سقط الوداد الرياضي لكرة القدم في «فخ» الهزيمة، أمام دجوليبا المالي، في الجولة الثالثة من كأس الاتحاد الإفريقي، لتتعقد وضعية الفريق في سبورة الترتيب، ويصبح في حاجة إلى بذل مجهود كبير في المباريات المتبقية ليكون بمقدوره التأهل إلى الدور نصف النهائي لهذه المسابقة الإفريقية. لم تكن هزيمة الوداد في هذه المباراة مفاجئة، مثلما لم يكن انخفاض أداء لاعبيه في الجولة الثانية، ومواجهتهم لصعوبات كبيرة مفاجئا كذلك، فمنذ أن بدأ الوداد موسمه الكروي، وهو يلعب جولة واحدة فقط، ثم سرعان ما ينهار لاعبوه بدنيا ويكملوا النصف الثاني من المباراة بصعوبة بالغة. ولكي تكتمل «الباهية»، فإن المدرب الإسباني بينيتو فلورو لم يقم بالتغييرات المطلوبة في الوقت المناسب، فبكر الهيلالي الذي دفع به في الأنفاس الأخيرة كان من المفروض أن يشارك في وقت مبكر، ليعزز وسط ميدان الفريق الذي كان يعاني، والأمر نفسه ينطبق على عمر نجدي الذي لو أحسن المدرب استغلال وجوده لكان حسم المباراة دون أن يجد نفسه يواجه «صداع» الرأس، ودون أن يضع كذلك الوداد الذي يتواجد عمليا في مجموعة سهلة في هذا الموقف الحرج. أما الخطأ الأكبر، فهو الطريقة التي استعد بها الوداد للموسم الحالي، فمباشرة بعد مباراة أكاديمية أمادو الإيفواري في الدور الأخير قبل دور المجموعتين، أصر على منح اللاعبين أسبوعا من الراحة في عز التحضير البدني للموسم المقبل، وقرر أن يسافر إلى إسبانيا ليقضي عطلة مدفوعة الثمن، وترك الفريق «يتخبط»، دون أن يقول له مسؤولو الوداد إن من شأن ذلك أن يؤثر على مستقبل الفريق. لقد كان التعاقد مع فلورو في منتصف الموسم الماضي خطأ فادحا، فالرجل جاء إلى الوداد بدون هدف واضح، علما أنه بدا أن هم مسؤولي الفريق الوحيد هو التعاقد مع مدرب «كبير» له اسم، وليس البحث عن مدرب بمواصفات خاصة من شأنها أن «تغني» تجربة الوداد، وأن يكون التعاقد في إطار مشروع وبرنامج عمل، وليس نزوة، مع أنه لو كان مسؤولو الوداد يستفيدون من الدروس، لاستخلصوا العبر من ارتباط البليجيكي إيريك غيريتس بجامعة علي الفاسي الفهري. ليست هذه المرة الأولى التي يخطئ فيها الوداد في اختيار المدرب، لقد حدث الأمر نفسه الموسم الماضي، فما أن بلغ الفريق دور المجموعتين حتى تم الاستغناء عن فخر الدين رجحي وتعويضه بالسويسري ميشيل دوكاستيل، الذي حرم الفريق من لقب عصبة الأبطال الإفريقية بتحفظه الدفاعي المبالغ فيه، وبعدم قدرته على قراءة المنافسين، واليوم ها هو الوداد يدفع من جديد ثمن الاختيارات الخاطئة للمدربين، لذلك، فالمطلوب ليس محاسبة المدرب، ولكن من جاء به وباع «الوهم» لجمهور الوداد.