دخل الرجاء البيضاوي «سوق» انتدابات اللاعبين بقوة، فما كاد الرئيس الجديد يتولى رسميا رئاسة الفريق في سابع يونيو الجاري، حتى أنهى في ظرف أسبوع كل انتداباته تقريبا، كما برمج تجمعه التدريبي وحدد خارطة طريق الموسم المقبل. وإذا كان يحسب للرئيس الجديد أنه سارع إلى تلبية مطالب المدرب فاخر، سواء على مستوى انتدابات اللاعبين أو برمجة تجمع تدريبي خارج المغرب، الأمر الذي يمكن أن يصب في مصلحة الفريق «الأخضر» الذي يراهن الموسم المقبل على التتويج باللقب للمشاركة في كأس العالم للأندية، إلا أن ذلك سيضع عبئا ثقيلا على المدرب فاخر، بل وسيلقي ضغطا إضافيا عليه، إذ لن يكون له أي مبرر في حالة فشل الفريق قي تحقيق أهدافه المرسومة وأهمها الظفر بلقب البطولة، الذي سيساوي لأول مرة إحراز عصبة الأبطال الإفريقية، بما أن الفائز سيشارك في كأس العالم للأندية. وإذا كان يحسب للمكتب المسير السابق للرجاء والذي كان يرأسه حنات أنه برمج الجمع العام للفريق مبكرا، مثلما يحسب للرئيس الجديد أنه استغل هذا الهامش الزمني بشكل جيد، إلا أنه مع ذلك فالفريق الأول وبرغم أنه القاطرة وصورة الرجاء، إلا أن المطلوب من الرئيس الجديد ومكتبه المسير الذي سيختاره ألا يراهن فقط على تلميع صورة الفريق الأول، فالرجاء وعلى امتداد سنوات طويلة أحرز الكثير من الألقاب محليا وقاريا بل وكان أول فريق مغربي يشارك في كأس العالم للأندية. إن إحراز لقب البطولة والمشاركة في كأس العالم للأندية لا يعني أي شيء، إذا لم يضع الرئيس ومكتبه قطيعة مع الكثير من الممارسات الماضية التي دفع الفريق ثمنها غاليا وأدت به إلى التراجع إلى لخلف بدل أن يمضي إلى الأمام. لقد كان الرجاء سباقا إفريقيا إلى التألق في عصبة الأبطال الإفريقية، فأين هو اليوم في خريطة الكرة الإفريقية، لقد بلغ بفضل»الحرب الأهلية» في الكوت ديفوار دور المجموعتين، لما واجه الأسيك في مباراة فاصلة، ثم خرج خاوي الوفاض بدون فوز، قبل أن يسقط في الموسم الثاني بفضيحة عقب خسارة مدوية بخمسة أهداف لصفر أمام تشيلسي الغاني. الرجاء اليوم في حاجة إلى استراتيجية واضحة، تعيد الاعتبار لمدرسة الفريق وتراهن على التكوين، وتجعل كل طرف يقوم باختصاصه سواء المدير التقني أو المدير الرياضي، أو الرئيس وأعضاء المكتب المسير، في إطار استراتيجية عمل متناغمة. إذا لم يحدث ذلك، فلا معنى للفوز بالبطولة أو حتى بكأس العالم للأندية، لأن الفريق سرعان ما سيعود لعادته القديمة.