انهار، ظهيرة أول أمس الاثنين، سقف غرفة علوية في منزل بالمدينة العتيقة بدرب الكنيسة في آسفي، وخلف الحادث، الذي فاجأ سكان المنزل، إصابات خطيرة لامرأة مسنة في عقدها السابع وأخرى أم لثلاثة أطفال من مواليد 1980. واستنادا إلى تصريحات السكان وأقارب الضحيتين، فإن المنزل الذي انهار سقف إحدى غرفه العلوية، كان موضوع عدد من شكايات السكان التي قدموها، غير ما مرة، إلى السلطات المحلية بخصوص وضعيته التي تجلت أساسا في عدد كبير من الشقوق والتصدعات في جميع مرافقه، بالإضافة إلى الكثافة السكانية، حيث تقطنه 9 أسر تكتري وتقتسم غرفا لا تتوفر لا على ماء صالح للشرب ولا على كهرباء. وتسبب انهيار سقف إحدى غرف المنزل العلوية في سقوط امرأة مسنة كانت موجودة بغرفتها في الطابق الأول، حيث سقطت جراء الانهيار مع كومة من الأتربة على جارتها التي تقطن غرفة سفلية مع زوجها و3 من أطفالها، وهو الحادث الذي خلف إصابة السيدة المسنة بإصابات خطيرة على مستوى الورك وأسفل الظهر اضطرت معها إدارة مستشفى محمد الخامس في آسفي إلى نقلها على وجه السرعة إلى مستشفى ابن طفيل في مراكش، أما المصابة الثانية، فيشير أفراد من عائلتها إلى أنها أصيبت بانهيار عصبي من هول الصدمة، حيث كانت لحظة سقوط السقف تؤدي صلاتها، ولم تكن تعلم حينها أن أبناءها الثلاثة لم يصيبوا بمكروه. إلى ذلك، تسبب الحادث في حالة استنفار وسط مسؤولي المدينة وسلطاتها المحلية، حيث تفقد والي آسفي المصابين في مستشفى محمد الخامس واطلع على مجريات إسعافهما، في وقت رفض فيه الطبيب المعالج الكشف عن حالتهما الصحية، معتبرا ذلك يدخل في «إطار السر المهني»، فيما عبر سكان المدينة القديمة عن سخطهم من تدبير سياسة إعادة الترحيل، مشيرين في تصريحاتهم ل«المساء» إلى أن الأسر التسع التي تقتسم المنزل الذي انهار سقف إحدى غرفه العلوية، كلها مسجلة في برنامج إعادة إيواء قاطني المدينة القديمة دون أن تستفيد من أية حلول وتركت، بحسبهم، منذ سنين في حالة متردية وفي أوضاع لا إنسانية بدون ماء ولا كهرباء ووسط منزل آيل في كل لحظة للانهيار الكلي وليس الجزئي، على حد قولهم. من جهته، قال عبد الدائم الغازي، من الهيئة المغربية لحقوق الإنسان إن وضعية الدور الآيلة للسقوط في المدينة القديمة وحي تراب الصيني في آسفي كانت دائما محط انشغال للهيئات الحقوقية، مشيرا إلى أن ما وقع في درب الكنيسة، أول أمس، هو بمثابة إنذار، ومناسبة لمساءلة تدبير السياسات العمومية المتصلة ببرنامج إعادة إيواء ساكني هذه الدور، الذي فشل في تجنيب ساكنة هذه المناطق مآسي ما يحدث الآن، معتبرا أنه يجب إعلان المدينة القديمة لآسفي «مدينة منكوبة وفي وضع الخطر الدائم»، نظرا إلى خطورة الوضع الذي وصلت إليه منازلها العتيقة.