هاجم عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، من وصفهم بناهبي أموال الشعب والمتزلفين للملك، وقال إن بعضهم يسعى إلى محاربة حزبه باسم الدين، ودعا بنكيران إلى تخليق الحياة السياسية بدل تفريخ أحزاب الهدف منها التشويش على العمل الحزبي، وإلى توزيع عادل للثروات بين مختلف جهات المملكة. ووجه أمين عام حزب العدالة والتنمية، تقريعا شديد اللهجة إلى من سماهم بالباحثين عن ربح المال بالمرور عبر السياسة، وقال بنكيران الذي كان يتحدث صباح أمس الأحد أمام المشاركين في المؤتمر الجهوي للحزب بمدينة العيون، إن خصوم الحزب السياسيين يعطون الانطباع بكون الملك في خطر، أو أن شيئا يتهدده بغرض النيل من الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية والتزلف للملك. وزاد بنكيران قائلا: «الخطر الوحيد الذي يتهدد الملك محمد السادس هو تهافت الناس للسلام عليه في الطرقات تقديرا واحتراما ومودة. هم يقولون إنهم يضبطون الشعب، ربما كان ذلك صالحا في زمن مضى، لكن الآن كل المغاربة مجمعون عليه ويحبونه بتقدير، أعتقد أنه ليس دور السلطة تركيع المواطن أو الإساءة إليه بل التقرب منه وهذا للأسف غير موجود». وعلق بنكيران ضاحكا، ردا على سؤال حول آخر تطورات علاقته بفؤاد عالي الهمة، مهندس حركة لكل الديمقراطيين وصديق الملك محمد السادس: «المناوشات بيني وبين الهمة خفتت، يبدو أن الرجل منشغل بأموره ونحن مستمرون في عملنا». وقال أمين عام العدالة والتنمية إن هناك سياسيين يعتبرون المغاربة مجرد قاصرين بحاجة للوصاية عليهم باسم الحداثة والديمقراطية، معربا عن اعتقاده بأن هؤلاء السياسيين يضمرون رغبتهم في مهاجمة الإسلام. واستحضر بنكيران أمام المشاركين في المؤتمر الجهوي للحزب قصة وقعت له أثناء زيارته الأخيرة للولايات المتحدةالأمريكية، عندما سألته سيدة أمريكية عن مدى حاجة المغرب كبلد فقير للمساعدة، وكيف أنه رد عليها بالقول إن ما يهدد المغاربة ليس الفقر وإنما جهاز القضاء. وروى بنكيران كيف أن المرأة الأمريكية فغرت فاها وهي تنصت إلى كلامه عندما أخبرها بأن المغاربة اعتادوا منذ القدم على تناول الخبز والشاي كوجبة يومية دون الإحساس بالجوع، لكن سكان المملكة بحاجة إلى من يرفع عنهم الظلم وإلى قضاء ينصفهم. وعاد بنكيران ليهاجم أعيان اقتصاد الريع، وقال إن جهة الساقية الحمراء وادي الذهب تضم آلاف الكيلومترات من السواحل الغنية، ومع ذلك فإن أبناء المنطقة لا يستفيدون منها، وقال: «دعوا الحقوق تعود إلى أصحابها، إذا كان الأعيان يستغلون البحر لأزيد من 30 سنة، دعونا نقيم علاقات قابلة للاستمرار». من جهة أخرى، اتهم عبد الإله بنكيران من وصفهم بالاستئصاليين داخل الحكومة بشن حملة ضد منابع التدين في البلاد. وقال بنكيران، في حوار مع يومية «الحياة» اللندنية، إن حزبه لا يريد الانضمام إلى الحكومة، معتبرا أنهم «مخطئون إذا اعتقدوا أننا متلهفون على المناصب». وعن إمكانية انضمام الحزب إلى تحالف الأغلبية في حال الإقدام على تعديل حكومي، أضاف بنكيران: «لا نفضل الدخول في مثل هذه الحكومة الحالية. ولو وقع فيها تعديل اليوم، فالراجح أننا لن نقبل الدخول إليها. ليست عندنا قابلية».