أثارت صورة تاريخية تعود إلى معركة «إغزار أوشن»، التي هُزم فيها الإسبان في منطقة الريف حفيظة السلطات الإسبانية، بعد أن تم توزيع المئات منها داخل مليلية والناظور وبني انصار وفرخانة وتعليق البعض منها قرب المعابر. ووفق ما أكدت مصادر محلية، فإن السلطات الإسبانية عبّرت عن احتجاجها إزاء هذه الخطوة، التي اعتبرت أنها تحرض على العنف والكراهية ضد الإسبان، بعد أن تم وضع مقطع شعري في قلب الصورة عبارة عن جزء من أغنية كان الجنود الإسبان يرددونها كعزاء لهم خلال حرب الريف، وهو المقطع الذي يقول «مليلية ليست مليلية، مليلية هي مذبحة.. أين سيذهب الإسبان؟.. إلى الموت كالخرفان».. وقد لجأت السلطات المحلية والأمنية في مدينة الناظور إلى تسخير أعوانها من أجل نزع الصور التي تُظهر عربة وهي تحمل جثث الجنود الإسبان، بعد أن تم تعليق البعض منها بأحجام كبيرة في إطار ما اعتُبر احتفالا بمرور 103 سنوات على معركة «إغزار أوشن»، التي وقعت سنة 1909 ولقيّ فيها أزيد من 1000 جندي إسباني مصرعهم على يد المقاومة في المنطقة. وجاء الاحتفال بهذه الذكرى بمبادرة من رئيس المجلس البلدي لمدينة بني أنصار فرخانة، يحيى يحيى، وأعضاء المكتب المُسيّر لجمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان، التي ندد رئيسها سعيد الشرامطي بما أقدمت عليه السلطة المحلية في الناظور، وقال «لقد تلقينا باستغراب كبير الطريقة التي فضلت السلطات المغربية أن تتعامل بها مع المجهود الذي بُذِل من أجل الاحتفاء بهذه الذكرى، التي تؤرخ لأول هزيمة تلقاها المحتل الاسباني». وأضاف أن «ما حدث يؤكد بالملموس أن الحكومة المغربية ما تزل تخطب ود الجارة الاسبانية، رغم استمرار الأخيرة في احتلال مدن مغربية». وقال الشرامطي إن السلطات المغربية سارعت إلى نزع الصور في منتصف الليل، بعد أن تلقّت احتجاجا من السفارة الإسبانية في الرباط، كما تساءل عن دواعي إشراك عناصر تابعة للأمن الوطني في نزع الصور، وقال الشرامطي: «لقد تم تعليق الصور في إطار احترام القانون ومقتضيات الميثاق الجماعي المتعلق بالإشهار، وإذا قمنا بخرق القانون، فلماذا لم يتمّ اعتقالنا إذن؟».. وكانت جريدة «مليلية أوي» الإسبانية، التي تصدر انطلاقا من مليلية المحتلة، قد أشارت في مقال لها، إلى أن عددا من قاطني مدنية مليلية من الإسبان أصيبوا بالدهشة لدى مشاهدتهم الصورة والمقطع المُدوَّنَ عليها، وأضافت الجريدة أن معظم هؤلاء لا يدركون أن الصورة تؤرّخ لمعركة «بارانكو ديل لوبو» وتحمل مقطعا من أغنية كان الجنود الإسبان يرددونها لسرد معاناتهم مع المقاومة الشّرِسة في الريف.