«قلت مرارا إنني أريد إغلاق غوانتنامو وسأفي بالوعد»، يؤكد باراك حسين أوباما في أول لقاء تلفزيوني له منذ انتخابه في الرابع من نونبر الجاري الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدةالأمريكية، والذي كرر مرارا خلال حملته الانتخابية أنه مصمم على إغلاق هذا المعتقل الأمريكي الذي يضم حوالي 255 شخصا من أصل 800 شخص تم اعتقالهم في أفغانستان وباكستان، منذ بدء الحرب على الإرهاب في 2002 التي شنها الرئيس المغادر جورج بوش. استخدام أساليب التعذيب في استجواب المعتقلين في غوانتنامو، وقبل ذلك في سجن «أبو غريب»، يعد من بين أبرز الانتقادات العنيفة التي وجهت إلى الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة جورج بوش من طرف المنتظم الدولي، لذلك شدد أوباما الذي سيتسلم مقاليد الحكم رسميا في يناير 2009، في برنامج «ستون دقيقة» الذي تبثه شبكة «سي بي إس» الأمريكية كل أحد، على أنه سيعمل على ألا يمارس التعذيب في استجواب المتهمين بالإرهاب، مضيفا: «قلت مرارا إن أمريكا لا تمارس التعذيب، وأريد التأكد من أننا لا نمارس التعذيب»، معتبرا أن وقف التعذيب وإغلاق غوانتانامو من العوامل الهامة لإعادة الوجه الأخلاقي لأمريكا. وعن سحب القوات الأمريكية من العراق في غضون 16 شهرا في أفق صيف 2010، قال أوباما: «صرحت خلال الحملة، وأنا أتمسك بهذا الموقف، إني سأتصل فور تسلمي مهامي، برئاسة الأركان ومسؤولي الأمن القومي وسنطلق خطة انسحاب قواتنا من العراق». سحب الجنود الأمريكيين من العراق جاء لتخصيص عدد أكبر من الجنود وميزانية أكبر للحرب في أفغانستان التي جعلها أوباما أولوية في سياسته الخارجية. لكن ولأن «الحرب على الإرهاب» مرتبطة لدى الكثيرين بإلقاء القبض على المطلوب الأمريكي الأول أسامة بن لادن، فقد كان موضوع السؤال التالي لصحفي «سي بي إس»، والذي أجاب عنه أوباما بعد أن قطب جبينه: «أعتقد أن القضاء على تنظيم القاعدة أولوية كبيرة في نظرنا»، مضيفا: «أعتقد أن اعتقال أو قتل أسامة بن لادن جانب أساسي للقضاء على القاعدة نهائيا، فهو ليس رمزا فقط، بل هو أيضا قائد لمنظمة تخطط لهجمات على مصالح أمريكية». وتحدث أوباما، خلال هذه المقابلة، أيضا عن الأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت من الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث قال إن عمله كرئيس سيكون التأكد من أن الإدارة تعيد بناء الثقة في الأسواق المالية في صفوف المستهلكين والشركات، مشددا على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لإنعاش الاقتصاد وضرورة إنفاق الأموال لتحفيز الاقتصاد». إلى حد الآن، ما زال أوباما متمسكا بالوعود التي قطعها على نفسه خلال الحملة الانتخابية، وما زال مؤمنا بأنه سيقطع مع سياسة بوش، خاصة الخارجية منها، التي أوصلت سمعة وصورة الولاياتالمتحدةالأمريكية عبر العالم إلى الحضيض. ولأن صاحب كتاب «جرأة الأمل» يعلم جيدا مدى أهمية السمعة والمصداقية من أجل عالم أكثر أمانا، فقد قال في كتابه: «في بعض الأحيان كانت السياسة الخارجية الأمريكية ذات بعد نظر، وكانت تخدم مصالحنا الوطنية وقيمنا ومصالح الشعوب الأخرى. وفي أحيان أخرى، كانت السياسة الأمريكية مضللة ومبنية على افتراضات خاطئة تتجاهل التطلعات المشروعة للشعوب الأخرى. هذه السياسات تقوض مصداقيتنا وتجعل من العالم مكانا أكثر خطورة».