نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية على موقعها الالكتروني مؤخرا ملفا كاملا عن معتقل غوانتانامو الأميركي في خليج كوبا تضمن عدد وأسماء وجنسيات المعتقلين الذين تم نقل مسؤولياتهم إلى حكوماتهم والذين ما زالوا يقبعون بداخله. "" وتضمن الملف تفاصيل عن 779 معتقلا ألقت القوات الأميركية القبض عليهم في مختلف بقاع العالم منذ يناير2002. وقالت الصحيفة إنه بالرغم من رفض وزارة الدفاع الأميركية نشر لائحة بأسماء المعتقلين في غوانتانامو، إلا أن الصحيفة تمكنت وباستخدام قواعد بيانات مختلفة ووثائق حكومية من جمع هذه الأسماء ونشرها. وأوضحت الصحيفة أن الإدارة الأميركية سلمت ما لا يقل عن 520 من هؤلاء المعتقلين إلى حكومات بلدانهم، فيما يقبع حوالي 250 معتقلا في غوانتانامو لحد الآن. وقالت الصحيفة إن خمسة معتقلين توفوا في المعتقل خلال عامي 2006 و2007. المعتقلون العرب في غوانتانامو وبناء على المعلومات التي جمعتها الصحيفة، فإن 393 معتقلا من مجموع المعتقلين الكلي هم من جنسيات عربية. واحتل مواطنو المملكة العربية السعودية المركز الأول في عدد المعتقلين العرب في غوانتانامو، حيث بلغ عددهم 139، سلمت الولاياتالمتحدة 114 منهم إلى السلطات السعودية. وجاء اليمن في المركز الثاني ب111 معتقلا، سلمت الولاياتالمتحدة 12 منهم فقط إلى حكومة صنعاء، تلته الجزائر ب26 معتقلا تسلمت حكومتها تسعة منهم. وجاء في المركز الرابع المغرب ب15 معتقلا تسلمت سلطات الرباط 13 منهم. بينما جاءت الكويت والسودان وتونس في المركز الخامس ب15 معتقلا لكل منها. ويشار إلى أن الحكومة الأميركية سلمت الدول العربية 197 سجينا من جنسيات عربية وما زالت تعتقل 196 سجينا في غوانتانامو. وعالميا، احتلت أفغانستان المركز الأول ب222 معتقلا سلمت الولاياتالمتحدة سلطات كابل 192 منهم، جاءت بعدها باكستان ب70 معتقلا سلمت الولاياتالمتحدة 64 منهم على الأقل إلى إسلام أباد. ويولي مستشارو الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما، الذي عبر مرارا عن عزمه إغلاق المعتقل، أولوية كبيرة للمسألة. "فصل محزن في التاريخ الأميركي" وقالت مجلة نيوزويك الأميركية مؤخرا إن فريق أوباما الانتقالي يعمل على خطة تهدف إلى إغلاق المعتقل وقد تتطلب تشكيل نظام قضائي جديد قد يثير جدلا واسعا، مما يدل على جدية الرئيس المنتخب بالإيفاء بوعوده، وفقا للمجلة. وكان أوباما قد وصف المعتقل إبان حملته الانتخابية ب"الفصل المحزن في التاريخ الأميركي" مؤكدا أن النظام القضائي الأميركي مؤهل لمحاكمة هؤلاء المعتقلين بيد أنه لم يدل بأي تفاصيل حول ما يخطط لعمله بعد إغلاق المعسكر. وسيتم وفق الخطة التي يعدها مستشارو أوباما، إطلاق سراح بعض المعتقلين فيما يقدم الآخرون للمحاكمة في الولاياتالمتحدة. ونقلت المجلة عن مصادر ذات صلة بالنقاش الدائر طلبت عدم الكشف عن أسمائها أن المعتقلين الذين تتعلق قضاياهم بمعلومات حساسة وبالغة السرية قد يقدمون لمحاكم شكلت خصيصا للتعامل مع القضايا التي تتعلق بالأمن القومي. وتشكل هذه الخطوة التي يزمع أوباما اتخاذها تحولا كبيرا عن سياسة إدارة الرئيس بوش التي أنشأت محاكم عسكرية لمقاضاة المعتقلين في القاعدة البحرية الأميركية في كوبا وعارضت بشدة ترحيل هؤلاء المعتقلين إلى الولاياتالمتحدة.