«من حظ تطوان دائما أن تكون في واجهة الإعلام الدولي» هكذا علق بكل سخرية أحد سكان قرية الزينات بعدما تفاجؤوا بوصول قافلة إعلامية على متن خمس سيارات ذات الدفع الرباعي وهي تتضمن صحافيين بريطانيين وآخر من مدينة تطوان، إضافة إلى أحد المحققين الخاصين. القافلة التي اقتحمت القرية الهادئة والبسيطة بحثا عن نسخة «مادلين ماكاين»، الطفلة البريطانية المختفية منذ يوم 3 مارس الماضي جنوب البرتغال، لقيت خيبة أمل كبيرة بعد رحلة شاقة وبحث ماراتوني استمر 24 ساعة من التنسيق بين صحفي من تطوان وآخرين من بريطانيا. لم يكن يتعلق الأمر سوى بالطفلة بشرى بنعيسى، الإسم الذي نزل كحمام بارد على والدي الطفلة وحطم كل آمالهما المنتظرة من كون صورة الطفلة وهي محمولة على ظهر أمها كعادة بعض الأمهات المغربيات، والتي تصدرت واجهات الصحف الدولية، ليست سوى لطفلة بدوية من نواحي تطوان والتي ستحتفل بعيد ميلادها الثالث في 24 أكتوبر المقبل. عن اليمين مادلين المختفية وعن اليسار بشرى المغربية الصورة الشهيرة للطفلة بشرى مع والدتها وهما في طريقهما إلي البيت تم التقاطها من طرف كارلا الطريس، وهي مواطنة إسبانية تقطن في مدينة سبتة. عند العثور على «مادلين التطوانية» في بيتها المتواضع بقرية الزينات، كانت تعانق والدتها حفيظة لشقر بكل حب وحنان، أبوها احمد بنعيسى الذي يعمل كبائع للزيتون بدا مندهشا للوفد الصحفي وهو يقوم بكل سرعة بتركيب أجهزة الاتصال المباشر بالقنوات التلفزية، غالبه الضحك وهو يدلي بكناش الحالة المدنية ونسخة من رسم ميلاد ابنته للصحافيين اللذين كانا بصدد التقاط عشرات الصور للطفلة بشرى ووالدتها. «أعبر عن أسفي البالغ لوالدي مادلين المختفية، لكن هذه هي بشرى ابنتي أنا»، قال الأب مستغربا من الهالة الإعلامية التي ركزت عليه وعلى طفلته بعد التقاط تلك الصورة من طرف السائحة الإسبانية. الأم حفيظة لشقر تحضن ابنتها بشرى شبيهة مادلي وقد صرح كلارنس ميتشيل، الناطق الرسمي باسم والدي الطفلة أن «هذا الخبر يعتبر صدمة للعائلة»، أكثر من الصدمة التي يواجهانها حاليا بسبب الشكوك الموجهة إليهما بشأن اختفاء الطفلة، «لقد كانت الأربع والعشرين ساعة من البحث المضني من طرف بعض رجال الإعلام عن حقيقة الصورة من أكثر الأوقات مأساوية وأملا بعد حادث الاختفاء في الثالث من شهر ماي الماضي والذي قلب حياتهم الهادئة رأسا على عقب»، يقول ميتشيل. للإشارة فإن قرية الزينات تبعد قليلا عن قيادة بنقريش، وهي منطقة محاطة بالجبال تقع عند مفترق الطرق الفاصلة بين مدينة الشاون ودوار بني إيدر ومولاي عبد السلام.