أعلن مصدر في البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيوقع اليوم الخميس مرسومًا يقضى بإغلاق سجن غوانتانامو الذي يعتبر رمزًا للإفراط من قبل إدارة جورج بوش في (الحرب على الإرهاب). "" وقال المصدر نفسه الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن الرئيس الجديد وعد خلال حملته الانتخابية بإغلاق السجن المقام في قاعدة غوانتانامو البحرية (كوبا) وسوف ينفذ ما وعد به بعد يومين على تسمله السلطة. وكان قد جاء في مشروع مرسوم رئاسي الأربعاء أن إدارة الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما تنوي إقفال سجن غوانتانامو خلال عام. وجاء في مشروع المرسوم الذي نشره على موقع الكتروني إتحاد الحريات المدنية الأميركية وتناولته وسائل الإعلام، أن سجن غوانتانامو (سيقفل في أقرب وقت ممكن وعلى أبعد حد خلال عام بعد نشر هذا المرسوم). وتنص المسودة أيضًا على ضرورة أن يراجع المدعي العام حالات المعتقلين ليقرر فيما اذا سيقرر إطلاق سراح المعتقلين أو إرسالهم الى بلدانهم أو تقديمهم للمحاكمة في محكمة مدنية إميركية. وكان قاضيان قد وافقا على تعليق المحاكمات في غوانتانامو لمدة120 يومًا بناء على طلب أوباما. وتقول وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها بحاجة إلى الوقت من أجل إجراء مراجعة شاملة للآلية القضائية للمحاكمات التي تجري في جوانتانامو. ولا يزال المعسكر يضم حوالى 250 نزيلاً، وقد عارض بعضهم تأجيل المحاكمات. ومع تعليق المحاكمات تبقى مشكلة أساسية على إدارة أوباما التعامل معها: من من السجناء يطلق سراحهم ومن منهم يقدم للمحاكمة ؟ ويقول ان بعض المتهمين ادعوا انهم تعرضوا للتعذيب مما سيؤثر على كيفية النظر الى اعترافاتهم. وكان الرئيس الاميركي ووزير دفاعه، روبرت غيتس، قد أصدرا أمر تعليق المحاكمات المذكورة والذي سيقدم الى هيئة الادعاء العسكرية الاميركية. وقد يشمل هذا الأمر 21 قضية من بينها خمس قضايا كان من المتوقع ان يمثل اصحابها امام المحكمة العسكرية بتهم التخطيط لهجمات 11 شتنبر 2001 الا ان الطلب الذي تقدمت به الادارة ينص على تأجيل هذه المحاكمات لمدة 120 يومًا وذلك لمصلحة العدالة، حسبما اشارت الحكومة الاميركية. يذكر ان اوباما كان قد تعهد مرارًا بإغلاق معتقل غوانتانامو حيث يحتجز نحو 250 شخصًا يشتبه في علاقتهم بقضايا ارهابية. وعلى الرغم من ان القرار المذكور يوقف الدعاوى إلى أواخر شهر مايو/ أيار المقبل، فإن محامي الدفاع ينظرون اليه على انه يمثل نهاية المحاكم العسكرية في معتقل غوانتانامو. ويقع معتقل غوانتانامو في خليج غوانتانامو وهو سجن سيء السمعة، بدأت السلطات الأميركية بإستعماله في سنة 2002، وذلك لسجن من تشتبه في كونهم إرهابيين، ويعتبر السجن سلطة مطلقة لوجوده خارج الحدود الأميركية، و ذلك في أقصى جنوبشرقكوبا، و تبعد 90 ميل عن فلوريدا، ولا ينطبق عليه أي من قوانين حقوق الإنسان. في 23 فبراير 1903، قامت كوبا ممثلة برئيسها طوماس بتأجير الولاياتالمتحدة الأميركية قاعدة غوانتانامو بمقابل 2000 دولار أميركي، في عهد الرئيس ثيودور روزفلت، كان ذلك إمتنانًا من الرئيس الكوبي للمساعدة التي قدمها الأميركيون لتحرير كوبا. أحتج الثوار الوطنيون على ذلك القرار، و على إثر ذلك لم تقم كوبا بصرف الشيكات إعتراضًا على قرار الإيجار. وعلى الرغم من ذلك ترسل الولاياتالمتحدة الأميركية شيكًا بقيمة 2000 دولار سنويًا إلى حكومة كوبا. في أزمة صواريخ كوبا في أكتوبر عام 1968 لغم فيديل كاسترو القاعدة لمحاولة إجلاء الأميركيين، لكن الرئيس جون كندي رفض التدخل في القاعدة و أكد حقه في استئجارها. أنقر هنا لمشاهدة فيلم "الطريق إلى غوانتانامو"