسئلة وغيرها يجيبنا عنها عمر بنعبد الجليل، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي. - ما هو التعريف الطبي للقولون العصبي؟ القولون العصبي هو اعتلال وظيفي للجهاز الهضمي وليس مرضا عضويا، ويتّسم بمجموعة من الأعراض تكون عبارة عن آلام غامضة ومتكررة في البطن وشعور بالانتفاخ، إسهال وإمساك وصعوبة وعدم ارتياح أثناء قضاء الحاجة. - ما هي أسباب القولون العصبي؟ وما هي أعراضه وعلاماته؟ أسباب القولون العصبي غير معروفة ونصادفه لدى النساء أكثر من الرجال، كما نصادفه، أيضا، عند الأطفال. قد نشك في تعفُّن للجهاز الهضمي وفي حالات أخرى، نشك في وجود حساسية لمكونات الحليب. في حالة القولون العصبي، فإن حركة عضلات الجهاز الهضمي تكون غير طبيعية، فإما تكون حركة عشوائية وسريعة جدا، وعندها يكون البراز مائيا، لأن الطعام لم يأخذ وقته الكافي في الأمعاء الغليظة، حتى يتم امتصاص الماء منه، أو حركة بطيئة جدا، فيحدث عندها الإمساك، حيث يكون الطعام قد أخذ وقتا طويلا في القولون، وهو ما جعل امتصاص الماء أكثر من اللازم فيصبح البراز صلبا، وهذا يعني، كما سبق أن ذكرنا، أن القولون العصبي خلل وظيفي لا عضوي ناتج عن اضطراب في عمليات الهضم والامتصاص. - كيف يتم العلاج؟ عندما يشكو الشخص من الأعراض المذكورة أكثر من 3 أشهر في السنة، يتم تشخيص الأمر على أنه قولون عصبي ولا نحتاج، في الغالب، إلى وسائل تشخيص كثيرة، ولكنْ عندما تظهر أعراض غير طبيعية كفقدان الشهية، الهزال أو نزول دم أثناء التبرز، فإننا نحتاج حينها إلى تحريات طبية، كتحاليل تشخيصات راديولوجية وفحص القولون بالمنظار الداخلي. - هل توجد أطعمة تسبب اضطراب القولون العصبي؟ هناك علاقة وطيدة بين الحالة النفسية ومرض القولون العصبي، لذا لا بد من علاج هذا المرض المزمن بالابتعاد عن التوتر النفسي والعصبية. ولأن القولون العصبي ناتج عن خلل وظيفي، فإنه لعلاجه لا بد للمريض أن يبتعد عن تناول بعض الوجبات الدسمة، التي تكون صعبة الهضم، ك»الرفيسة»، «الكسكس» و»الحريرة»، وأيضا الابتعاد عن تناول المأكولات المثيرة، كالمشروبات الغازية، بجميع أنواعها، والشاي بالنعناع والحليب ومشتقاته. وننصح، أيضا، بالابتعاد عن نوع من الخضر ك»اللوبيا»، «القرنبيط»، «الكرنب»، «الشوك الأرضي» (القوق) «الخرشوف»، «الشلغم» (اللفت). وبالنسبة إلى الأدوية ينصح الطبيب بتناول بعض مضادات التقلص أو الإنزيمات الهاضمة حين الشعور بالآلام، كما ينصح بتناول أدوية تساعد على تنظيم حركة القولون. - هل يزداد وضع المريض بالقولون سوءا بمرور الوقت؟ لا، القولون العصبي مرض مزمن. فبحكم تجربتي، إذا ظهرت بعض الأعراض تظهر تطورا في المرض، نشك في أمراض أخرى عضوية ونطالب بتحاليل وفحوصات مخبرية وبيولوجية. - ما هي النصائح الهامة للتغلب على اضطراب القولون العصبي؟ تكمن المشكلة في الاضطراب الوظيفي في القولون، وغالبا ما يرجع ذلك إلى التوتر العصبي والكآبة التي يعيشها المريض أو إلى أسلوب الطعام الذي يتّبعه، فإن أمكن تصحيح هذا الخلل تحقق. ويجب على المريض اتباع الخطوات التالية في نمط الحياة: -تناول الطعام على ثلاث وجبات وفي أوقات ثابتة وبكميات متوسطة، -البعد عن الدهون والأطعمة الحريفة، -الإقلال من الشاي والقهوة والمشروبات الغازية، -البعد عن الانفعال والتوتر النفسي، -إدخال الرياضة في نظام الحياة، وخاصة المشي، -تناول وجبة خفيفة في العشاء، عدم الأكل بين الوجبات والمضغ الجيد.