أعلن المُستشار البرلماني يحيى يحيى، والشاغر لمنصب رئاسة بلدية بني انصار (12 كيلومترا من الناظور) منذ يونيو الماضي، أنّ الاحتفاء بالذكرى المئوية لمعركة "إِغْزَارْ نْ أُوشْنْ | وادي الذئب"، التي راح ضحيتها ما يزيد عن ثمانمائة جندي إسباني جراء عملية مُقاومة، سيكون خلال أربعين يوما من اليوم، وبالضبط يومي 11و12 دجنبر المقبل. "" جاء هذا الإعلان عقب لقاء متعدّد الأطراف جرى يوم أمس الجمعة بين رئاسة بلدية بني انصار والمندوب الإقليمي لأسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير، إضافة لعميد الكلية المتعدّدة التخصصات بالناظور والمندوب الإقليمي لوزارة الثقافة، و الدكتور محمد بنعلال العميد الشرفي لكلية الحقوق بسلا، و الدكتور محمد الدويري الأستاذ بكلية الحقوق بجامعة محمد الخامس بالرباط، و الدكتور بغداد حسون الأستاذ بجامعة محمد الأول بوجدة، حيث دار التداول حول أهمية الاحتفاء بهذه الذكرى باعتبارها مناسبة لإبراز روح الوطنية التي ما فتئ يتحلّى بها الريفيون منذ الأزل، ومن بينها معركة "إِغْزَارْ نْ أُوشْنْ" التي دارت رحاها في فجر القرن العشرين مع أولى التوغلات الإسبانية بشمال المغرب. وأعرب المُجتمعون عن رغبتهم في تشكيل لجنة تنظيم تسهر على الإعداد للإحتفاء بهذه المناسبة ضمن الموعد المحدّد عن طريق تنظيم ندوة علمية أكاديمية يؤطّرها مختصّون حول معركة "إغزار ن أوشن" مع توثيق مضمونها في كتاب خاص، زيادة على الكشف عن نصب تذكاري مُشير للواقعة البطولية التي قامت بها مُقاومة المقاوم الريفي الشريف محمّد أمزيان، وكذا الإعلان عن إنشاء متحف للمقاومة الريفية بمنطقة بني انصار. وقد عمل المُستشار البرلماني يحيى يحيى على تسليط الضوء على واقعة "إِغْزَارْ نْ أُوشْنْ" عقب إقدامه على سحب الموظفين الجماعيين المُلحقين بالمكتبة العامّة لمتحف الماريشال مزيان الكائن تحت النفوذ الإداري لنفس الجماعة التي يرأسها، وهو القرار الذي كان محط طلب شفوي للتوضيح من لدن ليلى مزيان، ابنة الماريشال وزوجة رجل الأعمال المعروف عثمان بنجلون، وذلك في لقاء احتضنه مكتب رئاسة يلدية بني انصار، حيث عملت ابنة الماريشال على الإعراب عن تفاجئها من قرار سحب الموظفين من المكتبة العامة للمتحف الحامل لاسم والدها وما من شأنه أن يخلق عرقلة في سير المرفق الثقافي الذي تُشارك بلدية بني انصار في تدبيره وفق عُقدة تشاركية مع وزارة الثقافة ومندوبية المقاومة وأعضاء جيش التحرير، إلاّ أنّها تلقت تبريرا من لدن يحيى يرتكز على كون الشعور الوطني وكرامة ساكنة بلدية بني انصار وفرخانة ، المُحاذية للتواجد الإسباني بمليلية، يتعرضان للخدش جراء احتضان مقر متحف حامل لاسم الماريشال أمزيان الذي خدم مشاريع الجنرال فرانكو في تقتيل ساكنة الريف والتنكيل بها. وفي أعقاب ذلك، تمّ الإعلان من لدن يحيى بأنّ مجلس التدبير المحلي ببني انصار هو في طور العمل على مشروع إنشاء نصب تذكاري مُخلّد لمئوية معركة "إغْزَارْ نُوشْنْ وادي الذئب" التي دارت رحاها قبل قرن من الزمن بين المُقاومة الريفية للشريف محمّد أمزيان وعسكر القوى الاستعمارية الإسبانية، و هي المعركة التي راح ضحيتها أزيد من ثمانمائة عنصر إسباني، بينهم الجينرال "بِينْتُو" الذي لاقى حتفه بعد اقل من أربع وعشرين ساعة من وطئه أرض مليلية قادما من الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط