في وسط العاصمة الجزائرية يصادفك مخيم للاجئين السوريين في الهواء «غير الطلق».. مواطنون جزائريون يتحلقون حول عائلات سورية هربت من جحيم نار ودخان بلد بشار جديد «يبشّر» قومه بالقنابل و«يستأسد» على أطفال عُزّل.. في حديقة عمومية في قلب «عاصمة المليون شهيد» يتجمع لاجئون سوريون فضّلوا الحديقة على المخيم الذي أعدّته السلطات الجزائرية لاحتواء الإقبال السوري على الجزائر. لماذا يقبل السوريون على الجزائر رغم بعد التاريخ والجغرافيا؟ لماذا يرفض اللاجئون الإقامة في مخيم محروس؟ لماذا تتعامل السلطات الجزائرية مع القادمين من الشام كضيوف ثقلاء؟.. وعشرات علامات الاستفهام التي تحول الحسابات السياسية إلى نواقض الخير والإحسان. من المفارقات الغريبة أن يختار اللاجئون السوريون، عن غير قصد، فضاء لإقامتهم اسما له ارتباط بالمدينة المصرية الباسلة، هنا في ساحة «بورسعيد» وسط العاصمة الجزائرية، غير بعيد عن كورنيش شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وتحديدا قبالة المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، يمكنك أن تستنشق رائحة تاريخ نضال رموز المكان، بورسعيد المدينة المناضلة التي صدّت العدوان الإسرائلي وشكلت الدرع الواقية لمصر، والمسرح الوطني، الذي كانت خشبته مكانا لتعليم النشء الجزائري مبادئ النضال ضد المستعمر الفرنسي، عبر المسرح ورسائله، التي تُغْني عن خطب المقاومين، هنا يمكنك أن «تتفرج» على معاناة الشعوب مع حكامها.. يقضي سوريون هاربون من نيران «الأسد» سحابة يومهم في هذه الحديقة، أغلبهم حلوا بالجزائر في مطلع شهر رمضان الكريم، نادرا ما تصادف شبابا من بين النازحين، فأغلبهم عبارة عن أسر اختارت أو بالأحرى أجبْرت على الفرار صوب الجزائر، الأطفال يرتعون في الحديقة، يلعبون دون أن يكون لهم علم بأسرار هذه الرحلة التي قادتهم إلى الجزائر. يقضون أوقاتهم في الركض دون اتجاه، أما الرجال والنساء فيفترشون «الكرطون» ويعرضون أنفسهم أمام المتحلقين حولهم، قلة منهم فقط تحاورك وتفتح معك قنوات النقاش، والسواد الأعظم يخشون الصور، خوفا على حياة ما تبقى من ذويهم في محرقة «الأسد» هناك في الشام البعيدة.. لكنْ، ليس كل اللاجئين هاربين من نيران بشار الدم، وليسوا كلهم مقيمين في العراء كما يبدو من الوهلة الأولى، فهناك فئة جاءت من سوريا حجزت لنفسها غرفا في فنادق مُصنَّفة وغير مصنفة قبالة ساحة بورسعيد، وفئة كانت تقيم أصلا في الجزائر تريد أن «تقتات» من اللجوء السياسي، بعد أن كانت تمارس مِهناً أخرى في ولايات الجزائر.. وقلة منهم تتسول نهارا أمام المساجد وتحوّل القضية إلى مصدر رزق، أما أغرب ما في لعبة النزوح فهو وجود سوريين بلا مواقف، على حد تعبير زميل صحافي جزائري: «أنا أسميهم شبّيحة بشار.. في شهر مارس الماضي كان بعضهم يجوبون شوارع العاصمة الجزائرية تضامنا مع الأسد ويُردّدون النشيد الوطني الجزائري، من بين هؤلاء كثير من الخونة».. أسباب النزول تعتبر الجزائر خامس وجهة يقصدها الهاربون من المحرقة السورية، بعد تركيا والعراق والأردن ولبنان، لكن الجزائر هي البلد الأول الذي لا تربطه حدود برية مع سوريا. ويرى كثير من اللاجئين أن التفكير في الوجهة المغاربية ناتج أولا عن عدم التضييق على أبناء الشام وانعدام نظام التأشيرة بين البلدين، بناء على اتفاقية مبَرمَة بينهما في سنة 2008، تجعل السفر من وإلى الجزائر مُيسَّرا دون إجراءات التأشيرة، إلا أنه وفي ظل تدفق اللاجئين قامت السلطات الجزائرية بتخفيض عدد الرحلات القادمة من دمشق إلى رحلة واحدة، بدل ثلاث رحلات كل أسبوع، بل إن إجراءات مرافقة قد دخلت حيّز التنفيذ منذ اندلاع الثورة في سوريا، للحد من المد السوري، حيث يُلزَم القادمون إلى الجزائر بالتوفر على بطاقة عودة وحجز مسبق لمكان إقامة.. في ظل هذا الوضع غيّر السوريون نقطة انطلاقهم وفضلوا السفر إلى هذا البلد في رحلات جوية من مطارات بيروت وعمان. ويواجه هؤلاء النازحون حاليا مشكلا يُؤرّقهم، حيث يفكرون في ما بعد انتهاء مدة الإقامة المحددة بثلاثة أشهر، إذ يتحول السوريون إلى مقيمين غير شرعيين، مما يجعلهم تحت الملاحقة القضائية والترحيل، لأن القانون الجزائري لا يسمح بتمديد فترة الإقامة إلا في حالة الحصول على عقود عمل، لهذا وجد الكثير من السوريين أنفسهم في مواجهة أزمات عدة. في ظل هذا الوضع، تفكر السلطات الجزائرية بجدية في تعديل اتفاقية 2008، لكنها تخشى أن يفهم بشار القرار فهماً آخر ويعتبرَه تراجعا عن الدعم الجزائري لنظامه، فآثر المنزلة بين المنزلتين. الموقف الرسمي من القضية يعيش النظام الجزائري موقفا حرِجاً بعد تنامي ظاهرة اللاجئين السوريين، لأن الموقف الرسمي من القضية السورية واضح: التأييد المطلق لبشار، وهو ما اعتبره كثير من الزملاء الصحافيين الذين يقضون سحابة يومهم في حديقة بورسعيد، «منافيا ومتناقضا مع مبادئنا وقيّمنا وانتماءاتنا المُستمَدّة من ديننا وتاريخنا ثورتنا المجيدة». ظهر موقف الجزائر الرسمي خلال آخر اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، حيث تحفظت على جملة في البيان الختامي تنص على «توجيه نداء للرئيس السوري للتنحي عن السلطة».. اعتبرت الخارجية الجزائرية ذلك «قرارا سياديا للشعب السوري»، وهو نفس الموقف الذي تبنّته العراق، التي استندت إلى مرجعية دينية شيعية في قرارها، على غرار إيران، لكن الجزائر سنية ولا مبر لها من وراء الدعم الذي وصفه زميلي الصحافي ب«المحتشم». في ظل هذا الموقف، ردد مراد مدلسي، وزير الخارجية الجزائرية، مقولته الشهيرة: «نحن مع مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية، ونعتبر المسألة مسألة سيادة». سألتُ لمحدّثي: لماذا لا تطبّق خارجيتكم نفس المبدأ في تعاملها مع ملف الصحراء المغربية؟ ولماذا تصرّ على الكيل بمكيالين؟!.. من سوريا إلى الجزائر حسب ما يُتداوَل في ساحة بورسعيد، فإن عدد السوريين الذين حلوا بالجزائر منذ اندلاع الثورة بلغ 25 ألف سوري، جاء أغلبهم إلى هذا البلد مرفوقين بأفراد عائلاتهم، وقلة منهم جاءت بشكل فردي، قبل أن ينتشروا في أرض الله الواسعة بحثا عن لقمة العيش. ولأن الكثيرين منهم ينتمون إلى الغجر السوري، الذين عرفوا بصناعة الأسنان وحفر الآبار والبيع بالتجوال وحتى التسول -إن اقتضى الحال- فإن النزوح أخذ منحى آخر. ربط الكثير من السوريين الاتصال عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمواطنيهم القاطنين في الجزائر، بحثا عن فرص شغل في هذا البلد، ونشر كثير من الشبان سيّرهم الذاتية على صفحات «منتدى السوريين المقيمين في الجزائر» بحثا عن كسرة خبز بعيدا عن دويّ القنابل وأصوات الكلاشنيكوف.. وبادرت جمعيات خيرية جزائرية إلى نشر إعلانات في الشارع العام، على جدران المساجد وفي بعض الصحف، من أجل التبرع المادي والعيني على السوريين الفارين من جحيم النظام. قال حسام، وهو شاب سوري نازح يجلس القرفصاء وهو يداعب طفلته الشقراء: «فضّلت الجزائر على تركيا والأردن لأنني أريد أن أعيش بعرق جبيني وأن أبحث عن عمل، أرفض حياة الملاجئ الحدودية التي تجعلك تقتات من مساعدات المنظمات الإنسانية، نريد حياة كريمة، فاليد العليا خير من اليد السفلى، يمكن أقبل بالوضع مؤقتا لكنني أفكر في الغد، سواء هنا في الجزائر أو في مسقط رأسي». مخاوف من تسرب إسرائيلي وشيعي تضيّق السلطات الجزائرية الخناق على اللاجئين، تنشر وسطهم مخبرين مُقنَّعين بقناع البر والإحسان، وتفسر هذا التوجس المبالَغ فيه بوجود اختراق إسرائيلي، «كثير من اللاجئين السوريين الذين دخلوا الجزائر هم جواسيس لصالح إسرائيل.. منهم من رفضوا الإقامة في مركز سيدي فرج، فيما فضّل الكثيرون منهم الرحيل نحو تونس بعد الحصار الأمني الذي وجدوه في الجزائر».. هذه الرواية الأمنية المُتداوَلة في ساحة بورسعيد تبرر استنفار الأمن الجزائري مخبريه الذين انسلّوا وسط اللاجئين حتى اختلط الأمر وأصبح الحقوقي والصحافي والجمعوي موضع شك وارتياب.. يستند أصحاب فرضية الاختراق الإسرائيلي إلى إصرار اللاجئين ورفضهم الإقامة في مخيّم غرب العاصمة، معزول ومحصن ومُراقَب أيضا، ومنهم من اعتبروا الجزائر مجرّدَ نقطة عبور نحو تونس ومنها إلى ليبيا، مُستغلّين الأوضاع الأمنية التي تتسم بالفوضى في هذين البلدين، بينما توجهت قلة قليلة صوب الحدود المغربية، أملا في الوصول إلى شمال المملكة، سعيا للسفر إلى الضفة الأوربية.. ويرى محمد لعوينة، وهو فاعل جمعوي جزائري، أن «حكاية التسرب الإسرائيلي مجرد محاولة من مخابرات نظام الأسد للتضييق على الوافدين على الجزائر»، لكنْ حين تبيّنَ «فراغ» الحكاية الإسرائلية ظهرت رواية أخرى تقول إن «تعليمات فوقية أعطِيّت لمصالح الاستخبارات في الولايات التي تعرف تواجد شبكات وخلايا شيعية هي بين التكوّن والنشاط، من أجل تكثيف المراقبة لهذه الخلايا، المعروفة بدعوتها إلى التشيع في وسط المجتمع الجزائري»، فيما يشبه الخوف من استفاقة خلايا شيعية نائمة. مخيم اللاجئين المعطل في «سيدي فرج»، غرب العاصمة، حولت سلطات المدينة مقرا لشركة جمع النفايات إلى مخيّم للاجئين السوريين، أملا في امتصاص العائلات التي تتحصن في حديقة بورسعيد، باشر الهلال الأحمر الجزائري عملية الاستقطاب وحل بالمخيم في أول يوم واحد أربعون شخصا، قامت إدارة المخيم الرمضاني بإعداد وجبات إفطار وهيّأت مرافق صحية للنازحين، لكنْ سرعان ما غادر السوريون المكان دون سابق إشعار، وكأنهم توجّسوا خطرا محدقا.. لم يتبق في المكان سوى عائلة واحدة والباقي: «خرج ولم يعد».. بل إن المسؤول عن المخيم قال إن بعض اللاجئين ميسورو الحال: «كان بعض السوريين اللاجئين يحملون معهم أموالا طائلة، ومن بينهم عجوز لاجئة سورية طلبت من أحد الموظفين أن يخبئ لها 13 مليونا».. بينما ربط أحد أعوان النظافة في هذا الملجأ انسحاب السوريين بقضة معَدّة ليس إلا: «طهونا لهم أكلات الجزائريين فرفضوا تناولها، وتأسّفنا لهم بحجة عدم معرفتنا بتقاليد السوريين خلال الشهر الفضيل، لكنهم رفضوا مساعدتنا على إعداد وجباتهم». يقول مدير المخيم: «قمنا باقتناء قارورات غاز لكل عائلة، وقدّمنا لهم كل المُستلزَمات لأجل تمكينهم من الطهو، وطهونا مع ذلك 200 وجبة إفطار، مع العلم أن كل وجبة مكونة من طبقين رئيسيين، إضافة إلى الفواكه، فتفاجأنا بإخلاء السوريين المركز ورفض أي شخص ممن هم قابعون في ساحة بور سعيد المجىء إلى المركز، فقمنا برمي جزء مما طهونا وقدمنا جزءا لعمال «ناتكوم» (شركة نظافة) المتواجدين في العاصمة».. سيطر نفس الاستغراب على التصريحات الرسمية، التي تُجمع على «ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة للتكفل بالرعايا السوريين»، لكنها تستدرك قائلة، بنبرة صارمة: «من الآن فصاعدا لن يسمح لهؤلاء الأشخاص بالبقاء في الأماكن العامة»، بينما وجّه فاروق قسنطينى، رئيس اللجنة الاستشارية لحماية حقوق الإنسان في الجزائر، رسالة للرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، داعيا إياه إلى حل مشاكل السوريين النازحين إلى الجزائر في خضمّ الأوضاع التي تعرفها سوريا، بعيدا عن المقاربة الأمنية. أما سالم أبو الضاد، عضو تنسيقية الجالية السورية في الجزائر، فطالب الحكومة باتخاذ إجراءات استثنائية «لتمديد إقامة اللاجئين السوريين أو التغاضي عن تجاوزهم فترة الثلاثة أشهر المنصوص عليها قانونا». بموازاة مع ذلك، تعقد لجنة وزارية مختلطة بين وزارة الداخلية ووزارة التضامن لتعميق البحث حول قضية اللاجئين السوريين». فايسبوك يحرج الحكومة حين بدأ العد العكسي لرمضان، زار شاب جزائري يدعى حمزة، ساحة بورسعيد، وتأثر لما شاهده فقرر فتح شرفة للتضامن عبر «فايسبوك»، ما إن وصل إلى بيته حتى كتب على حائطه الفايسبوكي: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، البلد الشقيق سوريا يعيش أزمة كبيرة، وهذا أدى إلى تشريد ونزوح الكثير من العائلات إلى بلدهم الثاني الجزائر، رمضان على الأبواب وكثير من هؤلاء اللاجئيين لا يجدون مسكنا، اليد في اليد لإنجاح هذه المبادرة الطيبة، نريد أن نساعد إخواننا السوريين في كراء غرف في الفنادق على حسب مدة إقامة ضيوفنا.. الجزائري معروف بحبه للتضامن لا تبخلوا على إخوانكم.. وبارك الله فيكم وأجركم عند الله».. انتشرت الرسالة ووجدت لها مساحة في نفوس الشباب الجزائريين، لتنساب المبادرات، وكانت أبرزها لرشيد، الطباخ المتطوع الذي حاول الاستجابة لنداء «فيسبوك» بإطعام 20 لاجئا، قبل أن تتسع الفكرة وتشمل مائتي نازح، بعد أن انهالت المساعدات العينية من كل حذب وصوب، بمساهمة البسطاء والأثرياء، حينها، أصبحت ساحة بورسعيد، في قلب الجزائر العاصمة، والأحياء المجاورة لها قبلة لفاعلي الخير، بل إن سيدة جزائرية قالت ل»المساء» إنها تتوصل بإعانة من الحكومة عبارة عن قفة رمضان لكنها تتبرع بها للاجئة سورية. تسول ومخاض وأشياء أخرى تشعر وكأنك «تستجدي» التصريحات من النازحين.. نادرا ما يبوحون بما يخالج صدورهم، لكنّ تقاسيم الوجوه تغني عن كل كلام.. إلا أن بعض الحقوقيين الجزائريين ينوبون عن ضيوفهم في تشريح الوضع. قالت ناشطة حقوقية جزائرية، في حلقة نقاش مفتوح مع بعض الصحافيين الجزائريين: «وصل هؤلاء إلى الجزائر قبل عشرة أيام من رمضان، ويتجاوز عددهم في هذا المكان فقط 160 شخصا.. إنهم في وضع كارثي، ثلاث نساء منهم وضعن مواليدهن في هذا المكان، في الشارع العام، الحملة التضامنية يجب أن تركّز على احتياجات الأطفال، خاصة الحليب». لكنّ كثيرين من السوريين غير اللاجئين يرفضون تعاطي النازحين للتسول، ومنهم من يتبرؤون من رغبة الاستجداء التي تسكن عددا من اللاجئين. كان أحد السوريين المقيمين في الجزائر يتحدث بنبرة غاضبة لمواطنيه ويُحذرهم من التسول، وحين همّ بمغادرة المكان قال لمرافقته الجزائرية: «إن أغلبهم من الغجر والقرباط، المعروفين بالتسول في أوربا.. هؤلاء يسيئون إلى السوريين وإلى ثورتهم بتصرفهم هذا.. أعرف أن الكثير منهم ليسوا محتاجين إلى المال ويقيمون في فنادق مجاورة للمكان، ثم يعودون للتسول في النهار».. يرفض السوريون نعتهم ب«المُتسوّلين» ويبعدون التّهمة عنهم نحو فئة الغجر، ذات الأصول الإيرانية، الذين يمتهنون الرقص والتسول وصناعة الأسنان والغرابيل اليدوية.. وفي ساحة بورسعيد يتداول السوريون حكاية اغتصاب «مجموعة من فاعلي الشر» فتاة لاجئة سورية في مدينة وهران، وهو الخبر الذي تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي وتولدت عنه تعاليق تسيء إلى الجزائر، بينما سارعت سلطات وهران الأمنية إلى تكذيب خبر الاغتصاب وقالت إن مصالحها لم تعرض عليها أي واقعة طرفها فتاة لاجئة من سوريا.. فالقصف المدفعي أهون من الاغتصاب الجماعي..
مخيمات اللاجئين السوريين
الأردن: ثلاثة مخيمات على الحدود الشماليةالشرقية مع سوريا نبتت ثلاثة مخيمات لإيواء اللاجئين السوريين، بتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والهيئة الخيرية الهاشمية وجهات خيرية سعودية، مجَهَّزة بالأفرشة والأغطية والأطعمة والأدوية، وتتجاوز طاقتها الاستعابية 3 آلاف لاجئ سوري. وتشهد مدينة الرمثا الأردنية، المتاخمة للحدود مع مدينة درعا المناضلة، تدفقا كبيرا للاجئين الهاربين من حرب الإبادة. وتقول الأرقام الرسمية إن عدد السوريين الذين دخلوا الأردن منذ اندلاع الثورة السورية بلغ أكثر من 80 ألفا. وتقول جمعيات أهلية وإغاثية إن ما بين 6 آلاف إلى 10 آلاف لاجئ يحتاجون مساعدات دائمة تتعلق بتأمين المسكن والمأكل.. وبخلاف بقية المخيّمات، فإن وزارة التربية والتعليم الأردنية قرّرت، مؤخرا، قبول الطلبة السوريين في المدارس الحكومية وإعفاءهم من المصاريف المدرسية، بينما تفكر جهات رسمية وجمعوية في تسهيل دخول السوريين ومنحهم تصاريح للعمل في الأردن، خاصة أن غالبيتهم يعملون في قطاعات البناء. العراق: إغاثة اللاجئين العراقيين أولا كشف مجلس الوزراء العراقي أن بناء المخيمات العراقية لاستقبال اللاجئين من سوريا، والذي رصدت له الحكومة غلافا ماليا كبيرا، يهدف أولا إلى إغاثة ومساعدة العراقيين العائدين من سوريا وتهيئة مستلزمات استقبال اللاجئين السوريين. ودعا رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، القوات العراقية والهلال الأحمر إلى استقبال النازحين السوريين والعراقيين، بعد ثلاثة أيام من إعلان الحكومة رفضها السماح بدخول أي لاجئ. وكانت مخيمات اللاجئين السوريين في الحدود مع العراق قد شهدت معارك ضارية بين الجيش النظامي والمعارضة، إذ يسعى كل طرف إلى السيطرة على هذا المعبر، المستفيد من المساعدات الأوربية. تركيا: بين العرب والأتراك منذ أزيد من 16 شهرا أصبحت الحدود السورية -التركية تشغل بال حكومة أردوغان، لاسيما أن القضية تتجاوز البعد الإنساني إلى بعد سياسي، في ظل تحويل المخيمات إلى فضاءات لاستقبال اللاجئين وإيواء المُنْشقّين عن الجيش السورى النّظامي وتعزيز الوحدة بين المعارضة السورية المنقسمة والسماح بمرور التمويل الأجنبى والسلاح إلى المعارضة المُسلَّحة التى تسعى إلى إسقاط الرئيس السورى بشار الأسد. تقول الحكومة التركية إن أزيد من 70 ألف سورى عبروا الحدود، لكن 26 ألفا منهم عادوا، مما يجعل عدد اللاجئين السوريين فى تركيا 46 ألفا يعيشون فى ثمانية مخيمات، تصطف فيها الخيام، وفى كيليس، التى يقيم فيها 12 ألفا فى صفوف من المنازل الجاهزة وراء جدار معدنيّ مرتفع تعلوه الأسلاك الشائكة.. وكلما ارتفعت حدة الصراع الدامي في مدينة حلب الشمالية، التي لا تبعد عن الحدود التركية إلا بحوالي 50 كيلومترا، تزداد موجة النزوح، في مشهد يعيد إلى الأذهان لجوء آلاف الأكراد العراقيين إلى الجبال التركية هروبا من نظام صدام بعد «حرب الخليج»، عام 1991.