سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عويطة: الجامعة «تدعم» المنشطات وعلى أحيزون أن يقدم استقالته قال ل« المساء » إن نتائج أم الألعاب ليست مفاجئة وإنه إذا استمر العمل بنفس الطريقة ستنتهي هذه الرياضة في المغرب
اتهم البطل العالمي والأولمبي السابق سعيد عويطة جامعة ألعاب القوى ب"دعم" المنشطات، وقال ل"المساء" إن الأمر لم يعد يتعلق بحالات معزولة، ولكن بظاهرة تفشت في هذه الرياضة تقف الجامعة عاجزة عن محاربتها. وعاد عويطة للفترة التي تولى فيها الإدارة التقنية الوطنية مشيرا إلى أن رئيس الجامعة (عبد السلام أحيزون) وقف ضده ولم يسمح له بأن يحارب المنشطات. وتعهد عويطة بأن يكشف الكثير من الأسرار المتعلقة بالمنشطات وتفاصيل ما دار بينه وبين أحيزون لما كان مديرا تقنيا، لكن عويطة أرجأ ذلك إلى يوم 12 غشت الجاري الذي سيشهد اختتام الألعاب. في الحوار التالي يحمل عويطة المسؤولية كاملة للجامعة، ويطالب رئيسها عبد السلام أحيزون بأن يقدم استقالته وأن يعترف بفشله. - ما هو تقييمك حتى الآن لنتائج ألعاب القوى في أولمبياد لندن، هل فاجأتك أم أنها كانت منتظرة؟ إنها نتائج ليست مفاجئة، وإن كانت آمالنا كبيرة في أن يتحقق أفضل مما تم حتى اليوم، ففي 3000 متر موانع كان الإيقاع الذي جرى به السباق في صالح العداءين المغربيين ابراهيم الطالب وحميد الزين، بل إن الأخير لو تعامل بذكاء مع مجرياته لربما كان قد حصل على ميدالية، أما في 1500 متر فإن إيكيدير ركض بشكل جيد في الدور نصف النهائي، ونتمنى أن يكون كذلك في النهائي، علما أن مسابقة الدور النهائي ليست هي الأدوار التصفوية، لكن هناك أمل في أن ينسينا إيكيدير الخيبات السابقة «ويجيب الله التيسير» ويظفر بميدالية، لأنه سيكون صعبا أن نعيش على إيقاع صدمة المنشطات التي لوثت رياضة أم الألعاب المغربية، وصدمة غياب الميداليات التي اعتاد المغرب الظفر بها في هذه الرياضة منذ أولمبياد لوس أنجلوس. - قلت إن النتائج التي تحققت حتى الآن ليست مفاجئة، لماذا؟ لأن هناك تخبطا على كافة المستويات، في تدبير شؤون الجامعة، وأيضا لأن الأشخاص الذين سيعدون الأبطال ويهيؤونهم لمثل هذه الأحداث الكبرى لديهم إمكانيات محدودة، كما أن العدائين المغاربة أنفسهم المعول عليهم يعانون، وهناك من تورط منهم في المنشطات، وبالتالي فإن ما تحقق حتى اليوم هو نتائج طبيعي لسنوات من التخبط ولغياب رؤية واضحة لما يجب أن تكون عليه أم الألعاب. - برأيك ما الذي يمكن أن يدفع عداء إلى تناول المنشطات؟ هناك أسباب كثيرة، ربما المجتمع والرغبة في اختصار الزمن وتحقيق النتائج بسرعة أو الإحباط خصوصا عندما يقضي العداء سنوات دون أن يحقق ميداليات أو المشاكل المادية للعدائين وأيضا المحيط، إذا هناك الكثير من الأسباب التي تدفع العداء إلى تناول المنشطات. - ومن يتحمل مسؤولية تعاطي العدائين المغاربة للمنشطات؟ بطبيعة الحال هناك مسؤولية العداء، لكن الجامعة هي المسؤول الأول عن تعاطي العدائين للمنشطات، لأن من الأدوار التي يجب أن تقوم بها هو الدفاع عن قيم الرياضة، وقيم الحركة الأولمبية التي عمادها التنافس الشريف، إذا لم تقم الجامعة بهذا الدور فمن سيقوم به إذا. عندما أحمل الجامعة المسؤولية الكاملة فأنا لا أتحدث من فراغ، ولكن من خلال واقع عايشته وأعرف تفاصيله عن ظهر قلب، فعندما عدت إلى المغرب وتوليت مسؤولية الإدارة التقنية عقب أولمبياد بكين 2008، لعلك تذكر ويذكر معك الكثيرون أنني قلت إنني جئت لأحارب المنشطات مثلما جئت أيضا بمشروع بطل أولمبي، لكن الرئيس عارضني في ذلك الوقت، الأمر الذي أدى إلى اصطدام بيننا، علما أنني قلت له الأيام بيننا وهي من ستكشف من هو على صواب ومن هو على خطأ، قبل أن يتم الاستغناء عن خدماتي. - لكن ألا يبدو صعبا أن يسمح أحيزون لنفسه ب«التسامح» مع المنشطات؟ لكن الوقائع تثبت ذلك، وأنا لدي الكثير من الأسرار التي سأبوح بها بخصوص موضوع المنشطات، لكنني سأنتظر إلى غاية يوم 12 غشت الذي هو موعد اختتام الألعاب الأولمبية لأبوح بها وأكشفها للرأي العام، لقد سكتت مدة طويلة، لكن حان الوقت لأكشف ما دار بيني وبين رئيس الجامعة عندما أعلنت عن الحرب بلا هوادة ضد المنشطات، وكيف وضع العراقيل أمامي. - هل نطمع في معلومات أكثر؟ بالنسبة لما دار بيني وبين الرئيس، فسأكشفه كما قلت لك يوم 12 غشت الجاري، مع اختتام الألعاب الأولمبية، لكنني يمكن أن أؤكد لك أنني لما عدت إلى المغرب وعدت بمحاربة المنشطات وبالحصول على ميداليات في أولمبياد لندن، إذا المعركة الأساسية بالنسبة لي كانت ضد المنشطات، لكن الرئيس لم يكن يهمه الأمر، بل كان لديه تصور آخر، لعلك تذكر أنني طلبت أن يلتحق جميع العدائين بالمركز الوطني لألعاب القوى، وأن يظلوا تحت مراقبة الإدارة التقنية بما أنها المعني الأول بالأمر، ولعلك تذكر أيضا أنني طالبت العداء أمين لعلو رفقة عدائين آخرين بأن يلتحقوا بالمركز الوطني ليظلوا تحت المراقبة على جميع المستويات طبيا وبدنيا وغذائيا، لكن للأسف قامت الدنيا ولم تقعد وبدل أن تدعم الجامعة برنامجي ورغبتي في أن تكون ألعاب القوى المغربية نظيفة، فإنها وقفت في صف بعض العدائين بدون وجه حق، وساهمت في إشعال فتيل الفتنة، ثم سارت في اتجاه أن تسحب مني الاختصاصات، وحدث الطلاق، ثم في بطولة العالم ببرلين 2009 سقط العداءان جمال الشطبي ومريم العلوي السلسولي في فخ المنشطات، وهو ما كان إشارة قوية على أن القادم سيكون أسوأ. - قلت في إطار تحليلك لمسابقة ألعاب القوى بالجزيرة الرياضية، إنك مستعد لتولي منصب رئيس للجامعة، كيف ذلك؟ أولا يجب أن أوضح أن آخر شيء يمكن أن أفكر فيه هو أن أصبح رئيسا لجامعة ألعاب القوى في الوقت الحالي، لكن إذا كانت مصلحة البلاد تقتضي ذلك فأنا مستعد للأمر، وأن أقوم بحملة تنظيف واسعة النطاق من ألف الجامعة إلى يائها، لكن يجب أن أكون محميا من طرف الدولة والحكومة، خصوصا وأنني في تجربتي الأولى حوربت بلا هوادة، أما اليوم إذا كانت هناك حماية ودعم فأنا مستعد للقيام بتطهير جذري، بل وأعد بتحقيق نتائج جيدة في أولمبياد ريودي جانيرو 2016، تعيد لأم الألعاب المغربية هيبتها العالمية. - وهل تكفي أربع سنوات لتحقيق للعودة إلى الواجهة؟ المغرب بلد المواهب الرياضية، وهذه المواهب في حاجة إلى من يكتشفها ويكونها ويضعها على الطريق الصحيح، للأسف ليست هناك إدارة تقنية يمكن أن تقوم بهذا العمل، فالجامعة برئيسها وعدد من أعضائها أضعف من أن تعمل في هذا الاتجاه، ببساطة لأن ليس لديهم فكرة عن ألعاب القوى ولأن فاقد الشيء لا يعطيه. - قلت إن الجامعة عاجزة عن محاربة المنشطات، كيف؟ عاجزة لأنها هي من تدعم المنشطات. - وكيف يمكن أن تثبت ذلك للرأي العام؟ من خلال الوقائع التي سردتها عليك، وأيضا لأنه عندما نجد أن العدائين يتعاطون نفس المواد، فالأمر يؤكد أن المنشطات أكبر من أن تكون مجرد حالة فردية، إذا ليس هناك ما يمكن تخبئته، فالأمور واضحة ولا داعي لأن نحجب الشمس بالغربال. لقد جرى كلام خطير بيني وبين رئيس الجامعة لما كنت مديرا تقنيا سأكشفه كما قلت لك يوم اختتام الألعاب الأولمبية، وسأظهر للمغاربة كيف تم التعامل معي، وكيف يتم التعامل مع المنشطات. لقد أرادني أحيزون أن أعمل بطريقة 10/09/01، وهو الأمر الذي رفضته. - ما هي هذه الخطة؟ سأكشف كل شيء في وقته، كما قلت لك، إن جامعة ألعاب القوى هي اليوم جامعة الغش والمنشطات، كما أن نسبة كبيرة من العدائين أعمارهم مزورة، وهذا تم الاعتراف به في جمع عام للجامعة، عندما خرج مسؤول في فريق وأعلن أمام الملأ بأنه قام رفقة الكاتب العام للجامعة بتزوير أعمار العدائين، ومع ذلك لم تحرك الجامعة ساكنا. عندما تتم تربية العداء على الغش وعلى التطبيع مع التزوير، فإن تعاطي المنشطات يصبح أمرا عاديا بالنسبة له، العداء إذا تمت تنشئته على القيم فإنه سيتشبت بها، وحتى إذا حصلت بعض الحالات فإنها ستكون معزولة. - لكن التزوير في أعمار العدائين بدأ قبل مجئ الجامعة الحالية؟ أنا لا يهمني ما حدث قبل هذه الجامعة، ولكن ما يهمني بالأساس هو أن رئيسا لفريق اعترف أمام الملأ بأنه زور رفقة الكاتب العام، وأنا أبني على المعطيات والوقائع وعلى ضوئها أحلل. - هناك من يمكن أن يرى في تصريحاتك تصفية للحساب مع رئيس الجامعة عبد السلام أحيزون؟ عويطة ليست له حسابات شخصية مع رئيس الجامعة، ولا أحارب لا رئيسها ولا أي مسؤول فيها، لكنني مواطن مغربي وابن هذه الرياضة، وأغار على تراب بلدي الذي دافعت عن قميصه وأنا عداء ومازلت مستعدا للدفاع عن سمعته بكل ما أوتيت من قوة. أنا أتحدث من منطق الدفاع عن ألعاب القوى وسمعتها التي وصلت إلى الحضيض، فالمنشطات هي أكبر «شوهة» يمكن أن يتعرض لها بلد في المجال الرياضي، إنها تساوي المخدرات. ولذلك لا يمكن لبلد أنجب عدائين عالميين وكانت ألعاب القوى دائما محط اهتمام ودعم ملكي سواء من طرف الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه، أو من الملك محمد السادس الذي رصد الكثير من الإمكانيات المادية أن تصل إلى هذا المنحدر. إذا فعندما أتكلم فذلك يتم من منطق حبي لبلدي وغيرتي عليه، وليس من أي منطلق آخر. - لكن الجامعة الحالية أعلنت في وقت سابق أنها تحارب المنشطات، ووضعت شكاية ضد مجهول لدى السلطات؟ الحرب على المنشطات لديها طرقها ووسائلها، أما الشكاية ضد مجهول فالهدف منها هو الاستهلاك الإعلامي حتى تبدو الجامعة وكأنها تحارب الظاهرة. عندما تقع في سنة واحدة حالات كثيرة، فهذا دليل أن الأمور استفحلت وأن سرطان المنشطات انتشر في جسد هذه الرياضة. لقد أصبحنا نستحي خجلا، ورئيس الجامعة الذي قال إن الأبطال المغاربة البارزين جاؤوا بالصدفة عليه أن يشرح لنا لماذا جاء إلى الجامعة إذا كان هؤلاء الأبطال برزوا بالصدفة. إن المغرب بلد مواهب ليس في الرياضة فقط، ولكن في الكثير من المجالات، ولا داعي لأن يتم الاختباء وراء أشياء كهذه ويتم تدمير هذه الرياضة. على رئيس الجامعة أن يعترف بفشله الذريع وأن يقدم استقالته، فتقديم الاستقالة شجاعة أيضا، ليس عيبا أن يقول إنه فشل. - رئيس الجامعة الحالي عبد السلام أحيزون ليس الوحيد الذي اختلفت معه حول طريقة تدبير ألعاب القوى، لقد حدث لك ذلك أيضا مع محمد المديوري الرئيس الأسبق للجامعة، هناك من قد يقول إن عويطة صدامي بطبعه؟ لقد كان بمقدوري في الكثير من المرات أن أواصل عملي كمدير تقني، وأستقر في بلدي وأحصل على راتبي الشهري بدون وجع رأس، ودون أن أدخل في خلافات مع أي مسؤول، لكنني لست من هذا النوع، أنا أعرف قيمة ألعاب القوى، وأعرف أكثر قيمة العلم الوطني والدفاع عنه وأنا الذي حملته كعداء وطفت به بكل فخر وحب، لذلك عندما أجد «التخلويض» فإنني لا أسكت وأسمي الأشياء بمسمياتها. لو كان أحيزون يحب الخير لهذه الرياضة لتركني أعمل وأطبق برنامجي بعدما جاء بي عقب أولمبياد بكين، واليوم أنا الذي كنت سأحاسب أمام الرأي العام وليس هو. إن المال ليس وحده الذي يمكن أن يحقق النتائج، لقد حققنا في وقت سابق الكثير من الإنجازات بإمكانيات مالية بسيطة. ألعاب القوى في حاجة إلى من يفهمها ولمن يحب الوطن ويفكر في مصلحته، ولمن لديه فكر رياضي. أنا سأعطيك مثالا حدث مؤخرا في الألعاب الأولمبية، فبعثة سانت كيت ونيفيز قامت بطرد بطل العالم كيم كولينز في بطولة العالم لألعاب القوى بباريس 2003، لأنه أصر على اصطحاب زوجته إلى القرية الأولمبية والإقامة معها، مما اعتبر انتهاكا للقواعد، لذلك قام رئيس الوفد بطرده، فبرغم قيمة كيم كولينز وما منحه لبلاده، فإن قيم الرياضة هي التي انتصرت، وليس المحاباة أو جبر الخواطر، من هنا يبدأ الإصلاح بزرع القيم والدفاع عنها. - ما الذي يجب فعله لوقف نزيف ألعاب القوى؟ يجب أن تطال جامعة ألعاب القوى عملية تنظيف وتطهير شاملة من بابها إلى محرابها ومعاقبة كل من تثبت مسؤوليته عن تشويه صورة المغرب بالمنشطات، لأنه إذا واصلنا بنفس هذه الطريقة فصدقني ألعاب القوى ستنتهي في المغرب، فعيب وعار أن الرياضة الوحيدة التي كانت تحرز على ميداليات عالمية، ومنحت للمغرب سمعة كبيرة تصل إلى هذا المآل، علما أنه ليست هناك رياضة في المغرب بما فيها كرة القدم بلغت هذا المستوى.
فضائح المنشطات نزلت علي كالصاعقة - وكيف تلقيت خبر ثبوت تعاطي العداءين مريم العلوي السلسولي وأمين لعلو لمواد منشطة محظورة؟ تلقيته باستياء ونزل علي الخبر كالصاعقة وصدمت، لأن الأمر يتعلق بصورة المغرب في الخارج، وهذه الصورة تضررت اليوم كثيرا، وما حز في النفس أكثر أن الواقعتين جاءتا بتزامن مع الأولمبياد الأمر الذي كانت له تداعيات كبيرة، بل وتم تناول الواقعتين على نطاق واسع. المشكل اليوم أن الأمر لا يتعلق بحالة أو حالتين يمكن القول إنهما منعزلتان، ولكن هناك الكثير من العدائين الذين سقطوا في اختبارات المنشطات في المرحلة الأخيرة، كيحيى برابح وحنان أوحدو والقائمة طويلة... صدقني لم أعد أقوى على الذهاب إلى المركز الإعلامي المتواجد بلندن، لأنه ما أن تطأ قدماي هناك، حتى يبدي الصحفيون رغبتهم في أن أتحدث عن حالات المنشطات وعن أسبابها وظروفها، وهو الأمر الذي سبب ومازال غصة في قلبي، فالبلد الذي أنجب عدائين كبار ويفخر بأم الألعاب، أصبح اسمه مقترنا بالمنشطات، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق، ولن يرضي أي إنسان يغار على المغرب وعلى رايته ويحب تراب بلده.