ستختتم مساء يومه السبت الدورة الثامنة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش التي شهدت عرض 15 فيلما داخل المسابقة الرسمية و 122 فيلم خارجها من مختلف البلدان و القارات وفق برمجة منتظمة و محكمة، و قد تفاوتت مستويات الجودة بين أفلام المسابقة الرسمية التي شاهدتها إلى حدود مساء يوم أول أمس، حيث تميزت بشكل ملموس بعض الأفلام عن غيرها بالموضوع و النوع و الأسلوب و القصة و بطريقة التناول و السرد و التصوير و الإخراج و التشخيص مما يجعلها منطقيا مرشحة للفوز مساء هذا اليوم بإحدى الجوائز ، و اخص بالذكر الفيلم البولوني « موعد الوفاة « الذي قامت ببطولته الممثلة المقتدرة دانيتا شافلارسكا بأداء احترافي رائع و متألق و التي ربما ستكون جائزة أحسن دور نسائي من نصيبها عن جدارة و استحقاق، و الفيلم الدانماركي « فلام و سيطرون «، و الفيلم الصيني « البئر» و الفيلم الفنلندي « دموع أبريل « ( )الذي قد يفوز فيه الممثل سامولي فورامو بجائزة أحسن دور رجالي،وهي طبعا مجرد تكهنات شخصية يمكن أن تعصف بها كليا أو جزئيا قرارات لجنة التحكيم التي تكون أحيانا مفاجئة و مغايرة لما هو متوقع. كما تضمنت هذه المسابقة أفلاما أخرى لا بأس بها مثل الفيلم الأرجنتيني « العش الفارغ « و الفيلم الفيليبيني « 100 «،و ليس مستحيلا أن يفوز الفيلم المغربي «قنديشة» بجائزة أحسن دور نسائي في شخص الممثلة « أميرة كازار» ذات الجنسية الفرنسية التي لعبت الدور الرئيسي فيه بتميز ملموس، وهو الفيلم المغربي الوحيد الذي تم اختياره في المسابقة الرسمية و الذي أنجز بالمغرب من طرف المخرج المغربي اليهودي جيروم كوهن أوليفار، و شاركت فيه مجموعة من الممثلين المغاربة من بينهم أسد بواب و أسماء الحضرمي و لطيفة أحرار و الراوية و المرحوم حسن الصقلي و صلاح الدين بنموسى و خالد بنشكرة إضافة إلى سعيد التغماوي و الممثلة الفلسطينية هيام عباس و آخرين. الفيلم فنتاستيكي متقن من الناحية التقنية ،و لكنه مطبوع بالبساطة و التساهل و الغموض في كيفية تناول موضوع الأسطورة قنديشة و في كيفية بناء الأحداث، و يخلو من عناصر الإثارة و التشويق في طريقة الحكي.و قد لوحظ إقبال مكثف للجمهور على مشاهدة الأفلام المعروضة خلال هذه الدورة التي تفردت بعرض بعض روائع السينما العالمية لفائدة المكفوفين و ضعاف البصر بواسطة تقنية الوصف السمعي التي مكنتهم من متابعة مجموعة من الأفلام المشهورة من بينها «غاندي» و» الدكتور جيفاكو» و «لوليطا» و «الطيور» لألفريد هتشكوك.فيلمان مغربيان آخران و جديدان عرضا خارج المسابقة الرسمية، و يتعلق الأمر بفيلم « عقلتي على عادل « من إخرج محمد زين الدين و تشخيص عمر لطفي و أمين الناجي و سعاد خيي و محمد الشوبي وآخرين، و هو فيلم غير مقنع و غير مثير بموضوعه المستهلك (الهجرة و الإرهاب) و ببساطة القصة و هفوات ملموسة في المونطاج، و فيلم «حجاب الحب» لعزيز السالمي الذي شاركت فيه نخبة من الممثلات و الممثلين من بينهم مليكة العماري و يونس ميكري و الجزائرية حياة بالحلوفي والسعدية لاديب و عزيز الحطاب و نورة السقالي و هدى صدقي و نجاة خير الله، و هو فيلم يتضمن لقطات جريئة و يتناول بالاعتماد كثيرا على الحوار و بكيفية كلاسيكية و بسيطة موضوع الحجاب كوسيلة للزواج من خلال قصة حب متقلبة الأطوار تجمع بين الطرافة و المأساة، بين الحرية و التشدد، بين التسرع و المغامرة و بين الرفض و القبول، و كل هذا كان يتطلب الاستغناء عن اللقطات غير الضرورية و يتطلب بناءا دراميا أكثر قوة و لمسات فنية لتحريك عواطف المشاهد و جعله يتفاعل مع الأحداث بدل التفرج عليها فقط. كانت هذه الدورة ممتعة بأفلامها و مشعة بأنشطتها و نجومها الحاضرين من الفنانين المغاربة و الأجانب، و يجدر التنويه في الختام بجودة الدليل الرسمي لأنشطة المهرجان شكلا و مضمونا و الذي سهر على إنجازه طاقم متكون من بعض الأجانب و المغاربة من بينهم نادية الحنصالي و محمد منتصر الذي سهر على تنفيذ الكرافيزم العربي و طارق خلامي الذي بدل جهدا ملموسا في إتقان ترجمة كل المعلومات إلى اللغة العربية و أمينة مجلال التي شاركت هي أيضا في الترجمة إلى الانجليزية.