اشادت الصحف الرسمية الصادرة اليوم الاثنين ب"الروح الاولمبية" للصين رغم تنازل بلد المليار نسمة عن العرش الاولمبي لمصلحة الولاياتالمتحدة التي انهت اولمبياد لندن 2012 في الصدارة. وكانت الصين حسمت صدارة النسخة الاخيرة عام 2008 في عاصمتها بكين لمصلحتها برصيد 51 ذهبية من اصل 302 وزعت, و21 فضية و28 برونزية, وجاءت الولاياتالمتحدة ثانية ولها 36 ذهبية و38 فضية و36 برونزية, وروسيا ثالثة ولها 23 ذهبية و21 فضية و28 برونزية. اما في نسخة ,2012 فحلت الولاياتالمتحدة اولى برصيد 46 ذهبية و29 فضية و29 برونزية, مقابل 38 ذهبية للصين و27 فضية و22 برونزية, في حين سجلت بريطانيا الدولة المضيفة افضل انجاز لها في تاريخ الالعاب بحلولها ثالثة جامعة 29 ذهبية و17 فضية و19 برونزية. ورغم التراجع امام الغريم السياسي والاقتصادي والرياضي, اشادت صحيفة "دايلي" الواسعة الانتشار بما حققه الرياضيون الصينيون في لندن ونشرت في صفحتها الاولى رسالة تهنئة من مجلس الامة اشار فيها الاخير الى ان مجموع الميداليات الذي حصلت عليه بلاده "اظهر روحية الشعب الصيني". وحثت الرسالة الرياضيين الصينيين على "مواصلة تطوير مستواهم التنافسي من اجل بناء قوى رياضية عظمى". اما بعض الصحف الاخرى فلم تركز كثيرا على الطموح المستقبلي للصين وتبنت موقف رئيس البعثة الى لندن بينغ ليو الذي قال بان النتيجة كانت "مرضية" واشاد بالرياضيين الذين اظهروا القيم الاولمبية التي تتمحور حول الروح الرياضية والتصرف الرياضي. وكتبت صحيفة "غلوبال تايمز دايلي":" معظم الصينيين لا يشعرون بالخيبة من النتيجة...القليل من الصينيين يشجعون فكرة الفوز بالميداليات الذهبية باي ثمن كان", مشيرة الى "ان الرحلة اهم بكثير من الوجهة" وذلك وسط المخاوف من ان القيمين على الرياضة في البلد يضعون الرياضيين تحت ضغط هائل طمعا بالذهب الاولمبي. وعلى موقع سينا ويبو, "النسخة الصينية" من موقع تويتر للتواصل الاجتماعي, كان التفاؤل سيد الموقف حيث كتب "عمل رائع!" و"38 ميدالية ليست بالنتيجة السيئة بتاتا", لكن بعض مستخدمي الموقع ركزوا على مسألة التحكيم الذي حرم, وبحسب رأيهم, بلادهم من عدد من الميداليات, وتساءل احدهم: "هل كانت هذه الالعاب الاولمبية الاكثر اخطاء من الناحية التحكيمية?". واعتبر مستخدمو الانترنت ان لاعبة الجمباز ييبينغ شين قد حرمت من الذهبية بسبب تحيز الحكام, كما انتقد العديد منهم التغطية الاعلامية الغربية السلبية تجاه الرياضيين الصينيين, خصوصا في ما يتعلق بالسباحة شيوين يي التي توجت بذهبية 400 م متنوعة رغم انها لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها, ما دفع بعض المحللين الى التشكيك بتناولها المنشطات, وبينهم مذيعة هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" كلير بالدينغ التي تعرضت لحملة عنيفة اثر سؤال طرحته حول قدرة شيوين يي على تحسين وقتها خمس ثوان في سباق 400 م متنوعة, اذ اعتبر البعض انها كانت تلمح الى تناول السباحة منشطات. وكانت شيوين يي حطمت الرقم القياسي العالمي لسباق 400 م متنوعة في طريقها الى احراز الذهبية عندما سجلت 43ر28ر4 دقائق ماحية الرقم السابق المسجل باسم الاسترالية ستيفاني رايس ومقداره 45ر29ر4 د. وسألت بالدينغ بطل العالم السابق في الحوض الصغير مارك فوستر داخل الاستوديو التحليلي: "كم سؤالا سيطرح حول طريقة سباحتها بهذه السرعة لاول مرة في حياتها?", ما حتم ردود فعل عنيفة على مدونة "تويتر"الى حد طالب البعض باقالتها من وظيفتها. واذهلت شيوين المراقبين في المسبح الاولمبي عندما قطعت اخر 50 م حرة من سباقها بزمن 93ر28 ثانية اي اسرع من الاميركي راين لوكتي بطل المسابقة لدى الرجال (10ر29 ث), واقل بخمس ثوان من رقمها القياسي الشخصي. وضربت فضائح منشطات سابقا الفريق الصيني للسباحة, اذ تبين ان سباحة اخرى تبلغ السادسة عشرة اثبت تعاطيها مواد ممنوعة, بيد ان فوستر استبعد تنشط شيوين يي: "لقد قلصت وقتها خمس ثوان, يجب ان نتذكر انها بعمر السادسة عشرة وعندما تكون صغيرا تحقق ارقاما كبيرة". وعلق لوكتي على رقم شيوين يي: "تحدثنا كلنا عن هذا الموضوع في العشاء. انه امر مؤثر. هي سيدة وسريعة جدا... لو كانت في السباق معي لهزمتني ربما". وركز بعض مستخدمي "سينا ويبو" على القرارات التي اثارت جدلا واسعا, وكتب احدهم: "الاحداث المثيرة للجدل خلال الالعاب الاولمبية كانت مخيبة جدا, امل ان تكون ادارة الدورة المقبلة افضل بكثير". اما البعض الاخر, فبدأ التفكير باولمبياد ريو دي جانيرو ,2016 وكتب احد المستخدمين: "الصين ستقدم اداء افضل في المستقبل. كلما كان عدد الميداليات اكبر كلما كان ذلك افضل".