نساء المدينة القديمة تدين السلطات المحلية ومؤسسة العمران والمجلس البلدي ألقى انهيار منزل بالمدينة القديمة ووفاة صاحبته وإصابة زوجها بجروح على ظلال لقاء تواصلي عقدته لجنة المرأة لجمعية "أسفوا للمدينة العتيقة" بدار الشباب للحي نفسه صباح الأحد بمناسبة 8 مارس. وتحول اللقاء من الاستماع إلى اقتراحات ساكنة الحي للتفكير في مشاريع تنموية مدرة للدخل كما كان مبرمجا، إلى التعبير عن معاناة المرأة بالدور الآيلة للسقوط وخوفها على أبنائها. وأجمعت التدخلات على إدانة السلطات المحلية والمبادرة الوطنية للتنمية المحلية التي رصدت غلافا ماليا مهما لتأهيل المدينة العتيقة، ولم يسلم من الإدانة مؤسسة العمران والمجلس البلدي خاصة قسم التعمير والوكالة الحضرية، وإدانة بعض نساء الأحزاب السياسية التي "تزورنا فقط وقت الانتخابات" حسب تعبير إحدى المتدخلات . وقالت إحدى النساء في حالة من الغضب بعد انسحابها "انتن المسؤولات بسبب 100 درهم التي تأخذنها أثناء الحملة الانتخابية". وفي الوقت الذي قالت إحدى النساء في شهادتها أمام جمع غفير من الساكنة بحضور أغلب أعضاء جمعية "أسفو" إ نها تطالب بالترحيل الفوري من المنازل المهددة بالسقوط خوفا على أبنائها، قالت أخرى إنها تتشبت ببقائها داخل الحي الذي ترعرعت فيه شريطة أن يصلحوا لها بيتها، وذهبت ثالثة أنها تقطن ببيت كبير يضم 16 فردا وترفض أن تنتقل إلى بيت يتسع لفردين فقط قد تعوضهم به السلطات المحلية. وحسب مصادر عليمة فإن رجال الوقايةالمدنية باتوا منذ الواحدة ليلا ساعة وقوع الحادث يحاولون انتشال الضحية من تحت أنقاض سقف المنزل حتى السابعة من صباح يوم الأحد حيث أخرجوها جثة هامدة، في حين نجا زوجها المسن ونقل على وجه السرعة إلى مستشفى محمد الخامس حيث لازال يرقد في نفسية جد متدهورة من وقع الحادث.هذا وقد حضر إلى عين المكان والي الجهة عامل الإقليم والكاتب العام العمالة ورجال السلطة والأمن وهالهم ما شاهدوه من مأساة داخل المدينة العتيقة المرشحة منازلها لمزيد من الانهيارات بسبب تصدعات جدرانها وسقوفها.
وتفاوتت ردود الفعل حول هذا الحادث المأساوي من طرف عائلة الزوجين الذين جمعهما البيت المنهار عقودا من الزمن، وكذا من ساكنة الحي التي زرع فيها هذا الانهيار الرعب خوفا على منازلها الآيلة للسقوط من أن تنهارعلى فلذات أكبادها. ففي الحين الذي طالبت عائلات الضحايا المساندة من طرف الجمعية المغربية لحقوق الانسان استلام تقرير مفصل من الجهات المسؤولة يؤكد حالة وفاة صاحبة البيت وإصابة زوجها إصابات خطيرة، وقعت ساكنة الحي عريضة تستنكر الإهمال التي تتعرض إليه المدينة العتيقة وتطالب بمحاسبة من تسبب في هذه الكارثة الانسانية وتحمل المسؤولية لجميع الجهات المعنية. وفي تصريح لناشط جمعوي بنفس الحي فإن الهالكة وجيرانها لطالما رفعوا إلى المجلس الحضري والسلطات المحلية تخوفاتهم من سقوط المنزل المنهار، لكن تسويف ومماطلة الموظفين بهذه الإدارات كان الجواب الجاهز في كل مرة يضيف المتحدث نفسه . هذاوقد جابت صباح الأحد الماضي مسيرة للنساء والرجال مصحوبين بأبنائهم أزقة المدينة العتيقة، قبل أن يتوجهوا صوب المستشفى الإقليمي محمد الخامس حيث يرقد بوشعيب زوج الضحية الذي تجاوزعقده السادس. ثم انتقلوا إلى مستودع الأموات حيث الهالكة ليحررفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بيان إدانة لما حدث مطالبا بتسريع حل مشكلة المنازل الآيلة للسقوط بأسفيمعلنا أن الفرع سياتبع بتنسيق مع لجنة السكن غير اللائق بالمدينة العتيقة فضح محاولة الالتفاف على حق الساكنة في متابعة المسؤولين عن الجريمة المترتبة على سنوات الإهمال والتلاعب بحق المواطنين في السكن اللائق.