علمت «المساء»، من مصادرَ مطّلعة، أن وزارة الخارجية والحكومة المغربية وجّهتا، يوم أمس، مذكرة لنظيرتيهما الإسبانيتين تشعرانهما فيها بموافقتها على قبول المغرب اعتمادَ السفير الإسباني الجديد في الرباط، ألبيرطو نافارو غونثاليث. وأضافت المصادر ذاتها أن العلاقات المغربية الإسبانية عادت، مؤخرا، إلى وضعها الطبيعي، أسبوعا بعد استقبال الملك محمد السادس رئيسَ الحكومة الإسبانية، خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو، في نيويورك، على هامش على هامش اجتماعات الأممالمتحدة، حيث أشار ثاباتيرو، في مؤتمر صحافي عقده بعد اللقاء، إلى أنه «يتوقع» تسلم السفير المغربي الجديد في مدريد، أحمد ولد سويلم، مهامَّه «بعد فترة وجيزة»، ليملأ بذلك مركز السفير المغربي لدى إسبانيا الذي بقي شاغرا منذ أشهر مضت. وتعتبر موافقة المغرب على اعتماد السفير الإسباني الجديد في العاصمة الرباط ثمرة للقاء ذاته الذي أذاب جليد التوتر الدبلوماسي المغربي الإسباني، والذي انطلق بعد «تلكؤ» الحكومة الإسبانية في الموافقة على تعيين المغرب ولد سويلم سفيرا معتمَدا لها لدى الجارة الشمالية. وقد أمضى السفير الإسبانية الجديد حوالي شهرين منتظرا موافقة المغرب على أوراق اعتماده، حيث بقي السفير الحالي لويس بلاناس بوتشاديس يزاول مهامه الدبلوماسية في انتظار حلول خلَفه، وسط فراغ كبير خلفه غياب أكثر من 10 دبلوماسيين إسبان، من بينهم ممثل الاستخبارات الوطنية الإسبانية. وكان اعتماد الإسباني أنطونيو نافارو غونثاليث سفيرا لإسبانيا في المغرب قد خلق مفاجأة كبرى لدى أوساط السلك الدبلوماسي الإسباني وكذا المغربي، حيث لم يمضِ على تعيينه في البرتغال أكثر من سنتين، كما أن اسمه لم يكن متداوَلا أبدا في أوساط وزارة الخارجية المغربية وفي أروقة صالونات الدبلوماسية الإسبانية في مدريد التي، كانت تراهن على تعيين موراتينوس في هذا المنصب. وشغل السفير نافارو منصب كاتب الدولة الإسباني المعتمد لدى الاتحاد الأوربي من سنة 2004 إلى سنة 2008، كما يحظى، حسب محدثنا، بتقدير كبير من طرف رئيس الحكومة الإسبانية، خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو. ووفق مصادرنا، فإن السفير الإسباني الجديد في المغرب هو من مواليد 27 مارس 1955 في جزيرة «سانتا كروث دي تينيريفي»، من خريجي شعبة القانون. وانضم أنطونيو نافارو غونثاليث إلى السلك الدبلوماسي في شهر أبريل سنة 1980، حيث تم تعيينه في من سفارة إسبانيا في كل من هندوراس وتشيكوسلوفاكيا وفي البعثة الإسبانية لدى الاتحاد الأوربي. وأشارت المصادر إلى أن نافارو شغل مهمة نائب المدير العام لتنسيق برامج التعاون ومديرا عاما للشؤون القانونية المجتمعية والتنسيق المؤسسي، مثلما شغل منصب مدير عام ورئيس مكتب وزير الشؤون الخارجية. وفي عام 1997، عين مديرا لإدارة المساعدات الإنسانية «إيكو»، ثم مديرا لديوان المنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوربي، خافيير سولانا، ابتداء من شهر شتنبر 2003، حتى تعيينه في منصب كاتب الدولة لدى المفوضية الأوربية.