أجرى مسؤولان اوروبيان رفيعا المستوى محادثات في واشنطن ، حول امكانية نقل عدد من المعتقلين في قاعدة غوانتانامو الاميركية الى اوروبا, مع قرار الادارة الاميركية اغلاق هذا المعتقل بحلول نهاية العام الحالي. وشدد المفوض الاوروبي للشؤون القضائية ، جاك بارو، ووزير الداخلية التشيكي ، ايفان لانغر، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي ، بعد الاجتماع مع مسؤولين اميركيين كبار، بينهم المدعي العام اريك هولدر, على انهما اتيا للاصغاء وليس للاتخاذ القرار بشأن احتمال نقل معتقلين في السجن الذي يثير جدلا. واوضح المسؤولان الاوروبيان انهما عرضا لائحة من الاسئلة على محادثيهم وينتظران اجوبة. وقال لانغر للصحافيين بعد الاجتماع ""لدينا تفويض للحصول على معلومات ، وليس للتفاوض"" ، مضيفا ""انها مشكلة اميركية ، وسرعة العملية في ايدي الاميركيين"". وقال بارو ان الدول الاوروبية ستنتظر اجوبة واشنطن حول كيفية تحركها لتجنب تكرار تجربة غوانتانامو المؤلمة مع انتظار المعتقلين سنوات طويلة من دون توجيه اي تهمة اليهم وسط اتهامات بتعرضهم لسوء المعاملة واساليب استجواب شديدة. واوضح ان اي اتفاق بهذا الشأن يجب ان يرسي ""المبادئ التي تحكم سياسية مكافحة الارهاب ، ويوضح تبدل الموقف الاميركي"" بشأن الاعتقال والاستجواب. وقال بارو للصحافيين، ""كل دولة اوروبية حرة في ان تقرر ما اذا كانت تريد استقبال معتقلين من غوانتانامو ام لا""، مضيفا ان وضع مئات المعتقلين في قاعدة باغرام الجوية في افغانستان ، طرح ايضا. وقد تم البت بوضع60 معتقلا حتى الان للافراج عنهم ، وشملت المحادثات كيف يمكن لدول في الاتحاد الاوروبي استقبال عدد منهم. واعربت دول قليلة في الاتحاد الاوروبي هي ، فرنسا وايطاليا واسبانيا والبرتغال ، عن استعدادها المحتمل لاستقبال معتقلين من غوانتانامو في ظل شروط صارمة جدا. وبما ان فضاء شينغن ازال كل الحدود بين الدول المعنية, يحرص الاتحاد الاوروبي على ان تتمكن كل الدول الاوروبية ، حتى تلك التي تعارض استقبال معتقلين سابقين على اراضيها ، من الاطلاع على الوضع المحدد لكل واحد من هؤلاء المعتقلين. والتقى المسؤولان وزيرة الامن الداخلي الاميركية ، جانيت نابوليتانو، فضلا عن مستشارين للرئيس الاميركي باراك اوباما في البيت الابيض. وقد وقع الرئيس الاميركي ، يوم22 يناير الماضي مرسوما ينص على اغلاق غوانتانامو في غضون عام ، وتنكب الحكومة الاميركية حاليا على مراجعة ملفات كل واحد من المعتقلين الحاليين البالغ عددهم245 . وترفض الولاياتالمتحدة ارسال بعض المعتقلين ، الذين سيفرج عنهم ، الى دولهم الاصلية ، حيث قد يتعرضون لسوء المعاملة. وترغب ادارة اوباما تاليا ان تجد لهم بلدا اخر يستقبلهم بعد اعتقالهم لمدة سبع سنوات احيانا من دون سبب. لكن المهمة شاقة ، خصوصا وان الرئيس الاميركي السابق ، جورج دبليسو بوش ، وصف معتقلي غواناتانامو بانهم من اخطر الارهابيين. واكثر هذه الحالات رمزية تتعلق ب17 معتقلا من اقلية الايغور المسلمة الصينية الذين ترفض الولاياتالمتحدة تسليمهم الى الصين ، حيث يتعرضون للاضطهاد. لكن الدول الاخرى تتردد في استقبالهم حتى لا تثير غضب بكين. ولا يزالون في السجن رغم صدور قرار باطلاق سراحهم منذ2003 .