رحل الوداد البيضاوي مساء يوم الجمعة للديار المالية وذلك قصد ملاقاة دجوليبا المالي برسم الجولة الثالثة من منافسات كأس الكاف في مباراة لن تكون سهلة بالنسبة للفريق الأحمر، خاصة بعد تعادله داخل ميدانه في الجولة السابقة، وهي نفس النتيجة التي حققها منافسه أيضا أمام ليوبار الكونغولي، ولا خيار للفريق الأحمر سوى العودة بنتيجة إيجابية من مالي إن أراد الحفاظ على كل حظوظه للمرور للمربع الذهبي. وضعية الوداد يحتل فريق الوداد حاليا المرتبة الثانية في هذه المجموعة بنقطتين مناصفة مع ليوبار الكونغولي الذي استطاع انتزاع تعادل ثمين من قلب باماكو أمام متزعم هذه المجموعة دجوليبا برصيد أربع نقط، وهذه الوضعية تفرض على الفريق الأحمر بذل جهود أكبر فيما تبقى من الجولات من أجل تحسين وضعيته في الترتيب خاصة بعد أن أضاع أربع نقط كاملة في الجولتين السابقتين، وتبدو هذه المجموعة مفتوحة ومتكافئة من خلال النتائج التي حصلت عليها الفرق الأربعة فحتى صاحب المرتبة الأخيرة سطاد مالي استطاع انتزاع تعادل ثمين من قلب مركب محمد الخامس، كما أظهر عن إمكانيات تقنية وبدنية جيدة، وبدوره لم يفقد بعد حظوظه للمرور للمربع الذهبي، خاصة إذا استطاع تجاوز ضيفه ليوبار الكونغولي نهاية هذا الأسبوع وبالتالي فإن المباريات القادمة تبقى مفتوحة على كل الإحتمالات. ثالث خصم من مالي تعتبر هذه ثاني رحلة لفريق الوداد هذا الموسم للديار المالية، حيث سبق له الإنتقال للعاصمة باماكو لملاقاة ريال باماكو في الأدوار الإقصائية من هذه المنافسة القارية وهو الفريق الوحيد الذي استطاع الفوز على الوداد، حيث تغلب عليه حينها بهدف نظيف دون أن يتمكن من تجاوزه بفعل هزيمته بالدارالبيضاء بثلاثية، ويعتبر فريق دجوليبا ثالث خصم مالي للفريق الأحمر، ما يعني أن لاعبي الوداد قد احتكوا بما فيه الكفاية بكرة القدم بهذا البلد واكتشفوها عن قرب، كما أن المدرب فلورو قد يكون قد تعرف على خصائصها ومميزاتها، مع العلم أن فريق دجوليبا قد يمكن إعتباره أقوى من الريال ومن سطاد مالي، وذلك بحكم النتائج التي تحصل عليها هذا الموسم ومنها تغلبه على غريمه سطاد مالي في الجولة الأولى من كأس الكاف وكذا تجاوزه للنادي الإفريقي التونسي قبل الدخول لدور المجموعتين، ما يعني بأن الوداد سيكون أمام خصم من العيار الثقيل. التجربة القارية باستثناء الهزيمة أمام ريال باماكو فقد عودنا فريق الوداد على التألق في كل المباريات التي خاضها في الأدغال الإفريقية، حيث استطاع العودة منها بنتائج إيجابية وبأقل الأضرار، ما مكنه من الإستمرار في قلب المنافسة لحد الآن، ومرة أخرى فإن الجماهير الودادية والمغربية بصفة عامة ستعول على تجربة أصدقاء الحارس لمياغري لتحقيق نتيجة إيجابية تبقي على حظوظ الكرة المغربية التي تراهن على فريق الوداد هذا الموسم للإحتفاظ بهذه الكأس وخلافة الفتح الرباطي والمغرب الفاسي اللذين توجا بلقب النسختين السابقتين، هي إذا مسؤولية على عاتق العناصر الودادية التي تدافع حاليا عن سمعة الكرة المغربية على المستوى القاري باعتبار الوداد هو الممثل الوحيد للأندية الوطنية، والتجربة قد ترجح كفة الوداد الذي تعود على مثل هذه المنافسات واجتاز بنجاح العديد من المواقف الصعبة ومنها الرحلة صوب الديار الكونغولية. النتيفي محطة إعدادية بعد التعادل المخيب للآمال أمام سطاد مالي يبدو بأن فريق الوداد قد استفاد من هذا الدرس بشكل جيد، كما استفاد أيضا من دوري المرحوم النتيفي كمحطة إعدادية مهمة للإستحقاقات المنتظرة وأولها المواجهة القادمة لفريق دجوليبا، حيث استغل المدرب فلورو المقابلتين أمام كل من الفتح الرباطي والراسينغ لإقحام العناصر التي تفتقد للتنافسية، كما اختبر كذلك بعض العناصر في بعض المراكز التي تعاني من الخلل، ومن جانب آخر حاول كذلك الرفع من منسوب اللياقة البدنية للاعبين وهو الجانب الذي شكل نقطة ضعف الفريق خاصة في مباراته أمام سطاد مالي، حيث ظهر تأثر العناصر الودادية بظروف الإعداد في شهر رمضان، ومدة أسبوعين كانت كافية للمدرب فلورو لتصحيح الأخطاء ووضع اللمسات الأخيرة على التركيبة البشرية التي بإمكانها الوقوف في وجه الفريق المالي. دراسة الخصم وإن كانت القلعة الحمراء ستسعى من دون شك لإستغلال نقط القوة لديها، فإن معرفة أسلوب لعب الخصم ومكامن الضعف والقوة لديه قد تساعد على مسايرة مجريات المباراة بشكل جيد مع تجنب عامل المفاجأة، وحسب المعلومات التي استقيناها حول الخصم فإنه يتوفر على خط هجوم قوي ويعتمد كثيرا على الأجنحة للوصول لمرمى الخصم، في حين يشكو نوعا ما من الضعف على مستوى خط الدفاع، وبإمكان الوداد أن يقتدي بليوبار الكونغولي الذي استطاع مباغثة الفريق المالي بهدف مبكر أربك حساباته وأرغمه على إرتكاب بعض الأخطاء، وكان بإمكان ليوبار أن يعود بنقط الفوز من مالي لولا العارضة التي نابت عن الحارس في إحدى المناسبات، وهكذا يظهر بأن لا شيء مستحيل في كرة القدم وبإمكان الوداد العودة بنتيجة جيدة من مالي إن أحسن المدرب فلورو التعامل مع المباراة واستغل اللاعبون الفرص التي ستتاح لهم، وقد تكون الهجومات المضادة السريعة منذ بداية المباراة هي السلاح الذي سيخيف الخصم ويرغمه على عدم المغامرة نحو الهجوم والضغط على مرمى الحارس الودادي. أملنا كبير أملنا كبير في العناصر الودادية وذلك لما لمسناه لديها من إصرار وعزيمة في كل المباريات السابقة، حيث كانوا رجالا في الأدغال الإفريقية بشهادة تقديرية من مدربهم الإسباني الذي اعترف باحترافية كل اللاعبين وتفانيهم في الدفاع عن قميص الفريق، والآن هم يدافعون كذلك عن الراية الوطنية وعن سمعة الكرة المغربية، ونحن وراءهم إلى أن يتحقق الهدف المنشود وهو الفوز باللقب القاري وثقتنا كذلك في قدرة المدرب فلورو على التعامل مع مجريات هذه المباراة على غرار كل المباريات التي خاضها الفريق الأحمر خارج قلاعه وفي ظروف جد صعبة مع غياب للعديد من العناصر الأساسية. إبراهيم بولفضايل