وجد «ديك تشيني» نائب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش نفسه وحيدا إثر انقلاب مسؤولين كبار في الحزب الجمهوري عليه، عقب هجومه على الرئيس باراك أوباما حول الأمن القومي.وأعرب وزير خارجية الولاياتالمتحدة السابق «كولن باول» عن تأييده القرار الذي اتخذه الرئيس باراك أوباما بإغلاق معتقل غوانتانامو. وكان تشيني أعلن الأسبوع الماضي أن أمريكا أصبحت أقل أمنا بسبب ما يسمى الإرهاب بعد أن قرر أوباما التخلي عن أساليب التحقيق العنيفة وإغلاق معتقل غوانتانامو. وأشارت صحيفة «صنداي تلغراف» إلى أنه بمجرد أن أنهى «تشيني» حديثه على الإذاعة والتلفزيون، علت أصوات من اليمين لتحدي دفاع «تشيني» عن إرث حقبة بوش. فقد قال «توم ريدج» المعين أثناء عهدة السابقة في إدارة الأمن القومي عقب هجوم 2001 على الولاياتالمتحدة، "نعم، إنني لا أتفق مع «تشيني»". وحتى «جون ماكين» الذي مني بهزيمة ساحقة على يد أوباما، رفض تأييده لأساليب «تشيني» في التحقيق التي أدانها الصليب الأحمر واعتبرها ضربا من التعذيب. وقال ماكين "عندما يكون لديك 70% من الأمريكيين يرفضون التعذيب، فإن ذلك لا يساعد نائب الرئيس للخروج والمضي في تبنيه هذا الموقف". غير أن «ديفد وينستون» الإستراتيجي البارز الذي يشرف على الاستطلاعات ويعمل عن قرب مع القيادة الجمهورية، قال إن "«تشيني» حقق الكثير من المصداقية، ووضع أوباما في موقف الدفاع". وأعرب وزير خارجية الولاياتالمتحدة السابق «كولن باول» عن تأييده القرار الذي اتخذه الرئيس باراك أوباما بإغلاق معتقل غوانتانامو. وتعليقا على الانتقادات التي وجَّهها نائب الرئيس السابق «ديك تشيني» لذلك القرار قال «باول» خلال حوار أجراه معه تلفزيون CBS:"شعرت على مدى السنوات الست الماضية بأنه ينبغي إغلاق معتقل غوانتانامو، وقد طالبت بذلك، وقدَّمت الأسباب التي تدعو إلى ذلك للرئيس بوش. والسيد «تشيني» لا يختلف فقط مع سياسة الرئيس أوباما ولكنه يختلف أيضا مع سياسة الرئيس بوش. فقد قال الرئيس بوش مرارا على المستويين المحلي والدولي إنه يريد إغلاق ذلك المعتقل". وقال «باول» إن معتقل غوانتانامو أساء إلى سمعة الولاياتالمتحدة في مختلف أنحاء العالم. وأضاف "لقد سبّب لنا معتقل غوانتانامو العديد من المتاعب في مختلف أنحاء العالم. وقد قال «تشيني» قبل بضعة أيام إننا نريد إغلاق المعتقل إرضاء للمثقفين الأوروبيين أو شيئا من هذا القبيل. كلا، إننا نقوم بذلك لنؤكد للأوروبيين والمسلمين والعرب وجميع الناس في بقية أنحاء العالم بأننا أمة تحترم القانون". وقال «باول» إن الفترة التي أعقبت هجمات سبتمبر خلقت مُناخا جعل بعض الناس يتقبلون اللجوء إلى ذلك النوع من أساليب التحقيق، غير أنه أوضح أن الوضع الراهن يتطلب العودة إلى القيم الإنسانية التي تتميز بها الولاياتالمتحدة. وأكد الأدميرال «مايكل مولن» رئيس هيئة الأركان المشتركة مجددا تأييده لفكرة إغلاق معتقل غوانتانمو. وقال خلال حوار أجراه معه تلفزيون ABC: "لقد طالبت منذ مدة بإغلاق المعتقل. وقد اتخذ الرئيس أوباما في وقت مبكر بعد تنصيبه قرارا بإغلاقه بحلول جانفي المقبل، ونحن نبذل جهدا كبيرا لتنفيذ القرار في ذلك الموعد". وحذر الأدميرال «مولن» من أن بقاء معتقل غوانتانامو يمثل رمزا يستغله تنظيم القاعدة لتأجيج مشاعر العداء للولايات المتحدة واستقطاب مزيد من الإرهابيين المعادين لها. في سياق متصل قال رئيس الوزراء الايطالي «سيلفيو برلسكوني» ان بلاده مستعدة لاستقبال عدد من نزلاء جوانتانامو لمساعدة الولاياتالمتحدة ولكنه أضاف انه سيتحرك بالاتفاق مع بقية دول الاتحاد الأوروبي. وأضاف في مقابلة مع شبكة سي.ان.ان "علينا أن نرى ما ستفعله الدول الأوروبية الأخرى. إذا كان بوسعنا أن نقدم معروفا للشعب الأمريكي والحكومة الأمريكية فسنفعل بكل تأكيد". وفي الأسبوع الماضي وجه مجلس الشيوخ الأمريكي ضربة لخطط الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرامية لإغلاق السجن برفض منحه 80 مليون دولار طلبها لتمويل ذلك. ويقر معظم الديمقراطيين بضرورة إغلاق السجن ولكنهم يطلبون خطة أكثر تفصيلا عن مصير 240 سجينا محتجزين هناك للاشتباه في صلتهم بما يسمى ب"الإرهاب". وتريد الولاياتالمتحدة نقل بعض السجناء لدول أخرى. وقال «برلسكوني» في الحديث الذي سجل يوم السبت انه ينبغي مساعدة الولاياتالمتحدة فيما يتعلق بغوانتانامو لأنه "لا يمكننا أن نعتقد أنهم وحدهم (الولاياتالمتحدة) يحاربون من اجلنا جميعا" حسبما جاء في نص مكتوب وزعه مكتب «برلسكوني» الاثنين (25 ماي 2009). وتحدث أوباما الأسبوع الماضي عن وجهة نظره المؤيدة لإغلاق السجن قائلا انه يحاول إزالة "فوضى" قانونية ورثها من الرئيس السابق جورج بوش الذي فتح المنشأة عام 2002 لاحتجاز متشددين مشتبه بهم القي القبض عليهم خلال حرب الولاياتالمتحدة ضد الإرهاب