بعد أن ضربت الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات حصارا قويا على الرياضيين، بدأت المنشطات البديلة تسترعي اهتمام الباحثين عن نجومية مدعمة من الطبيعة، وغالبا ما يتدخل الطب التقليدي والشعبي ليفرزا موادا من شأنها المساهمة في تنشيط الجسم وآليات اشتغاله بالرغم من مضاعفات هذا النزوح نحو الأعشاب. والتي تصنع من مشتقات مواد مخدرة، وكلما ارتفعت الأصوات المنددة بالمنشطات الطبية إلا وازداد الإقبال على المنشطات التقليدية. في منتصف شهر أكتوبر 2005 وتحديدا، خلال المباراة التي جمعت الرجاء البيضاوي بالنجم الساحلي في إياب دور ربع النهائي من مسابقة عصبة أبطال إفريقيا، كشفت الفحوصات تناول لاعب الرجاء عبد الواحد عبد الصمد جرعات من مخدر الشيرة محشوة بما يعرف بالمعجون، وهو ما يمنح الجسم نشاطا بديلا ويؤجل الشعور بالتعب. بعد هذه الواقعة أخضع الجهاز الطبي للرجاء كل لاعبيه للفحص فتبين أن عددا آخر من اللاعبين يتناولون منشطات عبر تدخين الشيشة أو المعجون، ووصلت العدوى إلى المنتخب الأولمبي المغربي الذي ظهرت على بعض لاعبيه أعراض المنشطات التقليدية. وأصدرت الجامعة في عهد فتحي جمال قرارا بتوقيف خمسة لاعبين كشف مختبر التحليلات الطبية للدرك الملكي بتمارة تعاطيهم للمنشطات، من خلال مادة المعجون، ويتعلق الأمر بكل عبد الرحمان المساسي، وهشام العمراني وزكرياء الجوهري، وياسين زوشو وحمد عطا، قبل أن تتراجع عن قرارها. واختار آخرون مشروب «ريد بول» الطاقي أو بقايا الماريخوانا والكالا وغيرها من المواد التي لا توجد ضمن قائمة الممنوعات من طرف الوكالة الدولية للمنشطات، وهناك من اللاعبين من يتناولون حبوب الهلوسة. ولأن الدوري المغربي خاصة البطولة الاحترافية لا تخضع لنظام المراقبة من تعاطي المنشطات فإن هذا التساهل يشجع على الارتماء في حضنها، بل إن كثيرا من مسؤولي الفرق يوزعون مشروب ريد بول على اللاعبين قبيل المباريات، لغياب المراقبة ولعدم توفر المغرب على مختبر معتمد لفحص عينات البول. وهناك لاعبون برعوا في اكتشاف وصفات منشطة بديلة أشهرها خلطة تحضر بالزنجبيل والفلفل الأسود والقرنفل والمستكة وبذر الفجل، حيث تخلط مع عسل أبيض وتوضع على النار حتى تنضج، يؤخذ منها ملعقة صغيرة، لكنها حسب مصدرنا، منشطات جنسية أكثر منها رياضية. ويفضل كثير من الرياضيين التسوق من أسواق القارة السمراء، ففي إفريقيا تنشط تجارة المنشطات البديلة، التي لا توجد ضمن قائمة المواد المحظورة، كجلود التماسيح والنباتات البرية والبهارات وأصداف البحر وغيرها من المواد التي لا تكشف عنها المختبرات. وهناك مواد لا تكتفي بضخ حيوية في الجسد بل في «جلب الحظ وحماية النفس من الأشرار»، بينما لا توجد لحد الآن مواد تضعف الخصوم. شكك المحللون الرياضيون في إنجازات الصين خلال أولمبياد لندن، فقبل 16 سنة لم يكن هذا البلد قادرا على التنافس على المراتب الأولى بالرغم من عدد سكانه، حيث ظل الصراع حبيس الروس والأمريكيين، لكن أمام دهشة الجميع بدأ موسم الحصاد وتبين أن القوة الصينية قادمة إلى الملاعب الرياضية. شكك الأمريكيون في القوة الخارقة لأبطال الصينيين، وقال المدرب الأميركي جون ليونارد والمدير التنفيذي للاتحاد العالمي لمدربي السباحة إن أداء الصينية يي شيوين في سباق ال400 متر، وحصولها على الذهبية، كان «خارقا ومثيرا للقلق»، مضيفا أن أداء يي ذكره بسباحات جمهورية ألمانيا الديمقراطية في ثمانينيات القرن الماضي الذي ثبت لاحقا تناولهن المنشطات بشكل ممنهج، رغم ذلك خضعت السباحة للفحص في لندن ولم يتم اكتشاف أي عينات من منشطات في دماء الصينية شيوين خلال الاختبار الذي خضعت له في إجراء روتيني بعد الفوز بالذهبية، ولم يتم الكشف عن أي حالات منشطات ضد أي لاعب صيني فائز بميدالية في «لندن 2012» أو خلال الدورة السابقة أيضا، وهذا يدفع البعض إلى إطلاق قصص حول استخدام الصين أنواع من المنشطات غير المعروفة، والمصنوعة من الأعشاب الطبيعية مثلا ولا يمكن اكتشافها بواسطة الاختبارات التقليدية، بينما يكذب المسؤولون هذه الرواية ويؤكدون على أن المنشط الأول هو التكوين القاعدي. «ويبدأ هذا مع اكتشاف الأطفال الموهوبين وخضوعهم لتدريبات شاقة جدا وأحيانا يصل الأمر إلى قيام مدربيهم بتعنيفهم بالضرب لكي يتقنوا الحركة المطلوب تنفيذها دون أي أخطاء، وبالتالي تكون النتيجة النهائية نجاح منقطع النظير في الأولمبياد».