أمر قاضي التحقيق بالغرفة الجنائية الثانية بمحكمة الاستئناف بمدينة سطات، صباح السبت الماضي، بإيداع شاب في عقده الثالث السجن الفلاحي عين علي مومن بضواحي المدينة على ذمة الاعتقال الاحتياطي إثر اتهامه بمحاولة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. وكان الوكيل العام لدى نفس المحكمة قد طالب قاضي التحقيق بإجراء تحقيق مع المشتبه فيه لمعرفة أسباب وملابسات إقدام الشاب المعني على نحر صديقته صباح الخميس الماضي، وطعنها بسكين من الحجم الكبير بحي الإمارات القريب من ولاية أمن سطات. مصادر «المساء» أفادت بأن الشاب الذي يعمل سائق شاحنة، وينحدر من جماعة رياح بإقليم برشيد، كانت تربطه بالضحية علاقة عاطفية دامت زهاء سنتين، وكان من المفترض أن تنتهي هذه العلاقة بالزواج، حيث كان هذا الأخير يتردد على منزل عائلة الضحية ويقوم بالانفاق عليها بعد أن وعدته عائلتها بالزواج منها، لكن سرعان ما تدهورت العلاقة بين الطرفين، خاصة بعد ولوج الضحية للعمل بأحد الأسواق الممتازة بالمدينة، إذ بدأ المعني بالأمر يحس بأن الضحية أصبحت تفضل الابتعاد عنه، مما جعله يطالبها بإعادة الأموال التي سبق أن أنفقها عليها، ومنها مبلغ مالي أقرضه لعائلتها وفق ذات المصادر، وكان الشاب المعني قبل وقوع الحادث يتردد على منزل الضحية وينتظرها للتوجه إلى العمل وفي طريقها إليه كان يستعطفها أن تعيد إليه أمواله لكنها كانت تواجهه بالرفض. وسبق لمصالح الأمن بسطات أن استمعت إلى الطرفين بعد أن تقدم كل منهما بشكاية ضد الآخر. وفي يوم الحادث التقى المعني بالأمر بالضحية في حدود الساعة السابعة والنصف وهي تسير إلى عملها وطالبها كعادته بالمبالغ المالية التي أنفقها عليها لكنها رفضت، وأثناء سيرهما عرج بها على مكان خال من المارة بحي الإمارات وهناك استل سكينا كانت بحوزته وهددها بها وجرها نحو سيارة مركونة بنفس المكان, غير آبه بتوسلات رجل مسن كان يمر في تلك الأثناء بالمكان، وطعنها طعنة في الوجه وطعنتين في الظهر، ثم نحرها من الرقبة ولما خارت قواها تركها وغادر المكان ورمى بالسكين بالقرب منها، وسلم نفسه لمصلحة الأمن بالدائرة الخامسة . عناصر الأمن فور إشعارها بالحادث انتقلت إلى عين المكان وباشرت تحرياتها في النازلة في الوقت الذي أشرفت فيه عناصر الوقاية المدنية على نقل الضحية التي كانت في وضعية حرجة إلى قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الحسن الثاني بسطات لتلقي الاسعافات الضرورية، حيث أشرف فريق طبي على رتق الجروح الغائرة التي أصيبت بها الضحية في الرقبة قبل أن يتم إدخالها إلى مركب الجراحة حيث أجريت لها عملية جراحية استغرقت ثلاث ساعات، وأفادت مصادر طبية أن الضحية بعد إخضاعها لجهاز السكانير تبين أن عمودها الفقري والقناة النخاعية أصيبت بشكل كبير. وبعد أربعة أيام بقسم العناية المركزة لفظت الضحية أنفاسها الأخيرة متأثرة بجروحها التي أصيبت بها في الحادث.