خيمت موجة من الهدوء النسبي على أشغال الاجتماع الثاني للجنة البرلمانية للقطاعات الاجتماعية بالبرلمان عقب انفصال الجامعة، بعد مخاض عسير وطول انتظار، عن البلجيكي ايريك غيريتس. وبدا على محيى علي الفاسي الفهري، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الكثير من الارتياح بعد فك الارتباط، وهو ما تجلي بكل وضوح بمجرد أن وطأت قدماه القاعة المغربية التي احتضنت الاجتماع، متحررا من نسبة كبيرة من الضغط والحمل الثقيل الذي أرهق كاهله. وصافح الفاسي الجميع ببشاشة غير معهودة كانت مصادرة بسبب المحنة التي عاشها نتيجة الأخطاء التي ارتكبت في ولايته، خصوصا فيما يتعلق بالسرية التي طبعت الشق المالي في عقد غيريتس سواء تعلق الأمر براتبه الشهري أو الشرط الجزائي التي يتوجب دفعه مقابل ابعاد مدرب ظل جاثما على قلوب المغاربة لمدة طويلة. وذكر الفاسي خلال معرضه حديثه أمام نواب الأمة بقرار إقالة غيريتس الذي تم اتخاذه بعد اجتماع يوم السبت الأخير، مشيرا في السياق ذاته إلى أنه تم تشكيل لجنة عهد إلى نائبه أكرم برئاستها للبحث عن مدرب جديد، وتابع متحدثا:» لقد شرعت اللجنة المصغرة في عملها وقد اجتمعت مع كل من الزاكي والطوسي وفاخر والعامري لتدارس أيهم الأنسب ليكون رجل المرحلة». وأكد الفاسي أنه سيتم تقديم المدرب الذي سيقع عليه الاختيار للمكتب المديري من أجل تزكيته داخل أجل أقصاه اليوم الأربعاء أوغد الخميس حتى يتسنى له مباشرة مهمته الجديدة لتقديم الاضافة المنتظرة. ووجه الفاسي الدعوة إلى برلمانيي الأمة من أجل زيارة أروقة الجامعة والوقوف على طريقة سيرها للإطلاع على الأوراش التي فتحتها والوقوف على حجم الاكراهات التي تعانيها، فضلا عن تكوين فكرة من مراكز التكوين وملامسة مشاكل التسيير البنيوي للجامعة، وكذا مشاكل الفرق بأقسام الصفوة والهواة والإشكاليات التي تعيق مسلسل تقدم الرياضة الأكثر شعبية. وشدد الفاسي على كون التأهل إلى أولمبياد لندن جاء كثمرة لعمل وصفه ب» الدؤوب والجاد» منذ يوليوز 2010 قال إنه اعتمد على تنظيم 17 معسكرا إعداديا وتجريب 105 لاعبا من نجوم البطولة الوطنية واللاعبين المحترفين بالدوريات الأوروبية، علاوة على اجراء 16 مباراة ودية والفوز في الدور التمهيدي على الكونغو والموزمبيق ذهابا وإيابا، فضلا عن مكاسب التنظيم. من جهته، تشبث عبد السلام أحيزون بمحاربة جامعة أم الرياضات لآفة المنشطات لما لها من تأثيرات سلبيات على مستوى العديد من الأصعدة، معتبرا إياها ظاهرة كونية تقتضي مقاربة شمولية لوضع حد لها. وأكد احيزون أن معضلة المنشطات تستهوي العديد من الرياضيين الباحثين عن تحقيق الربح السريع، وتابع متحدثا» هي موجودة، لقد كانت وستظل في جميع الأنواع الرياضية وفي العالم بسبب وقوف التطلعات الربحية وراء انتشارها». وأوضح أحيزون أن وجود فئة معينة تسعى إلى تحقيق أرباح سريعة على حساب الأخلاق الرياضية متمثلة في مروجيها وبعض أعوان العدائين يعيق اشاعة الرياضة، مؤكدا في السياق ذاته أن الجامعة تندد، وبقوة، بالآفة التي قال إنها بعيدة كل البعد عن ثقافتنا. واعترف أحيزون بأن الحالات التي تم اكتشافها أثارت صخبا كبيرا، وهو ما قال إنه يتفهمه رغم استغلاله من طرف بعض ممن أسماهم ب « المناوئين» كما لو أن المغرب هو البلد الوحيد الذي يعاني من الظاهرة.