تسببت أولى القطرات المطرية الخريفية في «شبه شلل» في حركة النقل في الدارالبيضاء، صباح أمس الخميس، حيث اضطر آلاف البيضاويين إلى الانتظار بشكل «مُهين» على الطرقات قدوم حافلة أو سيارة أجرة كبيرة أو حتى صغيرة لتقلهم إلى مقرات عملهم، بعدما طال انتظارهم إلى حد الملل والاستياء. ساعتان على الأقل من الانتظار «تَسََمر» خلالها أغلب البيضاويين صباح أمس من أجل الحصول على حق من حقوقهم كمواطنين، فإما أن الحافلة تكون غاصّة عن آخرها ولا تلتزم بالتوقف في محطاتها أو أن بعض السائقين «يرفضون» نقل عدد كبير من الركاب، درءا لأخطار ومشاداة مع الركاب لا يعلمها غيرهم، بينما كانت هناك فئة أخرى من الركاب تنتظر دورها من أجل امتطاء سيارة أجرة كبيرة في طوابير طويلة تضمّ عشرات المواطنين بشكل «محبط» و«غير لائق»، يمسّ بكرامة المواطنين، حتى إنهم كانوا يتغاضون نظرات «سخرية» و»شفقة» من بعض المارين وأصحاب السيارات والشاحنات، بل وصل الأمر إلى حد التهكّم عليهم، كما وقع في «طابور» في منطقة الحوزية في سيدي عثمان، حيث أظلّ مساعد سائق إحدى الشاحنات برأسه، متحدثا إلى العدد الكبير من المواطنين -ويقدر عددهم بأزيد من 100 شخص- قائلا «اصعدوا إلى الحافلة عوض الانتظار، فلن تجدوا وسيلة نقل».. قبل أن يبتسم ابتسامة عريضة، تحمل الكثير من السخرية. وقال مواطنون إنهم ألِفوا مثل هذه الأمور وإنهم لم يعودوا يهتمون لأمر هؤلاء، علما أنهم في قرارة أنفسهم «يبكون دما» على معاناتهم اليومية التي لا تتوقف عند رحلة الذهاب، بل قد تتضاعف خلال رحلة الغياب إلى منازلهم، رغم أن الضغط النفسي يكون أقلّ، لأنهم غير مضغوطين بالوقت، مثلما يحدث في الصباح الباكر، حيث إن كثيرا من المستخدمين فقدوا مناصب عملهم بسبب التأخير، والسبب عدم وجود وفرة في وسائل النقل، علما أن محطة «الحوزية» هي ثاني أو ثالث محطة لهم، لأنهم ينتقلون إليها من مناطق أخرى تكون أكثرَ عسرا ولا تصل إليها سيارات الأجرة، خاصة في أوقات الذروة، مثل كلية مولاي رشيد وأحياء التشارك والفلاح ولا مريم والسالمية وغيرها من المناطق السكنية. وأضاف المواطنون أنفسهم أن قطاع النقل في الدارالبيضاء أصبح «لا يطاق»، والغريب في الأمر أن المسؤولين على علم بما يقع ولم يتدخل أي منهم لتنظيمه، من قبيل رفض بعض السائقين نقل المواطنين إلى مناطق معينة، بل الأخطر من ذلك أن حتى بعض سائقي سيارات الأجرة الصغيرة يرفضون نقل المواطنين إلى نقط معينة، علما أن هذا الأمر لم يكن من قبل، فالطاكسي الصغير ينقلك أينما شئت دون أي رفض أو شروط، كما تجري الأمور في جميع بقاع العالم. وعلل بعض السائقين ذلك بمشكل أشغال الترامواي وأزمة السير في الدارالبيضاء، بسبب الأشغال وأنهم لا يكسبون من وراء عملهم وسط المدينة «إلا التعب والعناء».. في حين أن بعض السائقين يقولون إن كل ذلك ليس تبريرا وإن المواطن هو الضحية الأكبر وإن على الدولة التدخل بقوة لوضع إجراءات زجرية لوقف اختلالات تقع بالجملة في العاصمة الاقتصادية والمواطن هو من يدفع الثمن غاليا، مضيفين أن بعض السائقين استغلوا الزيادة الأخيرة وصاروا يطالبون، أحيانا، بمبالغ «غير قانونية» في مسافات قصيرة لا يتجاوز سعرها أربعة دراهم ونصف ويطالبون فيها بستة دراهم أو سبعة.