- أوقفت مصالح الأمن أخيرا 26 فتاة كن في طريقهن إلى عدد من الدول العربية للعمل وفق عقود تشير إلى أنهن «فنانات»، ما هو تعليقكم؟ < بالنسبة إلى الفتيات اللواتي تم إيقافهن أخيرا بمطار محمد الخامس، نستغرب توفرهن على وثائق تثبت أنهن فنانات، ونحن كنقابة للفنانين ندين ونستنكر هذا الأمر بشدة. وأعتقد أن هناك لوبيات تتاجر في الفتيات. لوبيات داخل المغرب و خارجه، وبالضبط في الدول المضيفة والتي تقوم بالتلاعب لاستصدار وثائق خاصة للفتيات المزمع تهجيرهن كفنانات. - ألا تؤثر، برأيكم، مثل هذه الأمور على صورة الفنان المغربي؟ < بالفعل، فهذه المسألة تخدش صورة الفنان المغربي وتضرب كرامته بعد النضال الطويل الذي استطاع خلاله أن يحظى بالاعتراف الرسمي من طرف الدولة وحصوله على مكاسب اجتماعية وصحية أخرى. من موقعنا كنقابة نقول إنه يجب على المسؤولين الذين يستصدرون الوثائق لجميع المواطنين المغاربة أن يعلموا أن الفنان لديه بطاقة تصدر عن الجهة الوصية، وبالتالي يجب أن يطلب من أي شخص تقدم إلى المصالح الرسمية كفنان أن يكون متوفرا على بطاقة فنان أو على الأقل أن يكون حاملا لشهادة من إحدى النقابات الفنية. - لماذا إذن لا يصدر عنكم أي موقف في هذا الاتجاه؟ < ما وقع للفتيات اللواتي تم إيقافهن بمطار محمد الخامس يستدعي فتح تحقيق قضائي في الموضوع، للوصول إلى الكيفية التي حصلوا بها على صفة فنانات. وللتوضيح أنا أعلم أن صفة فنانة بالشرق تعد أمرا طبيعيا بمعنى أن الفتيات اللواتي يشتغلن بالعلب الليلية وفي المطاعم يتم احتضانهن من قبل النقابات الفنية بالشرق مثل سوريا والأردن، لكن إذا كن فنانات حقيقيات في الرقص مثلا، أما إذا كانت لديهن أغراض أخرى غير الفن ويتخذن من الفن مجرد غطاء للحصول على بطاقة فنانة فهذا أمر غير مقبول. وأكرر أنه يجب فتح تحقيق قضائي في الموضوع لمعرفة من أعطى لنفسه حق منح جوازات سفر أو بطاقة وطنية تتضمن صفة فنانة ومن أعطى لهؤلاء شهادات تثبت أنهن فنانات. ويجب الضرب على أيادي كل شخص متورط سواء كان مسؤولا حكوميا أو نقابيا أو جمعويا. - بعض العقود التي يتم بها تهجير الفتيات المغربيات تتضمن عبارة «فنانة مجالسة زبائن»، هل نقابة الفنانين المغاربة يمكن أن تقبل بأن تقترن هذه الصفة بالفن؟ < هؤلاء ليسوا فنانات ولا أعتقد أن أي فنانة مغربية لها كرامة ستتوصل بعقد يتضمن به مثل هذه الجملة وتقبل به. نحن نرفض هذا الأمر بشدة، فمعظم الفنانات المغربيات اللواتي يشتغلن حاليا بالخليج يذهبن للاشتغال إما كمطربات أو ممثلات، بناء على عقود صريحة وواضحة أما اللواتي قبلن الإمضاء على عقود بهذا الشكل، فهذا دور القضاء الذي يجب أن يبحث في هذا الموضوع للوقوف على الجهة التي تقف وراء هذه المخالفات المشينة. - ما هي الشروط التي تحددها النقابة للحصول على صفة فنان؟ < في نقابة المسرح هناك ملف ينبغي ملؤه يتضمن معلومات شخصية ونبذة عن التداريب المهنية والجامعية التي حصل عليها طالب الصفة، إضافة إلى الدبلومات التي حصل عليها صاحب الطلب وخانة تتعلق بالأعمال الفنية التي سبق له أن شارك فيها تتضمن اسم الفرقة واسم المسؤول الذي شارك معه، وكذا إثبات ذلك من خلال شواهد أو قصاصات صحفية. والملف يتم تقديمه للفرع الذي ينتمي إليه، حيث تتم دراسته وإعطاء الملاحظات الأولية سواء بالسلب أو الإيجاب ثم تتسلم اللجنة التنفيذية المكونة من ستة أعضاء الطلب الذين يشهدون بأن صاحبه يستحق أولا العضوية داخل النقابة الوطنية. - هل سبق أن تم تسليم صفة الفنان لشخص من طرف النقابة وتم استغلالها في أغراض أخرى؟ < إلى حد الساعة لم تقع مثل هذه الأمور، قد تكون هناك حالات لم تكن لها انعكاسات جعلتها تطفو على السطح، لكننا لم نقف عليها. وقانون النقابة يمكن من سحب بطاقة العضوية في أي وقت. كما أن النقابة عندما تمنح فنانا منخرطا شهادة لإنجاز وثائق إدارية، فإنها لا تسلمه شهادة تؤكد أنه فنان، بل نؤكد أن المعني بالأمر منخرط في النقابة الوطنية مع الإشارة إلى تاريخ الانخراط، أما الصفة فتقوم بمنحها لجنة على مستوى وزارة الثقافة. - ما هي الخطوات التي يمكن أن تقوم بها النقابة للحفاظ على صفة «الفن» من مثل هذه الانزلاقات؟ < كنت قد التقيت بنقباء الفن بالأردن وسوريا في نشاط بالإمارات وتداولنا في هذا الأمر، وبصراحة «خلعوني»، ففي سوريا مثلا هناك حوالي 6000 فتاة من هذا النوع، صدمت لسماع هذا الرقم المهول، وقد طلبت منهم الإحصاءات المتوفرة، وطلبوا مني بدورهم ضرورة عقد اتفاقية لضبط هذه المسألة. وأشدد أننا لا يمكن أن نقبل أن نتفق مع أي جهة معينة لتصدير الفتيات لممارسة أشياء أخرى غير الفن.