انطلقت أول أمس السبت فعاليات المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش بعرض الفيلم الأرجنتيني «العش الفارغ» الذي أخرجه دانييل بيرمان، ويحكي الفيلم معاناة زوجين في منتصف العمر، وآلامهما النفسية بعد أن كبر الأبناء وغادروا المنزل، مما ساهم في تعميق ظلال الوحدة القاتمة على حياتهما اليومية. ويندرج الفيلم ضمن الشخصيات النمطية التي تطرح في أفلام من هذا القبيل، والتي تتميز على وجه الخصوص بطابعها النفسي المعقد، مع ما يستدعي ذلك من استيهامات تصل إلى مستوى حدة المرض العصابي، فليوناردو (أوسكار مارتينيز) كاتب مسرحي يرزح تحت نير عزلة داخلية قاتمة بسبب رحيل الأبناء، لا يستطيع الخروج منها رغم محاولات الزوجة مارتا (سيسيليا روت) ولفيف الأصدقاء المحيطين بهم. مدة الفيلم 91 دقيقة استثمرها هذا المخرج الشاب بدقة كبيرة، وبذكاء ينم عن الوعي السينمائي الجديد لدى جيل من المخرجين الذين يخترقون السينما التقليدية العالمية ويؤسسون لتيار مختلف يمكن أن ننعته بتيار السينما الجديدة. والمخرج الأرجنتيني دانييل بورمان (من مواليد 1973) أحد وجوه الجيل الجديد في سينما الأرجنتين وفي سينما أمريكا اللاتينية برمتها، والتي تقدم نفسها باعتبارها مناوئة لسينما هوليود، وقد قدم قبل ذلك فيلمه الطويل الأول «أقحوان يعصف في خمسة مواقع» سنة 1997. ونال في مهرجان برلين جائزة لجنة التحكيم وجائزة أحسن ممثل (دانييل هاندلر)، عن فيلمه «العناق المفقود» الذي حظي بإشادة واسعة من قبل النقاد. من جهة أخرى، برمج المنظمون ضمن فقرة الأفلام المعروضة خارج المسابقة الرسمية حوالي عشرة أفلام من بينها الفيلم المغربي «حجاب الحب» لعزيز السالمي و«دسغراس» لستيف جاكوبز (استراليا وجنوب إفريقيا) و«غلوس» لأندري كونشالوفسكي (روسيا) و«فار نورث» لأسيف كباديا (فرنسا - بريطانيا) و«بور إيل» لفريد كفايي (فرنسا) و«دو دوشيس» لسول ديب (بريطانيا) و«بودي أوف لايز» لريدلي سكوت (الولاياتالمتحدة) و«ذي غورل إن دوبارك» لدافيد أوبورن (الولاياتالمتحدة). وسيمثل فيلم «عقلتي على عادل؟» لمحمد زين الدين المغرب في فئة «خفقة قلب» التي تشمل أيضا «كازولينا» لخوليو هيرنانديز كوردون (غواتيمالا، إسبانياوالولاياتالمتحدة)، «هنغر» لستيف ماكوين، «لا رابيا» لألبيرتينا كاري (الأرجنتين)، «عيد ميلاد ليلى» لرشيد مشهراوي (فلسطين، تونسوهولندا)، «لينكس» لفروكج تان (هولندا) و«شاداوز إن ذو صن» لدفيد روكسافيج (بريطانيا).