صدر، مؤخرا، عن دار توبقال للنشر، مؤلف جديد للمهدي أخريف، يحمل عنوان "عبد الواحد منتصر: المهندس الإنسان"، وهو أول كتاب يصدر بالعربية عن مهندس مغربي معماري وعمراني. ويتميز هذا المؤلف الجديد الخاص عن هذا المهندس، بالتعريف الموسع للمحيط الذي تربى عليها، والمسار التكويني والثقافي الذي أهله لإنجاز مشاريع معمارية وعمرانية كبرى. وقد عمل واضع الكتاب المهدي أخريف، على الجمع بين المذكرات الشخصية، والحوار المطول، والتوثيق للمشاريع التي أنجزها عبد الواحد منتصر، وكذا كتاباته النظرية إلى جانب شهادات عارفين بالحقل المعماري والعمراني. ويسلك المهدي أخريف تركيبا فنيا، يستوحي جمالية الهندسة المعمارية والعمرانية، مستفيدا من تجربته الشعرية ومن معرفته الشخصية بعبد الواحد منتصر وملازمة اهتماماته الثقافية والفنية لسنوات. ويشير عنوان الكتاب إلى مركزية الإنسان وحياته الاجتماعية، ومحيطه البيئي في التصور الذي يعتمده عبد الواحد منتصر في تصاميم أعماله وإنجازها. ودرس عبد الواحد منتصر، المزداد سنة 1956 بالدارالبيضاء، بالمدرسة المعمارية بمدينة ليل (فرنسا) وحصل على دبلوم مهندس معماري سنة 1983. عمل بعد عودته، في السنة ذاتها إلى المغرب مع مجموعة من المهندسين المعماريين، على بلورة مدرسة معمارية حديثة بالمغرب. ويتميز الكتاب (176 صفحة) بإخراج فني رفيع، يغري بالقراءة والمشاهدة والتأمل. كما زين بتخطيطات أصلية لعدد من المشاريع تبين نشوء الفكرة المعمارية في لحظتها الأولى، وبلقطات ملونة لفضاءات في الدارالبيضاء تحولت إلى ذاكرة معمارية. ويحتوي الكتاب على صور ملونة من الحجم الكبير، على مساحة صفحة أو صفحتين، لبعض الأعمال الكبرى، كالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية (الرباط)، حي "نسيم" (الدارالبيضاء)، المدينة التكنولوجية تكنوبوليس (الرباط)، مدرسة إلبيليا (الدارالبيضاء)، مارينا (الدارالبيضاء) ومركز حزب الاستقلال (الرباط) وسكنى شخصية (دار بوعزة). والمهدي أخريف شاعر وكاتب ومترجم. مقيم بمدينة أصيلة، من أعماله،" بين الحبر وبيني" و"حديث ومغزل" و"في الثلث الخالي من البياض".