أثار التقرير الذي قدمه الحبيب الشوباني، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، حول غيابات الوزراء في البرلمان خلال السنة الأولى من الولاية التشريعية لحكومة بنكيران ردودَ فعل غاضبة من بعض الوزراء، تعكس غياب الانسجام بين أحزاب الأغلبية وتؤشّر على تصدع مُحتمَل في الحكومة. وقال محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة، في اتصال مع «المساء»، إن «ما قام به الشوباني عمل لا أخلاقي، فقد أشار التقرير الذي تقدَّم به إلى أنني تغيبت 10 مرات، في حين أن الواقع يؤكد أنني لم أتغيب سوى 3 مرات، كانت جميعها محكومة بالتزامات قاهرة (حضور نشاط ملكي أو سفر في مهمة إلى الخارج) وليستْ من أجل الاستجمام أو التّخمامْ»، مضيفا أن «السياسي المحنك يجب أن يكون إنسانا خلوقا ويجب أن يكون مثالا للصدق والوفاء». وتابع أوزين، قائلا في تصريحه الناري ضد الشوباني، «إن السياسة أخلاق وليست ارْجلْ هنا وارْجل لْهيه، ونحن في الحكومة نعمل كفريق يمكن أن نتفق ويمكن أن نختلف، ولكن ما لا يمكن أن نختلف حوله هو كوننا زملاء نتقاسم مسؤولية حكومة، وبالتالي فالزميل الشوباني، وإن لم يكن هو من سرّب الوثيقة المتعلقة بالتقرير الذي كان لي فيه رأي في مداخلتي خلال المجلس الحكومي الأخير، فهو المسؤول عن نتائج ذلك» وأشار وزير الشباب والرياضة إلى أنه في مرات عديدة حضر جلسات البرلمان وكان الحبيب، الشوباني الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، غائبا أو حاضرا في جزء منها فقط، معتبرا أن نتائج التقرير الذي قدّمه الشوباني تؤكد أنه لم ينبنِ على معطيات صحيحة ومضبوطة. وأضاف الوزير قائلا: «لقد تجاوزنا عهد المعارك والمشاحنات التي تعتبر مضيعة للوقت والجهد، ونحن اليوم مطالبون بتحقيق ولو جزء واحد من تطلعات المغاربة عوض التركيز على القضايا الخاسرة». واتهم أوزين ضمنيا الوزير الشوباني ب»الضلال»، وقال في هذا السياق «نسأل الله الهداية لنا ولمن ضل السبيل». وكان الشوباني قدم تقريرا في مجلس الحكومة الأخير أثار فيه أسماء الوزراء الأكثر غيابا عن جلسات البرلمان. وشملت لائحة الوزراء كلا من امحند لعنصر وعزيز أخنوش وعزيز رباح وعبد الواحد سهيل ومصطفى الرميد وأحمد التوفيق ونجيب بوليف ومحمد أوزين ولحسن حداد ومحمد الوفا.