تجربة أدبية فريدة تلك التي احتفت بها أولى نسخ فقرة «خيمة الإبداع» ضمن فعاليات موسم أصيلة الثقافي، أول أمس الأربعاء، إذ اختارت أن تعرف بكتاب «المدينة السعيدة»، وهو أول عمل إبداعي يؤلفه شاعر ومهندس معماري. كتاب «المدينة السعيدة،» جمع بين تصور المهندس المعماري المغربي ومدير المركز التقني بالرباط، عبد الواحد منتصر، والشاعر والكاتب الأصيلي المهدي أخريف، فالأول اختار أن يبتعد عن المرادف الراسخ في الأذهان عن مفهوم المعمار، والذي يربطه بالمباني والإسمنت، ليعطي تصوره عن مفهوم «المدينة» ورهان أن تصبح فعلا «مدينة سعيدة»، فيما يصوغ الثاني ل»مدينته السعيدة» أصيلة، قصائد العشق والافتتان. وأورد المهندس عبد الواحد منتصر أن نقاشه مع الشاعر المهدي أخريف، الذي تعرف عليه منذ 12 سنة، قاده للتعرف على نظرة الشاعر للمعمار، مما دفع الاثنين للبحث عن تجربة جديدة تلتقي فيها همزات الوصل بين شاعر ومهندس. وانطلقت فكرة منتصر، من سخطه على الحديث الدائر الآن حول تصاميم التهيئة الجديدة وسياسات المدينة، إذ لم يخف المهندس المعماري المغربي سخطه على «عدم فاعلية» الاجتماعات المتتالية التي ينظمها مسؤولو قطاع التعمير، وعدم إنزال أي مشروع على أرض الواقع. ويعتبر منتصر أن المغرب ورث عن العهد الاستعماري نوعين من المدن، مجتمعين في مدينة واحدة في كثير من الحالات، ويتعلق الأمر بالمدينة العتيقة والمدينة الحديثة، معتبرا أن المشكلة تكمن في «عدم تفكيرنا في خلق تعايش بين المدينتين ومن ثم التفكير في مدينة للمستقبل»، التي اعتبر أن شكلها الحضاري يجب أن يستمد من طابعها الاجتماعي. من ناحيته، اعتبر الشاعر والمترجم المغربي المهدي أخريف، أن «أصيلة» تعد «المثال الفعلي للمدينة السعيدة كما وضع شروطها عبد الواحد منتصر، «فهي تحتوي على فضاءات واسعة يلتقي فيها الناس لتقاسم لحظات الفرح، وأحياؤها المتقاربة تحيل على العلاقة الإنسانية التي تربط بين سكانها»، ومن هناك جاء وصفه لها في الكتاب ب«مدينتي السعيدة». ووصف أخريف أصيلة ب المدينة القدوة»، انطلاقا من أن تجربتها التطورية خلال العقود الثلاثة الأخيرة لم تتكرر مع أي مدينة أخرى في المغرب، معتبرا أن جمالية تطورها هذا تكمن في أنها اعتمدت على منطلق ثقافي من خلال شعار «الثقافة من أجل التنمية» وهي فكرة كانت تبدو غير معقولة، حسب أخريف.