سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سكان آيت عبدي يقضون العيد أمام البرلمان تحذيرا من محاصرتهم بالثلوج الدرك الملكي يحاصر مسيرتهم بأزيلال والأمن الوطني يطاردهم أمام البرلمان والقامرة بالرباط
عادت مأساة ساكنة آت عبدي ومعاناتهم الكبيرة مع الجوع وحصار الثلوج لتلوح في الأفق على بعد أسابيع من فترة الذروة، مما يهددهم بحصار على غرار عام 2009. وغادر أزيد من 30 فردا من دوار آيت حماد زركان بآيت عبدي بأزيلال دوارهم، ليلة الأحد الماضي، مشيا على الأقدام في محاولة منهم للالتحاق بذويهم المعتصمين في الرباط منذ أسبوعين، حيث قضوا ليلة الاثنين المنصرم في العراء تحت الأمطار التي عرفتها المنطقة، قبل مواصلة مسيرتهم صبيحة أول أمس الثلاثاء، ومحاصرة مسيرتهم بالقرب من تاسرافت بتنكارف بعد مسيرة 45 كيلومترا على الأقدام، إذ اعترضتهم عناصر الدرك الملكي وعناصر القوات المساعدة لمنعهم من اللحاق بزملائهم المعتصمين بالرباط. وقال «سعيد. أ» إن احتجاجات السكان سببها «الحرمان من المسالك الطرقية على غرار تافراوت وإيمضر وتنتامين، كما أن طبيب المستوصف يحضر 15 يوما ويغيب أربعة أشهر، ويعانون مشاكل عويصة أثناء نقل الحوامل والمرضى إلى أقرب مستوصف، فيما أغلقت المدرسة أبوابها منذ موسم 1996»، وأضاف «معاناتنا اليومية تتضاعف مع حلول موسم الثلوج، دون الحديث عن الحرمان من الكهرباء والماء الصالح للشرب، وما تعتبرونه أنتم من الضروريات نعتبره نحن من الكماليات، نريد العيش فقط والتمكن من رؤية العالم الخارجي وضمان بقاء زوجاتنا وأبنائنا على قيد الحياة». وكانت مجموعة تتكون من 35 فردا من سكان أيت خويا احماد بإزركان جماعة زاوية أحنصال بإقليم أزيلال قد وصلوا إلى الرباط، بعدما تنقلوا في مجموعات عبر شاحنات كانت تقل خرفان العيد، وقال «الحسين» (56 سنة) «لم يكن لدينا خيار آخر سوى الركوب متفرقين في شاحنات تقل الخرفان خوفا من منعنا من الوصول إلى الرباط، كما حصل في مرات عديدة»، وأضاف أن «الخوف من المنع من السفر جعلنا نتدبر السفر متفرقين بعد الاتفاق على قضاء يوم عيد الأضحى أمام البرلمان، لكن رجال الأمن تدخلوا وانتزعوا منا اللافتات ولائحة المطالب وتم نقلنا بعد ذلك بالقوة إلى محطة القامرة». وقال المصدر ذاته إن وعودا تلقوها بالقامرة بلقاء مسؤول بوزارة الداخلية الاثنين الماضي، وحكم عليهم بالمكوث في ظروف قاسية بسبب إغلاق المتاجر بسبب عطلة العيد وقضائهم أياما وسط الجوع والخوف». وكانت منطقة آيت عبدي قد عرفت، قبل ثلاثة مواسم، تساقطات ثلجية استثنائية خلفت عدة قتلى، بينهم ستة أطفال من عائلة واحدة، فيما نجا الأبوان قبل أن تتدبر لهما عمالة أزيلال مسكنا بأزيلال بعد اجتيازهما مرحلة صحية ونفسية حرجة، كما شهدت المنطقة وفاة عدة حوامل، فيما لم يسعف القدر بعضهن رغم وصولهن لمستشفيات بني ملالوأزيلال، حيث ما يزال سكان جهة تادلة أزيلال يتذكرون مأساة «عائشة الزاهير» التي قطعت عشرات الكيلومترات محملة فوق نعش لتلقى مصيرها بالمركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال، قبل أن تلتحق بها مولودتها الرضيعة «تودة».