تثير فكرة استقبال معتقلي غوانتانامو، الذي تعهد الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما ، باغلاقه, الحذر والتحفظ في اغلب الدول الاوروبية ، بل ان بعضها استبعد مسبقا استقبال مثل هؤلاء المعتقلين. وطرح هذا الاحتمال مجددا، في بداية دجنبر، من قبل وزير الخارجية البرتغالي، لويس امادو، الذي اعلن ان بلاده على استعداد لاستقبال معتقلين من غوانتانامو المخصص لمساجين يشتبه بعلاقتهم ب«القاعدة» او «طالبان». وقال امادو ""حرصا على التناغم ، علينا ان نصدر اشارة واضحة بشأن رغبتنا في مساعدة حكومة الولاياتالمتحدة على حل هذه المشكلة ، خصوصا من خلال استقبال معتقلين"". ودعت منظمة العفو الدولية دول الاتحاد الاوروبي، الى اتباع ""المثل الشجاع"" للبرتغال باستقبال معتقلي سجن غوانتانامو ، الذي يضم نحو250 سجينا ، و مر به800 معتقل منذ افتتاحه في يناير2002 . واشاد المتحدث باسم الخارجية الاميركية ، شون ماكورماك ، ""بالموقف الجديد للدول الاوروبية وللاتحاد الاوروبي"" كما اشادت وزيرة الخارجية الاميركية ، كوندوليزا رايس ، بمبادرة امادو. وأشادت اغلب البلدان الاوروبية بوعد الولاياتالمتحدة بغلق غوانتانامو ، لكنها اظهرت الكثير من التحفظ بشأن استقبال معتقلين. وقال اريك شوفاليي، المتحدث باسم وزير الخارجية الفرنسي ، برنار كوشنير، لوكالة فرانس برس، ""نعتقد ان هذا الامر يجب ان يكون موضع تشاور بين الاوروبيين (..) ومن الطبيعي ان يكون الجواب موضع نقاش وتشاور بين الاوروبيين"". و قالت الحكومة الالمانية انه يمكنها التفكير في استقبال معتقلين من غوانتانامو، ولكن فقط بعد رحيل الرئيس الاميركي ، جورج بوش ، يوم 20 يناير 2009 ، وفي اطار تحرك يجري التشاور بشأنه مع باقي الدول الاوروبية. اما بريطانيا ، التي استقبلت تسعة من مواطنيها ، واربعة من المقيمين فيها كان تم اعتقالهم بغوانتانامو, فقد اكدت انه لم يتم اتخاذ قرار رسمي, موضحة ان استقبال معتقلين ، سيتم ""بحثه حالة بحالة"". وقال وزير الخارجية الاسباني ، ميغيل انخيل موراتينوس ، من جهته ، ان ""اسبانيا ستبحث الامر (..) غير انه حاليا ليس هناك اي جواب نقدمه لانه يجب اولا معرفة هوية والحقوق القانونية"" للمعتقلين. واعلنت دول اخرى رفضها استقبال معتقلي غوانتانامو. وقال متحدث باسم الخارجية الهولندية لوكالة فرانس برس، ان ""هولندا لن تستقبل معتقلي غوانتانامو"". واضاف ""اذا لم يكن من الممكن محاكمتهم، ولا يمكنهم العودة الى بلدانهم ، فان ذلك من مسؤولية البلد الذي اوقفهم ووضعهم في السجن"". وتشاطر السويدهولندا هذا الموقف. وقالت المتحدثة باسم الخارجية السويدية مريم مانبرو، ""ان الولاياتالمتحدة تتحمل مسؤولية سجنائها"", موضحة ان بلادها لم تتلق اي طلب رسمي بهذا الشأن من واشنطن. كما رفضت الدنمارك استقبال معتقلي غوانتانامو ، حسب وكالة الانباء الوطنية الدنماركية. واصبح معتقل غوانتانامو، وهو سجن يقع في قاعدة اميركية بكوبا ،خصص لمشتبه بعلاقتهم ب«القاعدة » و«طالبان», رمزا لتجاوزات ""الحرب على الارهاب"" التي اطلقها بوش اثر اعتداءات11 شتنبر2001 .