لم تتمكن الفتيات ال26 اللواتي تم إيقافهن نهاية الأسبوع الماضي بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء للاشتباه في «تعاطيهن للدعارة» من تخطي الحدود المغربية إلى غاية أمس الاثنين. واستنادا إلى بعض المصادر، فإن الفتيات اللواتي خضعن للتحقيق من قبل رجال الأمن بمقر ولاية الأمن بالدار البيضاء، كن سيحططن الرحال بتونس ولبنان كبوابة نحو دول الخليج. وبعد التحقيق معهن، أخلي سبيلهن لعدم وجود قرائن تدينهن. وأكدت معظم الفتيات، المتراوحة أعمارهن ما بين 20 و30 سنة خلال التحقيق معهن، أنهن «سيعملن كفنانات في مطاعم ونوادي بلبنان وسوريا»، فيما أكدت أخريات أنهن بصدد زيارات سياحية فقط. إلى ذلك، ذكرت مصادر أمنية أن هناك دورية أمنية تدعو إلى مراقبة الفتيات المتوجهات إلى بلدان عربية، وخاصة تونس ولبنان وكذلك تركيا، وخاصة الفتيات اللواتي تقل أعمارهن عن 30 سنة، وتحمل بطاقات تعريفهن مهنة «فنانات»، أو «بدون». وأكدت المصادر ذاتها أن هذه الخطوط تعرف نشاطا كبيرا، حيث تستغل من قبل مافيا البغاء، التي صارت تركز على كل من تونس وتركيا، وهما بلدان لا يتطلب الدخول إليهما أي تأشيرة. وأضافت مصادر «المساء» أن التركيز على هذه البلدان تنامى بعد اشتداد الخناق على شبكات الدعارة من قبل بلدان خليجية أخرى، خاصة الإمارات العربية المتحدة، التي أصبح الحصول على تأشيرة الدخول إليها أمرا صعب المنال، وخصوصا من المغرب. وأشارت المصادر إلى أن تونس وتركيا لا تمثلان إلا بوابة للعبور نحو الإمارات أو البحرين أو لبنان وسوريا، حيث تنشط أكبر شبكات البغاء بهذه البلدان، والتي تلجأ إلى «استيراد» فتيات مغربيات للعمل لديها. ولم تخف مصادر «المساء» أن لبنان وسوريا اللذين يضمان أكبر الكازينوهات والنوادي الليلية المعروفة على الصعيد الدولي، يمثلان أيضا نقطة استقطاب للفتيات المغربيات اللواتي يعمل في نواد ليلية وفنادق مصنفة هناك. وأردفت المصادر الأمنية: «غير أن نقطة النهاية تكون دائما بالبلدان الخليجية، وخاصة الإمارات». وحسب معطيات توصلت إليها «المساء»، فإن عدد المسافرين إلى تونس على متن طائرات الخطوط الجوية المغربية خلال سنة 2008 بلغ 89 ألف مسافر، فيما تخطى عدد المسافرين على متن طائرات «لارام» إلى لبنان 40 ألفا و680 مسافرا، خلال السنة ذاتها. وحسب مصادر أمنية، فإن ثلثي عدد المسافرين هن فتيات عازبات يوجهن للعمل كفنانات بفنادق أو في ميدان الحلاقة والتجميل. إلى ذلك، أفادت مصادر «المساء» بأن سفر المغربيات إلى تونس أو لبنان سيصبح «مشددا، على غرار التشدد المفروض على المغربيات الراغبات في التوجه مباشرة إلى الإمارات». وأضافت المصادر ذاتها أن «هذا التشدد يدخل في إطار الحملة التي تشنها السلطات المغربية لمحاربة الفساد ومحاصرة شبكات الدعارة على الصعيد الوطني والدولي». من جهتها، قالت إحدى الفتيات اللواتي تم إيقافهن السبت الماضي بمطار محمد الخامس إنها «كانت متوجهة للعمل في لبنان في أحد الفنادق». وأضافت المتحدثة ذاتها، والتي فضلت عدم ذكر اسمها، أنه «لا علاقة لها بمجال الدعارة نهائيا، وأنها تتوفر على عقد عمل بلبنان»، وأردفت قائلة: «أستغرب كيف يمنعوننا من السفر... شوهونا أمام الناس». على صعيد آخر، تشن سلطات الأمن بالرباط حملة جديدة على عدد من النقاط المعروفة في العاصمة بنشاط وسطاء الدعارة. وأسفرت هذه الحملة عن اعتقال كل من المعروفين ب«جمال» و«كبيسة» و«نوفل»، وهم وسطاء مشهورون. وحسب بعض المصادر، فقد اعتقل الثلاثة في نقاط مختلفة، وقد ضبط أحدهم رفقة فتيات وخليجيين على متن سيارة 407 على الشاطئ في مواقف مخلة.