مطلع شهر يوليوز الماضي وُلد لتوفيق البصري، أحد أبناء وزير الداخلية الحديدي الأسبق، إدريس البصري. المولود الجديد سيحمل اسم جده، إدريس البصري. إدريس البصري يعود من جديد إلى هذه الحياة بعد خمس سنوات من وفاة أشهر وزير داخلية في تاريخ المغرب. خلال هذه السنوات الخمس وقبلها بقليل حدثت أمور غريبة وتلاحقت أحداث مثيرة غيرت مسار عائلة البصري. إدريس البصري الثاني لم يكن شاهدا على أبرز هذه الأحداث، بينها ملاحقة جدته، فتيحة السليماني، أرملة البصري، وابنه البكر هشام، وشقيقة البصري، الحاجة حليمة وابنها، وعبد المغيث السليماني، صهر البصري وابن عم زوجته، وآخرون من أقارب البصري الذين توبعوا قضائيا بتهم مختلفة مباشرة بعد تنحيته وقبل أن يبتلع الأخير لسانه للمرة الأخيرة في حياته بعد تصريحات نارية مست رموز النظام الحالي. لكن البصري الحفيد عاش، بعد شهرين على ولاته، واقعة اعتقال والده، توفيق البصري، في شتنبر الماضي، بمنطقة «بوزغلال» بمدينة المضيق بتهمة السياقة في حالة سكر وتسببه في حادثة سير، حيث تم سحب رخصة سياقته ومتابعته قضائيا، هو الذي كان قد هاجم فؤاد عالي الهمة بشخصه أياما بعد تولي الأخير منصب الوزير المنتدب في الداخلية. حفيد البصري عاش أيضا، وبعد أربعة أشهر على ولادته، حدث اعتقال عمه، خالد البصري، نهاية الأسبوع الماضي، بتهمة التسبب في حادثة سير وإهانة رجل شرطة. هذه الأحداث المثيرة تتابعت بشكل درامي غريب أعاد إلى الأذهان أسئلة الأجوبة عنها هي بمثابة مفاتيح لفهم حقيقة الخلاف بين آل البصري ورجال «المخزن» اليوم. هل فعلا ورث أبناء البصري أسرارا يعاقبون اليوم على حملها في صدورهم؟ أم أن كل هذه الأحداث سالفة الذكر محض أخطاء لأقارب البصري تستوجب عقابهم كأي مواطنين مغاربة آخرين؟ من يكون آل البصري؟ من هم أبناؤه الذين صار المغاربة يطالعون أخبارهم بين صفحات الحوادث وكواليس الجرائم؟ ما الذي ورثوه عن أبيهم؟ هل ما زال بأيديهم شيء من ثروة والدهم وثورته؟ هذه الأسئلة وغيرها سنحاول ملامسة بعض أجوبتها في الملف التالي. بموضوعية وحيادية. سنعرض كرونولوجيا دقيقة لمآل آل البصري، ونبسط حقائق حول حياتهم الآن. نطرح تساؤلات أجابتنا عنها مصادر وأشخاص، بينما أوجم آخرون وفضلوا السكوت، في حين تعذر الاتصال بمن يهمهم الأمر. الحكاية منذ البداية، من ولادة إدريس البصري الأول إلى ما بعد نشأة إدريس البصري الثاني، وما بينهما من تطورات ملفتة، في الملف التالي.