علمت «المساء» أن قرار مجلس مدينة آسفي القاضي بمقاطعة اجتماع المجلس الإداري للوكالة الحضرية الذي ترأسه نبيل بنعبد الله، وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، قد أحدث رجة غير مسبوقة وسط كبار مسؤولي الوزارة والولاية والوكالة الحضرية، حيث كشف مصدر مسؤول من مجلس مدينة آسفي أن الوالي بن ذهيبة قاد شخصيا حملة ضغط على أعضاء مجلس آسفي للتراجع عن قرارهم، الذي أربك ترتيبات عقد هذا الاجتماع الذي ترأسه الوزير بنعبد الله قبل يومين في مدينة آسفي. وأشار مصدر مطلع من الوكالة الحضرية لآسفي، رفض الكشف عن هويته، في اتصال ل «المساء» به، إلى أن جميع ترتيبات إلغاء اجتماع المجلس الإداري للوكالة الحضرية بوشرت ووضعت في الحسبان، بعدما توصلت الوكالة الحضرية بموقف مجلس مدينة آسفي القاضي بمقاطعة اجتماع المجلس الإداري، مشيرا إلى أن إلغاء هذا الاجتماع كان سيصير سابقة في المغرب، وأن «عدم إلغاء اللقاء كان سيصبح عبثا لو حضره الوزير وقاطعه المنتخبون»، حسب قوله. من جهته، كشف مصدر من مجلس مدينة آسفي أن ضغوطا كبيرة قادها والي آسفي شخصيا لثني أعضاء مجلس مدينة آسفي عن قرارهم بمقاطعة الوزير بنعبد الله خلال اجتماع المجلس الإداري للوكالة الحضرية، مشيرا إلى أن والي آسفي تعهد بالتوسط بعقد لقاء خاص يجمع الوزير بنعبد الله وأعضاء مجلس آسفي مباشرة بعد انعقاد المجلس الإداري للوكالة الحضرية لتدارس جميع نقاط الخلاف التي تجمعهم مع الوكالة الحضرية. إلى ذلك، تسبب تراجع أعضاء مجلس مدينة آسفي عن قرار مقاطعتهم للوزير بنعبد الله وحضورهم اجتماع المجلس الإداري في «محاكمة» علانية لسياسة الوكالة الحضرية. وقد تابع الجميع الحرج الكبير الذي وقع فيه مسؤولو الوكالة الحضرية، وهم يستمعون إلى مداخلات عديدة لأعضاء مجلس مدينة آسفي كلها انتقاد لاذع للآليات التي تعتمدها الوكالة الحضرية في علاقتها مع مجلس المدينة لتدبير قطاع التعمير ورخص البناء والمصادقة عليها، وصلت حد توجيه اتهام مباشر من قبل أحد نواب رئيس مجلس مدينة آسفي إلى الوكالة الحضرية ب «التسبب المباشر في تنامي البناء العشوائي والرشوة والفساد في قطاع التعمير في المدينة»، وهي الاتهامات التي لم يعترض عليها أحد من المسؤولين الذين حضروا اجتماع المجلس الإداري للوكالة الحضرية. وقد تأكد أن الوزير نبيل بنعبد الله عقد فعلا اجتماعا خاصا مع أعضاء مجلس مدينة آسفي مباشرة بعد انتهاء اجتماع المجلس الإداري للوكالة الحضرية. وقال مصدر حضر اللقاء إن الوزير بنعبد الله أنصت إلى ملاحظات واعتراضات مجلس آسفي على طريقة عمل الوكالة الحضرية، مضيفا أن اللقاء مع الوزير «كان مطلبا قديما وقد تحقق»، مشيرا إلى أن الوزير وعد بالتدخل لإصلاح العلاقة بين الوكالة الحضرية ومجلس المدينة بالاحتكام إلى القانون، واحترام جميع المتدخلين في قطاع التعمير لاختصاصات كل طرف.