أقدم مركز إسباني خاص بالمساعدة الاجتماعية في العاصمة الإسبانية مدريد على منح طفلة مغربية لا يتجاوز سنها أربع سنوات لأسرة إسبانية لتتبناها مؤقتا دون موافقة والدا الطفلة. وندد والد الضحية بهذا الأمر، بعدما رفضت المؤسسة المسماة «سان رافائيل» إعادة الطفلة إلى حضن والديها، مناشدا وزيرَ الخارجية التدخل. بدأت فصول هذه القصة المأساوية، حسب تصريح والد الطفلة والوثائق التي تتوفر «المساء» على نسح منها، يوم 3 من شتنبر الماضي، عندما قامت والدة الطفلة «م. ع.» -لظروف اجتماعية واقتصادية خاصة- بإيداعها صباح كل يوم في مركز خاص بالمساعدة الاجتماعية يسمى «سان فيرناندو» لتتسلمها بعد ذلك مساء نفس اليوم. وقال والد الطفلة إنه وزوجته يعانيان من ظروف اقتصادية سيئة نتيجة الأزمة التي تمر بها إسبانيا، حيث قام هو بالعودة مؤقتا إلى المغرب، تاركا زوجته هناك رفقة طفلته الصغيرة. وبعدما علمت الأم بوجود مراكز اجتماعية تعتني بالأطفال مجانا، إلى حين عودة آبائهم توجهت إلى المركز على هذا الأساس. وقد أكدتِ الأمرَ مديرة المركز الإسباني في شهادة رسمية، حيث قالت ماريا كونثيبثيون ألكوبيدا إن الأم «حسناء و.«حلت بالمركز يوم 3 شتنبر، وبعدما تم التأكد من ظروفها الاجتماعية الصعبة، تركت ابنتها في إطار «الإيواء العائلي»، مضيفة أنه بعد ذلك تم إشعار بلدية مدريد بالأمر حتى يتم إيواء الطفلة رسميا. لكن الأب قال إن دهشتهم كانت كبيرة حينما ذهبت الأم لاستلام طفلتها لتفاجأ بأنه تم منحها لأسرة إسبانية ل»تبنيها مؤقتا»، دون موافقتهما، كما رفض المركز تسليمها لهما، فيما رفضت العائلة الإسبانية -بدورها- إعادة الطفلة لوالديها، الأمر الذي أسفر عن إصابتهما بأزمة نفسية حادة، مناشدَين السفارة المغربية وسلطات المملكة مساندتهما لاسترجاع طفلتهما. ووجه مرصد الشمال لحقوق الإنسان رسالة إلى السفير الإسباني المعتمد في المغرب خوسي ألبيرتو نافارو غونثاليث، يندد فيها بحرمان الطفلة ملاك عثمان من العيش مع والديها، وطالبه بالتدخل عبر القنوات الرسمية لإعادة الطفلة ملاك إلى أسرتها الشرعية. وقال محمد سعيد السوسي، منسق المركز، للجريدة إنهم راسلوا كذلك كلا من وزير الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، ومجلس الجالية المغربية في الخارج، مضيفا أن هناك حالات مماثلة لم يتم الكشف عنها، والتي تستغل فيها الظروف المالية والاجتماعية الصعبة لبعض المهاجرين المغاربة في الخارج.