في الحوار التالي الذي أجراه موقع «ماروك إيشيك» يشرح هشام الحمدوشي دواعي اختياره الانضمام للمنتخب الفرنسي للشطرنج. ويفتح النار على مسؤولي الجامعة. - من يتحمل مسؤولية غياب المغرب عن أولمبياد الشطرنج بدريسدن الألمانية؟ < في نظري الأمر ليس سوى أحد أعراض المرض الذي أصيبت به الجامعة منذ سنوات، لقد اعتقدنا أننا نجحنا في الخروج من النفق بعد انعقاد الجمع العام في 2 نونبر الماضي، لكننا للأسف أصبنا بالخيبة..لن تختفي المشاكل بضربة عصا سحرية بل بالانكباب على معالجة الوضع الداخلي لرياضة الشطرنج. - وكيف يمكن أن نصل إلى حلول لتجاوز الوضع الحالي؟ < نتوفر على كفاءات على جميع المستويات باستثناء مستوى قيادات الجامعة..لدينا فريق قوي وتنافسي ومواهب شابة: مخلص عدناني وعلي الصبار ورشيد حفاد وآخرين إلى جانب منظمين ذوي كفاءة عالية وهو ما تعكسه الدوريات المنظمة بشفشاون والرباط وطنجة، لكن للأسف لم تتم الاستفادة من هذه الطاقات لأننا نحتاج إلى مسؤولين قادرين على تأطير هذه الكفاءات والاهتمام بها، وجلب مستشهرين للجامعة.. - وكيف ترون المتابعة الإعلامية الوطنية لرياضة الشطرنج بالمغرب؟ < لاتنقصنا الإنجازات لأننا حصلنا على نتائج جيدة في السنوات الأخيرة، وهو ما حقتته مثلا الأختان العمري على المستوى العربي والافريقي والشاب أيت حميدو وتيسير الذي فاز بالميدالية الذهبية بأولمبياد كالفيا، كما أنني توجت بإحدى الميداليات بالألعاب الأولمبية بتورينو.ومازلت اللاعب الأول عربيا وافريقيا منذ عشرين سنة. لعبت نهاية لاتنسى بالجائزة الكبرى ببوردو أمام البطل الروسي كاربوف سنة 2005، ومرت هذه الإنجازات أمام صمت وسائل الإعلام المغربية. إذن، هل يجب لوم الهيئات العمومية لأنها لا تكافئ كل هؤلاء الأبطال؟ أمر ممكن لكن بالمقابل يجب أن نلوم المسؤولين عن الشطرنج لأنهم لم يستفيدوا من هذه النتائج. - لن تشارك في الأولمبياد المقبل مما يعني أنك في عطالة تقنية لا إرادية، كيف ترى هذه الوضعية؟ < منذ سنتين، أصبحت قادرا على اللعب في اللائحة الفرنسية ولم يعد اللاعبون المصنفون المغاربة يتوفرون على الترتيب «إيلو» مما يعني حرماني إلى جانب تيسير وعنقود من تمثيل المغرب في البطولات الافريقية والعالمية. لقد ندد اللاعبون المغاربة بالاختلالات والتجاوزات التي تمارسها الجامعة الملكية المغربية للشطرنج ووزعنا البلاغات الصحفية على الصحف نكشف فيها ماآلت إليه الأوضاع في الجامعة لكن الأمور لم تتغير أبدا. لقد مثلت لي تلك الألعاب الأولمبية آخر فرصة وكان يجب الحفاظ على تواريخ الأولمبياد، لأن العديد من اللاعبين المغاربة اضطروا إلى تعليق حصصهم الدراسية ومنهم من قام باقتناء تذاكر الطائرة للسفر إلى دريسدن ليتم إخباره، وأقصد إسماعيل كريم أن السفر قد تم إلغاؤه قبل يوم واحد. أبانت مناظرة الصخيرات والجمع العام الأخير أن الأمور في طريقها للتغيير، لكن ذلك سيتطلب وقتا طويلا.. - هل صحيح أنك ستغادر المنتخب الوطني لتلعب بالألوان الفرنسية؟ < لقد احتضنتني فرنسا في بداياتي الرياضية وهناك عشت أولى تجاربي في رقعة الشطرنج من خلال مشاركتي في الجوائز الكبرى لكاب داجد وبوردو، وكنت أحصل على جوائز مادية نظير مشاركاتي في الدوريات. لهذا قررت أن أغير اللائحة في يناير 2009 مما سيتيح لي التعرف على رهانات جديدة وأن أصبح لاعب شطرنج بكل ما تحمل الكلمة من معنى. لن أنتظر متى سيتم تصنيفي في الدرجة «إيلو» وهل سأتوصل بتذاكر الطائرة أم لا لأشارك في دوري دولي..إنها فرصة لاتعوض وحان الوقت المناسب لاغتنامها خصوصا عندما أفكر في صديقي على صبار الذي حرم من تمثيل بلده الأصلي المغرب. قبل 16 سنة، تم حرماني من المشاركة في بطولة العالم للشباب لأن الجامعة لم تدفع للاعبين المغاربة المصنفين. أحسست وقتها بالخيبة لأن حظوظي كانت كبيرة لصعود منصة التتويج، ووقتها غيرت طريقة تفكيري في طرق ممارسة الشطرنج على غرار أصدقائنا المصريين الذين حققوا نتائج رائعة بإمكانيات تماثل إمكانياتنا..