استحسن عدد من المرضى المحتاجين للتبرع بالدم مبادرة عدد من شبان «الفايسبوك»، الذين أقدموا صباح أول أمس السبت، على التبرع الجماعي بالدم في مركز تحاقن الدم بالمدينة. وقال أحد أطقم مركز التبرع بالدم إن شبكات التواصل الاجتماعي لم تعد مرتبطة بدعوات الاحتجاج الأسبوعي في عدد من مدن المغرب، بل أيضا بمبادرات أخرى خلاقة من شأنها أن تساعد الآخرين على الحياة. وقال رضا الحناشي، أحد الشبان الذين أخرجوا المبادرة إلى حيز الوجود، إن التبرع الجماعي الذي شارك فيه أزيد من ثلاثين شابا وشابة، يهدف إلى المساهمة في إنقاذ أرواح مرضى في حاجة ماسة لهاته المادة الحيوية. وقال الدكتور بنيصغي عبد الرحيم، مدير المركز الجهوي لتحاقن الدم لجهة فاس بولمان، في كلمته المرحبة بمبادرة شباب «الفايسبوك»، إن عدد المتبرعين من سنة 2009 إلى غاية 2011 سجل ارتفاعا بوتيرة 3000 متبرع كل سنة. ووصل عدد المتبرعين إلى ما يقرب من 19000 متبرع، 60 في المائة متطوعون، والباقي متبرعون من عائلات المرضى المحتاجين للتبرع بالدم. وبالرغم من هذه الأرقام، فإن المركز، حسب مديره، يعاني من إكراه توفير هذه المادة الحيوية بعد إحداث المركب الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني، والذي يقدم خدماته لجهات واسعة. ويعيش هذا المستشفى الجامعي على إيقاع إقبال كبير للمرضى، مما يؤدي إلى إغراقه في بعض الأحيان، وعجز أطقمه عن تقديم الخدمات لكل الوافدين عليه، خاصة في قسم المستعجلات. ويستهلك هذا المركب الاستشفائي لوحده حوالي 70 في المائة من الأكياس التي يوفرها مركز تحاقن الدم بالجهة، أما 30 في المائة المتبقية فيتم استهلاكها من قبل المستشفيات الأخرى. وقال مدير مركز تحاقن الدم لشباب «الفايسبوك» إن طلبيات المركب الجامعي الحسن الثاني في ارتفاع، الشيء الذي يشكل للمركز تحديا يوميا للرفع من مخزونه. ويؤدي المريض المستفيد من التبرع بالدم ثلث التكلفة المادية، التي تنفق على مراحل يمر منها الدم من تحليلات ومعالجة وتخزين، إلى أن يصبح قابلا للاستعمال. وأوصى التقرير الأخير لمنظمة الصحة العالمية بأن يتبرع بالدم على الأقل اثنان في المائة من ساكنة كل بلد، في حين أن المغرب تقل فيه نسبة التبرع عن 0,78 في المائة.