- ما تعليقك على عملية انتخاب الكاتب الأول للحزب في هذا المؤتمر؟ < أعتقد أن معركة الإصلاح الديمقراطي الداخلي التي انطلقت بقوة بعد انتخابات السابع من شتنبر، والتي كان عنوانها التنظيمي هو تغيير نمط الاقتراع وانتخاب القيادة الجديدة، وهي المرحلة التي دافعنا فيها عن نظام اللوائح، أعتقد أننا بعد كل ما وقع، وصلنا إلى صيغة تحمل الكثير من التجديد، وبالتالي إذا كنا قد تراجعنا عن فكرة اللوائح، فإن ما تبقى، خاصة ما يتعلق بطريقة انتخاب الكاتب الأول، هي طريقة مهمة جدا، فالاتحاديون كانوا يذهبون إلى مؤتمراتهم وهم يعرفون مسبقا كاتبهم الأول، بينما شهدنا اليوم تنافسا قويا وحادا بين المرشحين؛ وعشنا لحظة أعتبرها شخصيا أقوى 90 دقيقة عرفها الحزب في تاريخه؛ وأقصد اللحظة التي قام فيها المرشحون للكتابة الأولى وتناولوا الكلمة، لأن ذلك يؤشر على قبول الحزب بالتعدد والاختلاف، أي أن الديمقراطية الداخلية ربحت الكثير. لكن يبقى من المؤكد أننا نعيش فترة انتقالية، وبالتالي هناك سباق وتنافس تنظيمي، لكن بهدف تطبيق أرضية سياسية واحدة، ومبتغانا أن نصل إلى تنافس تنظيمي على أساس أرضيات متنافسة، وبالتالي سيمثل كل مرشح أرضية معينة. - ما تعليقك على النتيجة التي أفضى إليها المؤتمر، أي انتخاب عبد الواحد الراضي أمينا عاما؟ < أعتقد أن المؤتمر صوت على «القادة»، أي القادة الأربعة الذين ترشحوا؛ أما عن سؤال لماذا الراضي؟ فأعتقد أننا وإن كنا نعتقد أن الاتحاد في حاجة إلى تجديد وتغيير، لكنهم أيضا يحتاجون إلى طمأنة؛ أي أن هناك حاجة إلى قيادة تستطيع أن تحقق التوافق والإجماع والتصالح، قيادة تبتعد عن منطق الإقصاء الذي ساد لفترة طويلة داخل قيادة الحزب. - على ضوء هذه النتيجة والسير العام لأشغال المؤتمر، هل تعتقد أن هذا المؤتمر سيكون محطة التغيير والتجديد؟ < أعتقد أن ظروف الأزمة التي يمر منها الحزب، تجعلنا نتواضع من حيث طموحاتنا، والأمل هو أن يشكل هذا المؤتمر محطة لتضميد الجراح وإعادة بناء الوحدة الاتحادية، وضمان الاستمرار، لأن إشكالية وجود الحزب واستمراره كانت تطرح بشكل دائم في لحظات الأزمة، فما نتمناه في هذا المؤتمر هو تحصين المكتسبات ودمقرطة الأداة الحزبية وليس أكثر، فهذا المؤتمر لا يمكنه أن يكون إلا انتقاليا، أما لحظات البناء الكبرى فسننتظرها في المستقبل. * عضو المكتب السياسي الجديد للاتحاد الإشتراكي